هل يكرر ابنك/ ابنتك المقاطع اللفظية؟ هل يتردد في الكلام مع التوقف فجأة على بعض الحروف؟ هل هناك غياب في نسق الكلام؟ هل يخاف من الشروع في التحدث أو النطق؟ إذا اجبت يا سيدتي على هذه الأسئلة بالايجاب، فاعلمي أن طفلك يعاني حقاً من التأتأة. ولكن مهلاً يجب عدم التسرع في اطلاق الحكم النهائي، فبعض الأطفال في الثالثة من عمرهم قد يترددون ويتعثرون في كلامهم، فيكررون بعض المقاطع اللفظية، فهنا يجب أن نعرف أن هذه الحالة طبيعية جداً، وهي تأتأة عابرة كسحابة صيف، إذ سرعان ما تزول من تلقاء ذاتها وكأن شيئاً لم يحدث، ولهذا يطلب عليها البعض اسم التأتأة الكاذبة. والتأتأة الحقيقية تأتي من عوامل معروفة تساهم في حدوثها، ومنها: أسباب عائلية وراثية، إذ أن ما يقرب من نصف الحالات نجد أن أهل المصابين يعانون من التأتأة. نقص السمع. تعلم لغتين في آن واحد. أسباب اجتماعية مثل الخلافات الزوجية، ولادة طفل آخر، تغيير المسكن، ومرض الأم. مرض عسرة القراءة. أسباب نفسية. هناك صنفان من التأتأة: الأول، التأتأة الارتعاشية، وتتصف بتكرار الطفل للمقاطع اللفظية. والثاني. التأتأة التشنجية، وتتميز بتوقف مفاجئ للحروف، وهذه كثيراً ما يرافقها حركات في الوجه والجسم مع تعرق وانزعاج وقلق. لا تؤثر التأتأة على ذكاء الطفل الذي يكون سليماً من الناحية العصبية والفيزيولوجية. وما يلفت الأنظار في التأتأة أنها تختفي أو تخف في ظروف، بينما تتفاقم في ظروف أخرى، فمثلاً تزداد حدة التأتأة أمام الأهل، في حين أنها تتضاءل كثيراً عندما يكون الطفل في المدرسة، وحتى في هذه الأخيرة، فإن المصاب تظهر عنده التأتأة جلية أمام بعض المدرسين، في حين بالكاد توجد بحضور معلمين آخرين. على كل حال ينصح أهل الطفل الذي يعاني من التأتأة بالتقيد بالتعليمات الآتية: 1- ضرورة مراعاة شعور الطفل وعدم التهكم منه. 2- ترك الطفل يتكلم بحرية من دون اكراه ولا مكروه. 3- تفادي تصحيح الكلام الذي ينطق الطفل به. 4- عدم ترك الأطفال الآخرين التهكم من طفلهم. 5- زرع الطمأنينة في نفس الطفل والشرح له بأن ما يعاني منه سيزول قريباً بإذن الله. 6- عدم التطرق لموضوع التأتأة عند وجود الطفل مع آخرين. 7- افساح المجال للطفل للتعبير عن ما يريد قوله من دون مناقصات ولا مزايدات، والأهم من ذلك عدم استعجاله، واعطاؤه الوقت اللازم لإطلاق عباراته. 8- عدم اكمال الجُمل بدلاً عن الطفل. 9- عدم طلب إعادة نطق الكلمات غير المفهومة إلا في حال الضرورة القصوى. 10- التكلم مع الطفل بكلام صريح واضح لا التباس فيه، وتخصيص وقت يومي للتحدث معه، وجره إليه بالتطرق إلى أشياء محببة إلى قلب الطفل. مسك الختام، ان زرع الراحة في نفسية الطفل غالباً ما تكون الخطوة الأولى على طريق التغلب على التأتأة، وهذه غالباً ما تزول بعد الخامسة من العمر. أما إذا ظلت ملازمة للطفل بعد هذه السن، فعندها لا مناص من عرضه على أحد الاختصاصيين في النطق لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، ويجب أن تعلمي، سيدتي، بأن عظاماً عرفهم التاريخ كانوا مصابين بالتأتأة، ومنهم: موسى، ارسطو، جان جاك روسو، داروين، بول فاليري، لويس جوفيه، ونستون تشرشل وجورج السادس