باتت تغطية سطوح المنازل أو الفيلات بلواقط شمسية مدمجة، تقوم بتحويل الأشعة الشمسية الى طاقة كهربائية أمراً ممكناً بعد تطوير شركة ايمريس الفرنسية الرائدة في صناعة مواد البناء للقرميد المسمى Sunsat. ويتألف هذا الاختراع الجديد من صفائح شمسية تتخذ شكل القرميد التقليدي وخصائصه المضادة لنفاذ المياه الى الداخل لدى هطول الأمطار الغزيرة، وعمد الخبراء الى تطوير كل قطعة من القرميد بقطر نصف متر مربع لتحل مكان خمس قطع تقليدية، اما تقنية عملها فمماثلة لتلك التي تضبط وتشغل الصفائح الشمسية في الأقمار الاصطناعية. تبلغ القوة الكهربائية لكل صفيحة 50 واطاً كريت، الواط كريت هو القوة الكهربائية التي يتم قياسها بالواط التي تنتجها الصفائح عندما تخضع لطاقة ضوئية بقوة كيلوواط/ متر مربع ويتم قياسها في المختبرات تحت درجة حرارة ثابتة تبلغ 25 درجة مئوية. وما يهم المستهلك هو معرفة كمية الطاقة التي ينتجها "مفاعل الطاقة الشمسية" سنوياً، لحساب معدل التوفير في فاتورة الكهرباء. في الواقع ان مساحة من القرميد الشمسي تبلغ عشرة أمتار مربعة تعطي قوة كيلوواط كريت في بلد معتدل الحرارة، وتساوي معدلاً متوسطاً في الانتاج يفوق 1000 كيلوواط/ ساعة في العام الواحد، ومن الممكن زيادة هذا الانتاج بمضاعفة مساحة القرميد الشمسي. ويقدر الخبراء ان مساحة تتراوح بين 30 و40 متراً مربعاً كافية للوفاء باحتياجات عائلة من الطاقة. وبما ان المنازل لا تحتاج للإضاءة غالباً إلا في المساء، فقد حرص مبتكرو هذه التقنية على عدم هدر الطاقة الكهربائية وتخزينها على غرار ما تفعل شركات توزيع الكهرباء التي تشتغل شبكاتها بنظام التيار المتناوب، وذلك عن طريق وصل القرميد الشمسي بعلبة الكترونية مهمتها تحويل التيار الدائم الى 220 فولتاً، متناوباً يتماشى مع شبكة توزيع الكهرباء العامة، كما يتم تركيب عداد كهربائي بين العلبة الالكترونية وشبكة توزيع الكهرباء العامة لحساب كمية الكهرباء التي ينتجها القرميد الشمسي بالكيلوواط. وتشكل هذه العملية بالنسبة الى المستهلك طريقة مطواعة وعملانية في استخدام الطاقة، بحيث لا يضطر الى اضافة تمديدات خاصة أو تعديل اجهزة الإضاءة والمعدات المنزلية الكهربائية والالكترونية. كما انه لا يضطر الى التحقق دائماً مما إذا كانت الصفائح الشمسية بصدد انتاج الكهرباء أم لا، لأن الشبكة العامة تقوم على الدوام بدور المزود بالكهرباء وفي نهاية المطاف يقوم المستهلك بإجراء عملية طرح حسابية للحصول على الفارق بين الكمية التي استهلكها من شركة الكهرباء العامة والكمية التي انتجها القرميد الشمسي من خلال مقارنة العدادين. تتم عملية تركيب هذا المفاعل المنزلي على مرحلتين: الأولى تثبيت القرميد ثم وصله بشبكة الكهرباء العامة، وبما ان اللواقط تتجمع في موقع القرميد الأصلي فلا بد من اتباع طريقة دقيقة في ذلك للتأكد من وصل الصفائح الكهربائية بعضها ببعض بشكل صحيح، ما يقتضي الاستعانة بعامل خبير في مجال التمديدات الكهربائية. ويمتاز هذا القرميد بعدم حاجته للتنظيف لأن مياه الأمطار تتكفل بهذه المهمة بشكل طبيعي خلال فترة خدمته التي تقدر بأكثر من 25 عاماً. ويبدو ان شركات توزيع الكهرباء العامة ستكون الأكثر تضرراً من انتاج الطاقة المتجددة بسبب القوانين الأوروبية التي تجبرها على شراء الفائض بسعر يفوق مرتين الثمن الذي تقبضه من زبائنها.