ما أوجه الشبه بين أم كلثوم وروبي؟ كلاهما إنثى، مطربة، لها معجبون، تغني للحب والحبيب، يصفق لها الجمهور، ويكتب عنها النقاد، وتمتع جمهور المتلقين، أما أوجه الخلاف فكثيرة لعل أبرزها وأهمها أن أم كلثوم لم تصمم لنفسها موقعاً على شبكة الانترنت، وإن قام آخرون بذلك بدلاً منها، في حين سارعت روبي إلى تكليف من يصمم لها موقعاً بأعلى تقنية متاحة، وأن أم كلثوم لم تغير اسمها بعد عملها بالفن، لكن روبي فضلت هذا الاسم على رانيا، كما أن أم كلثوم حين رحلت عن دنيانا، كان أمام "الست أم روبي" ست سنوات أخرى قبل أن تسعد بقدوم روبي. هذا الفارق الأخير هو مربط الفرس، فأم كلثوم كانت سيدة الطرب في زمن كان الرجل يمسك فيه الباب ليسمح للسيدة بالمرور أولاً، وكان الرجال والنساء يرتدون ملابس السهرة ليحضروا حفلة "الست"، وكان كيلوغرام اللحم في عهد "الست" ب50 قرشاً، وفي عهد روبي زاد على 40 جنيهاً مصرياً. الفرق بينهما يتبع منهج "قصة ولا مناظر؟"، وهو السؤال الذي طرحه أحدهم في فيلم حين كان يسأل عن فحوى أحد الأفلام الأجنبية: هل هو قصة محبوكة ودراما راقية، أم مناظر عري وجنس التي يتوق الشباب إلى مشاهدتها في المهرجانات الدولية؟ يجب أن نسلم بأننا نعيش عصر الفيديو كليب تماماً كما نعيش عصر العولمة، والتحرر الاقتصادي، والسيطرة الاميركية، والانهيار العربي، والتفكك الإسلامي، وانقشاع الحدود. وأغلب الظن أن منظومتي "الفيديو كليب" و"انقشاع الحدود" وثيقتا الصلة ببعضهما البعض، انقشعت الحدود فلم يعد وصول الفاتنات ممشوقات القوام ممن لا تسمح ثيابهن للخيال بالإجهاد في ما قد تخفيه مقتصراً على ما يتركه مقص الرقيب في مشهد "دالاس" أو "الجريء والجميلات" أو حفلات ملكات جمال العالم التي كانت تذاع مسجلة في ليلة رأس السنة على سبيل المكافأة. وعلى مدى العقد الأخير، انقشعت الحدود التقنية، ودخلت الفضائيات النجوع والحارات والأزقة حاملة معها الأخبار غير الرسمية التي خرجت عن إرادة الحكام، وتمردت على البرامج النمطية، وفتحت الباب على مصراعيه أمام كل من تخول له نفسه أو جيبه عمل "فيديو كليب". وعلى غرار الصواريخ عابرة القارات، عبر الفيديو كليب الحدود المعروفة للأغنية، فاخترق أغوار النفس الإنسانية وسمح بتصوير أدق المشاعر والأحاسيس لحظة بلحظة، ودخل غرف الجلوس، والنوم، بل وصل إلى الحمام. وفجأة اكتشف المصريون وجود نسخ عربية من "كارولين" و"أوشين" وغيرهما، بل وأكثر إثارة وحلاوة، وهذه "الحلاوة" دفعت بعضهم إلى إجراء دراسات وإحصاءات عن أثر هذا اللون الجديد من الفن على أوجه الحياة في مصر، على رغم المبالغات الكثيرة التي تشوب مثل هذه الدراسات أملاً في أن تجد طريقها إلى جريدة أو مجلة أو حتى منشور. فهناك من أكد أن نانسي عجرم وهيفاء وهبي وأليسا وروبي تسببن في زيادة عدد عمليات التجميل في العالم العربي من 350 ألف حالة إلى 650 ألفاً، وأن العدد في مصر وحدها قفز من 55 ألفاً إلى 120 ألف حالة بين عامي 2002 و2003. آخرون يؤكدون أن نسب الطلاق في مصر زادت بسبب غيرة الزوجات من فاتنات الفيديو كليب وعدم قدرتهن على مجاراة مقاييس "الأيزو" العالمية في تناسق الصدر والخصور والأرداف 32 - 22 - 33 بوصة، إذ تضاف عادة مئة بوصة إلى كل من المقاييس السابق ذكرها محلياً. وبعيداً عن الدراسات العلمية، فالمؤكد دخول الفيديو البيوت المصرية بمختلف طبقاتها من خلال الأطباق الهوائية، ووصلات سرقة البث الفضائي، والكروت "المضروبة" لفك الشفرات. فالإغراءات كثيرة وغير مألوفة، فإضافة إلى نوعية الأخبار "الحقيقية" التي كانت القلة تعرف الوصول إليها عن طريق "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي أصبح في الإمكان متابعة نوعية مشابهة بالصوت والصورة، تتميز عنها كذلك بأنها مصنوعة في بلدانهم وليست مستوردة. الكلام نفسه ينطبق على أغاني "الفيديو كليب" التي أضحت تقدم شيئاً أقرب إلى أفلام البورنو التي كانت تبثها القنوات التركية المشفرة، لكنها هذه المرة ليست مشفرة، كما أنها ليست مستوردة، فالبطلات محليات والأبطال عرب والإثارة المقدمة مناسبة للثقافة العربية. ويكاد يكون القالب ثابتاً، إذا كان الفيديو كليب لمطربة، فهي في الأغلب تقوم بنفسها بدور البطولة: ملابس إن وجدت شبه فاضحة، ودلع مفرط، وحركات في مجملها تهدف إلى تحقيق الإثارة، وإذا كان الفيديو كليب لمطرب، فهو يوكل للعارضات المهمة نفسها ويكون دوره عاملاً مساعداً. ويبدو أن الثياب النسائية من فساتين وبنطلونات وغيرها المستخدمة في أغاني الفيديو كليب أضحت موضة قديمة، فقد ظهرت موجة جديدة في الأسابيع القليلة الماضية لاحظ أن الأسابيع في عمر الفيديو كليب تعني عشرات الإصدارات الجديدة وعشرات الاختفاءات أيضاً استعاضت عن الثياب التقليدية بأخرى غير مألوفة في هذا الجزء من العالم، فظهر المايوه القطعة الواحدة أو القطعتان، وفوجئ الجمهور بملابس النوم ما قل منها وما دل، كما أطل بعضهن ببدلات الرقص الشرقي يذكر أن التلفزيون المصري كان قد أصدر قراراً قبل سنوات يمنع ظهور أى فنانة ترتدي بدلات الرقص الشرقي وفضلت نانسي عجرم نموذجاً آخر هو الجلباب الريفي المصري، ويبدو أنها من أنصار الأصالة حتى في الإثارة، فقد نما إلى علمها أن النموذج المصري التقليدي في الإغراء كان إلى وقت قريب سيدة جالسة على "تشت" طبق الغسيل، وتترنح ذات اليمين وذات اليسار في حركات أنثوية دلالية وقد أبرزت ساقها بحنكة من الفتحة الجانبية في الجلباب وحرصت على ترك أزرار الجلباب العليا مفتوحة لأسباب معروفة. وفي حالات أخرى أكثر تطرفاً، اضطرت بطلات الفيديو كليب للاستغناء تماماً عن الملابس والعودة إلى الطبيعة الأولى، فهذه مطربة تطل برأسها وكتفيها العاريين من بحيرة ساكنة وهي تغني، وأخرى تدندن بينما تستمتع بالحمام الساخن ضمن أحداث الفيديو كليب، وهكذا. واخترق الفيديو كليب حياة المواطن العادي اليومية، فبات محاصراً بهذا الكم الهائل من القنوات الفضائية التي لا تبث إلا الفيديو كليب، ولا تذيع إلا البرامج المتخصصة في الفيديو كليب، ولا تناقش إلا القضايا المتعلقة بالفيديو كليب. وحَمَّلت مئات الشركات والأفراد الفيديو كليب على شبكة الانترنت لتتاح لكل من يستخدم الشبكة في محاولة على ما يبدو لسد الثغرة الوقتية لانشغال الفرد عن شاشة الفضائية لأسباب تتعلق بالعمل أو المذاكرة. أما شركات المحمول، فالتقنيات الحديثة تساعد يوماً بعد يوم في زيادة هوامش الأرباح، سواء بتحميل رنات أغاني الفيديو كليب على هواتف الشباب، أو إرسال الرسائل القصيرة الحية على قنوات الفيديو كليب، أو "الدردشة" التشات على القناة باستخدام الهاتف المحمول، أو إرسال الصور الملتقطة بالهواتف المحمولة لتذاع في مربع صغير داخل الفيديو كليب بشكل يبدو فيه صاحب الصورة أشبه بضحايا الحروب. حتى الإعلام المقروء يتبارى في الكتابة عن الفيديو كليب وأخباره وانتقاده في أخبار كبيرة مصورة على صدر صفحات الصحف والمجلات. وعلى رغم أن جانباً كبيراً من تلك المواضيع الصحافية تنتقد فحوى الفيديو كليب، وتطلق عليه "بورنو كليب" أو "خلاعة كليب" أو "قلة أدب كليب" إلا أنه يتبع نهج الفيديو كليب نفسه، فها هي صورة كبيرة للمطربة في أبهى زينتها، وتفاصيل الحركات الإباحية والإيحاءات التي تقوم بها في أحدث فيديو كليب ليس بالصورة ولكن بالكلمات التي يبدو من خلالها استمتاع الصحافي بالإسهاب والتطويل والشرح، وإن كان كل ذلك في إطار من الانتقاد والتنديد وتحت عناوين مثل "فلانة الأكثر سخونة"، ونانسي عجرم الأقوى في سباق الإثارة، وصدر بسبعة آلاف دولار، وفستان هيفاء وهبى يثير أزمة أخلاقية، تضمن إدارات تلك المطبوعات أن تنال من الحظ جانباً، فتزيد مبيعاتها مع الإيحاء للقارئ بأنها ترفع شعار الفضيلة تحت مسمى "لا للفديو كليب". حتى الجهات البحثية انخرطت هي الأخرى في قضية "الفيديو كليب". وفي الجامعات المصرية حالياً عدد من رسائل الماجستير المسجلة حول الفيديو كليب: أسبابه، وعواقبه، وانعكاساته، وفنونه، وأصوله. إضافة إلى عدد لا بأس به من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في هذا المضمار، حتى أن أستاذاً في كلية إعلام مصرية أجرى احصاء شمل عدد المشاهد المثيرة والقريبة منها ، والحميمية ضمن دراسة نشرها عن الفيديو كليب. والأدهى من ذلك أن الفيديو كليب أطلق العنان للنعرات الوطنية، بمعنى أن لبنان تزعم الحركة الرائدة في التفنن والإبداع في كل ما هو جديد في هذا النوع الفني، فإذ بمصر التي ظلت لعقود تتفاخر بأنها "هوليوود الشرق" و"جامعة تخريج فناني العربي" تشعر أن البساط بدأ ينسحب تدريجياً من تحت قدميها، لا سيما أن مسألة "الريادة الإعلامية التي صم بها الرسميون المصريون آذان المواطنين لا تعدو مجرد فقاعة إعلانية رسمية للمزايدة لا أكثر ولا أقل". وقد دعا ذلك أصحاب "الشعور الوطني" المصري إلى المبادرة باسترداد جانب من البساط، ولو تطلب ذلك التخلي عن جزء أكبر من الملابس، والاتيان بقدر أكبر من الافعال التي يصفها بعضهم ب"الفاضحة"، وقد كان. وتزعمت روبي "حركة الاصلاح" في "ليه بيداري كده" وهي الحركة التي رفعت اسهمها الجماهيرية والشعبية والمالية بشكل لم تكن هي تتوقعه. وظهرت على السطح "فقاعة" انضمامها إلى نقابة المهن الموسيقية التي أفردت لها الصحافة صفحات وصفحات على مدى أسابيع، والانقسام الذي حدث بين معارض ومؤيد لانضمامها ثم قبولها باعتبارها مؤدية وليست مغنية، وخبر تبرعها بمبلغ 50 ألف جنيه للنقابة، وهو ما وصفه البعض بأنه شراء للعضوية، ورسخت روبي بكل ذلك شعبيتها وجماهيريتها على رغم أنف وأذن الجميع. وقد مشى في ركب روبي وعلى درب كفاحها العديد من الفتيات اللاتي ارتأين في مواصفاتهن الجسدية ما يؤهلهن لاختراق مجال الفيديو كليب، ومنه إلى القنوات الفضائية، ومنها إلى بيوت الملايين من المصريين الغارقين حتى رؤوسهم في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية. وعلى ما يبدو فإن قنوات الفيديو كليب بدأت تلعب دور "المعالج النفسي" للملايين من المحبطين والمكتئبين والمفلسين والعاطلين عن العمل والمحرومين والضائعين، فعلى القنوات الإخبارية لا يجدون سوى أخبار سجن أبو غريب، وامتهان العراقيين، وقتل الفلسطينيين، والإذلال التي تتعرض له المنطقة برمتها والمقروء ضمناً بين سطور تصريحات البيت الأبيض، و10 دواننغ ستريت، وفي محلات البقالة والسوبر ماركت غول قابع في كل مرة تشتري فيها ربة البيت مستلزمات الأسرة اسمه الغلاء، وفي أفران الخبز طوابير لا تنته من الصابرين والصابرات المنتظرين والمنتظرات للرغيف المدعم الذي فقد حتى قدرته على الاستدارة، وفي الصحف القومية تأكيدات على أن الحكومة تعمل لمصلحة المواطن العادي، وأن لا زيادة في أسعار السلع الأساسية، وأن الأزمة الاقتصادية إلى زوال، وأن كله تمام. وفي خضم كل هذا يقلب المواطن قنوات التلفزيون، ويستقر به الحال عند برنامج ديني معاصر يرد على أسئلة الشباب الدينية، فيجد أن الأسئلة التي تشغل البال وتمنع المنام على وتيرة: هل الدباديب حرام؟ وهل الجوائز الرياضية مثل الكؤوس والتماثيل حرام لأنها تشبه الأصنام؟ وهل يجوز للمرأة أن تصلي من دون ارتداء جوارب؟ وهل تحاسب المرأة لو فضلت التردد على طبيب رجل على رغم وجود طبيبة امرأة؟ وبين هذا وذاك، ملايين من الشباب المتلطعين في المقاهي وعلى النواصي وفي المراكز التجارية من خريجي الجامعات والباحثين عن وظيفة تضمن لهم دخلاً شهرياً يرفعهم من على قوائم الحاصلين على مصروف يومي من ابائهم، وذلك بعدما انكرتهم القوى العاملة التي لم يعد فيها موضع لقوة واحدة عاملة ناهيك عن "قوى" وبعدما لفظتهم سفارات الدول الغربية واغلقت او كادت كل "ثغرات" السفر إليها. أولئك يجدون في الفيديو كليب ملاذاً لهمومهم، وبوتقة لخيالاتهم الجنسية التي تعجز غالبيتهم عن تفعيلها أو اخمادها بالطرق المقترحة دوماً، مثل الرياضة لانعدام وجود إماكن يمارسونها فيها، وإن وجدت فهي ليست في متناول أيديهم. وإذا كانت كلمة "عولمة" ظهرت من دون سابق إنذار، ويتحدث بها بعض المثقفين والعالمين ببواطن الأمور ممن تستضيفهم القنوات الفضائية الجادة، فإن معناها وأثرها يسريان في حياة الجميع، وأقرب مثال على ذلك نانسي وروبي وهيفاء وإليسا، فهن وزميلاتهن يعملن على سد الهوة الفكرية والثقافية والاخلاقية بيننا وبين الغرب، والدليل على ذلك انه لو شاهدت اغنيتي فيديو كليب احداهما عربية، والاخرى غربية، من دون صوت، فيصعب على المشاهد العادي تعريف أيهما الغربي وأيهما العربي. الكاتب عبدالوهاب المسيري عبّر عن هذه الفكرة تحديداً في مقال له نشره في احدى الصحف القاهرية كتب فيه أن "جوهر العولمة هو تنميط العالم بحيث يصبح العالم بأسره وحدات متشابهة، وهي في جوهرها وحدات اقتصادية تم ترشيدها، أي اخضاعها لقوانين مادية عامة، مثل قوانين العرض والطلب والانسان الذي يتحرك في هذه الوحدات هو إنسان اقتصادي جسماني لا يتسم بأيّة خصوصية، وليس له انتماء واضح، ذاكرته التاريخية تم محوها، وإلا لما أمكن فتح الحدود بحيث تتحرك السلع ورأس المال بلاد حدود أو سدود او قيود، فالخصوصيات الثقافية والاخلاقية تعوق مثل هذا الانفتاح العالمي وفي غياب الانتماء والهوية والمنظومات القيمية والمرجعيات الاخلاقية والدينية تتساوى الأمور، ويصبح من الصعب التمييز بين الجميل والقبيح، وبين الخير والشر، وبين العدل والظلم، وتسود النسبية المطلقة". ويرى المسيري في ذلك علاقة وطيدة مع اجساد راقصات الفيديو كليب، فالامور كلها مترابطة، يقول: "في كتابها الشهير "ضد التفسير" تقول سوزان سونتاغ إن اكبر تحد للثوابت والعقل هو الجسد"، ويدعو المسيري المشاهد إلى ملاحظة ما يحدث لعقله وفهمه حين يشاهد رقصة من النوع الافقي، فهذا الجسد لا علاقة له بأيّة خصوصية تاريخية او ثقافية او اجتماعية، لذا فهو يفوض الذاكرة الاجتماعية والتاريخية، وهذا هو جوهر ما بعد الحداثة". الغريب أن المنظمات النسائية وجماعات الدفاع عن حقوق الانسان والمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة، وجماعات التنديد باختزال الانثى الى مجرد جسد يثير الشهوات لم تثر ثوراتها المعتادة، ولم تطالب بإلغاء الفيديو كليب، او حتى الحد من العُري النسوي باعتباره تقليلاً من شأن المرأة كإنسان قائم بذاته وليس مجرد اداة للإثارة. المطربات والمطربون والملحنون والمؤلفون والمخرجون والمصورون وأطقم العمل، والنقاد والمحللون، والقنوات الفضائية الغنائية، وكل الفئات المستفيدة بشكل او بآخر من "صناعة" الفيديو كليب سعيدة بالوضع الراهن، وهناك استثناءات بالطبع، فالآباء والامهات يبدون تحفظاتهم وخوفهم من تقليد بناتهم للراقصات وتأثر الابناء بالدلال الانثوي، وإن كانوا ينتهزون الفرص القليلة المتاحة لاختلاس النظر الى نانسي وروبي، الأمهات ينظرن بحسرة الى ما ليس لديهن، والاباء ينظرون بحسرة ايضاً الى ما ليس لديهم، مع اختلاف وجهات النظر. وكما يقول الجراحون "علينا ان ننتظر لنرى ما يحدث". علينا كذلك الانتظار لمتابعة ما سيسفر عنه الفيديو كليب في مجتمعاتنا العربية، إذ ربما يتطلب الامر تدخلاً جراحياً جذرياً خوفاً من انتشار الكليب بشكل لا يمكن السيطرة عليه