رافقتها اللعنة منذ طفولتها. لعنة آل كينيدي. كانت كارولين في السادسة عندما اغتيل والدها الرئيس جون كينيدي في 22 تشرين الثاني نوفمبر 1963، ثم جاء دور عمها روبرت الذي اغتاله سرحان سرحان في لوس أنجليس في 8 حزيران يونيو 1968 وكان عمرها 11 سنة. الى ان خطف المرض الخبيث والدتها وهي في الرابعة والستين، وأخيراً شقيقها جون في حادث سقوط طائرة في البحر. في كتاب جديد يتناول سيرة حياة كارولين كينيدي يلقي المؤلف كريستوفر اندرسن أضواء جديدة على معاناة الابنة التي قاست الأهوال وصمدت وحيدة أمام اللعنة التي رافقت عائلتها طوال خمسين سنة. قبل المآسي، عاشت كارولين طفولة مثالية، خصوصاً في البيت الأبيض، اذ يكفي انه كان لها مدرسة خاصة بها في المقر الرئاسي الأميركي تضم رفقاء لها مختارين بعناية، في وقت كانت والدتها جاكلين توفر لها حماية لا تزال آثارها مطبوعة حتى اليوم في شخصية كارولين وتنعكس بدورها على أبنائها الثلاثة. وخلافاً للاعتقاد السائد بأن الأولاد الذين يحظون برعاية فائقة لا يتمتعون بشخصيات قوية نشأت كارولين في عائلة كينيدي شخصية على انفراد. فهي بعد اغتيال والدها زينت غرفتها بصوره التي جمعتها من الصحف والمجلات، وظلت صورة هذا الوالد الذي بهر أميركا ذات يوم رفيقتها طوال حياتها. حتى انها عندما اندلعت فضيحة مونيكا لوينسكي وانبرى مؤرخ يؤكد ان الرئيس كينيدي ايضاً أقام علاقات مع متدربة في البيت الأبيض كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وأكدت المعنية بالأمر، لم تستطع هذه الفضيحة ان تهز كارولين. وتبدو كارولين امرأة عاقلة وهادئة الطباع، على عكس أفراد عائلة كينيدي المعروفين بحبهم للمغامرات، فابنة الرئيس السابق اختارت زوجاً يهودياً يكبرها بأكثر من 12 سنة ولا علاقة له بعالم المشاهير، ولم يكن ذلك سهلاً بالنسبة اليها، فالزوج ايد شلوسبرغ يهودي محافظ ينضم الى عائلة كاثوليكية معروفة هي أيضاً بتقاليدها المحافظة، الا انه يوافق على ان يتلقى أبناؤه الثلاثة، بنتان وصبي، التعليم الديني الكاثوليكي. وكأنما اللعنة لا تزال تطارد العائلة، فقد أصيبت كارولين بداء التهاب المفاصل الذي حال دون مواصلتها ممارسة الرياضة، لكن هذا تفصيل جزئي في حياة هذه المرأة الأمينة على تراث عائلة طبق شهرتها الآفاق ولا تزال.