كانت نقابة الموسيقيين المصرية التي يترأسها الموسيقي حسن أبو السعود أقامت قضية ضد روبي بسبب الغناء من دون تصريح وبأسلوب لا يتناسب مع تقاليد النقابة، وها هي النقابة نفسها توجه منذ أيام خطاباً الى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية تناشده عدم التصريح لروبي بالغناء في فيلم "7 ورقات كوتشينة" وهو العنوان الموقت لفيلمها الجديد لأنها ليست عضواً في النقابة. الفيلم من اخراج شريف صبري الذي أخرج لروبي كليب "ليه بيداري كده"، وهو الكليب الذي طالب حسن أبو السعود بوقفه لأنه يخدش الحياء، وفعل الأمر نفسه حينما ظهر كليب للراقصة لوسي التي سبق لها أن غنت على رغم ضعف امكاناتها الغنائية في فيلم "سارق الفرح" لداوود عبد السيد. بل ان أبو السعود طالب بإحالتها الى المحاكمة. المشترك في أغنيتي روبي ولوسي هو اعتمادهما على المواهب الجسدية والاستعراضات المثيرة في الرقص والايحاءات والإشارات. انهما ليستا مطربتين ولكن الزمن هو زمن الصورة والفيديو لا زمن الأصوات المتميزة، ومن حقهما أن تركبا الموجة على رغم أن روبي يليق بها أكثر أن تظهر بصورتها كفتاة من جيل مشاهديها ترقص لهم وتخاطب مخيلاتهم، وهي تبدو خفيفة مقارنة بالإساءة التي قدمتها لوسي لنفسها لأنها لم تلاحظ أن ركوب الموجة وحده لا يكفي للنجاح الى درجة أن الناقد طارق الشناوي صرّح بأنه يشعر بالإشفاق عليها. استخدام الجسد وإثارة الغرائز باتا البضاعة الرائجة، والوحيدة، في زمن الفيديو كليب، والواقع ان غضب نقيب الموسيقيين يبدو مشروعاً وضرورياً، وهو كان كذلك الى أن ظهر فجأة كليب جديد لراقصة تونسية اسمها نجلا. الأغنية واسمها "أنا ح أطلب إيدك" ليس فيها ما يمت بأي صلة للغناء ولكن ما يجعله لافتاً ومنتشراً تبثه قناة ميلودي أكثر من مرة في اليوم هو ضياع صوت الراقصة نجلا صوتها العديم الموهبة أصلاً أمام كمية اللحم الذي تُظهره الكاميرا والإشارات الجنسية الفاضحة التي يحتويها سيناريو الكليب الذي لا يمكن وصفه سوى بالرخيص والوضيع لكثرة ما هو مباشر وفج، الى حد أن كليبات نانسي عجرم واليسا وهيفاء وهبي التي سبق لها أن أثارت انتقادات غاضبة وكثيرة وكذلك روبي ولوسي تبدو عادية مقارنة مع ما تفعله الراقصة نجلا. ولكن ما علاقة نقابة الموسيقيين ورئيسها حسن أبو السعود بالموضوع. الحقيقة هي أن حسن أبو سعود الذي طالب بحبس روبي ومنعها من الغناء وطالب بمحاكمة لوسي هو ملحن أغنية "أنا ح أطلب ايدك" التي تغنيها نجلا؟! هل رأيتم تناقضاً أكثر مدعاة للاستغراب والدهشة والذهول من هذا. نقيب الموسيقيين الذي يدافع عن تقاليد النقابة وأخلاق المجتمع ويحتج على انحطاط الأغنية الراهنة يتورّط في تقديم راقصة عادية في ثوب مطربة، أما اللحن نفسه، الذي لا يتسع المجال هنا لتقييمه، فهو يشبه الكليب، خفيف وفارغ وبلا طعم.