تقدر ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان حوالى 11% من طاقة العالم تولد من مصادر متجددة (شمسية ورياح وطاقة حيوية وطاقة الحرارة الارضية ومساقط المياه) وأن هذه النسبة ستزيد الى 15% بحلول 2040م. وقدرت هذه الادارة نسبة توليد الكهرباء فى العالم من المصادر المتجددة انها تصل الى حوالى 21% وأن هذه النسبة سترتفع الى حوالى 25% بعد 25 عاما. وتعد الطاقة الشمسية صاحبة اكبر نمو من كل المصادر المتجددة لتوليد الطاقة، فهى تنمو ومنذ عام 2000م بحوالى 40% سنوياً. فلقد استطاع العالم ان يولد حوالي 1.5 جيجاوات من الطاقة الشمسية وارتفعت هذه القيمة لتصل الى حوالى 80 جيجاوات فى عام 2012م. وهذا يدل على التسارع فى استخدام الطاقة الشمسية وعلى التطور الكبير الذى تشهده التقنيات الخاصة بها. وانخفضت كلفة توليد الوات الواحد من الطاقة الشمسية فى امريكا من 7.5 دولار لتصبح فى عام 2013م حوالى 4 دولارات. الطاقة الشمسية صديقة للبيئة ويؤدي إنتاج 1.2 مليون كيلوواط في الساعة من الطاقة الشمسية إلى تجنب انبعاث 900 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون على مدى عمر المشروع، وهو ما يساوي كمية الكربون التي يحتجزها 670 فداناً من الأشجار. وتقنية الطاقة الشمسية هي عبارة عن ألواح تمتص ضوء الشمس وتحوله مباشرة إلى تيار مستمر. وتتصل هذه الألواح بمحول شمسي يغير التيار المستمر إلى تيار متناوب يدمج مع مصدر الكهرباء الرئيس في المباني من خلال كوابل وعدادات ذكية وغيرها من اللوازم الكهربائية لتغطية جزء من الطلب في المباني. وتعد المملكة من اهم وافضل المصادر للطاقة الشمسية فى العالم. وتقول احد الدراسات أن كل متر مربع من المملكة يمكن أن ينتج (7) كيلوواط ساعة من الطاقة الشمسية في كل 12 ساعة من ساعات النهار. وإذا ما قدر للمملكة أن تستفيد من طاقتها القصوى من إجمالي مساحة البلاد في إنتاج الطاقة الشمسية ليوم واحد فقط، فإنها يمكن أن تنتج كميات هائلة من الكهرباء. ولو غطيت نصف المملكة بأكملها بالخلايا الشمسية فإن مساحة تلك الخلايا ستصل إلى (1) ترليون متر مربع يمكن أن تولد (7) ترليون كيلوواط ساعة من الطاقة في اليوم المشمس فهو ما يكفي لإمداد نصف العالم بالطاقة ذلك اليوم. وبالطبع يقصد من هذه الأرقام إظهار الإمكانات الهائلة للمملكة كمنتج مستقبلى للطاقة الشمسية، وإمكانية تصديرها مثلما تصدر البترول حاليا. ان احتياطيات المملكة النفطية وصلت الى 261 بليون برميل والاحتياطيات من الغاز الطبيعى وصلت الى حوالى 8.2 تريليون متر مكعب ومع زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية بالمملكة فإنه يمكن توفير أكبر قدر من هذا الدخل المحتمل إذا ما تمكنت من التوظيف الفعال لطاقاتها الإنتاجية المتاحة من الطاقة الشمسية. حالياً تطمح أرامكو السعودية اكبر شركة طاقة فى العالم لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية. وفي مساعيها للوصول لذلك، مدت شبكة الكهرباء في المكاتب الرئيسة للمنطقة الإدارية في منطقة الصناعات الخفيفة في الظهران، بالطاقة المتجددة، من خلال ألواح الطاقة الشمسية التي وُضِعت فوق سطح المبنى. وكان قد سبق ذلك بسنوات إقامة وحدات شمسية على مواقف انتظار السيارات بالقرب من مبنى المديرين، والتي يتم من خلالها توليد الطاقة اللازمة للمبنى. ويُظهر مشروع الطاقة الشمسية مدى التزام أرامكو السعودية بأن تكون مثالاً يُحتذى في استهلاك الطاقة. ومع تزايد الطلب على الطاقة في المملكة، ألزمت أرامكو السعودية نفسها بتوصيات كفاءة الطاقة الصادرة عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة، وهو الجهة الحكومية المنوط بها تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في أنحاء المملكة. يرتفع الطلب على الطاقة فى المملكة بوتيرة عالية نظراً للظروف المناخية والمساحة الجغرافية الكبيرة ونقص الموارد المائية والزيادة الكبيرة في عدد السكان. لذلك فإن دعم استخدام الطاقة الشمسية النظيفة بالمملكة من شأنه ان يخفف الضغط على مصادر الطاقة الاحفورية الناضبة من نفط وغاز طبيعى ويخفف من تلوث البيئة. يبدو ان الوقت قد حان لإنشاء المصنع الاول لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فى المملكة.