ورثت كارولين، الابنة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة للرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي، السلوك والاسم والطابع السياسي لهذه العائلة العريقة ولم تغير اسمها عند زواجها من إدوين تشولسبيرج. وعملت بكل جد لتصبح محامية، وجامعة للتبرعات بهدف الإصلاح التعليمي، ومؤلفة حيث تحظى بقدر وافر نسبيا من المعرفة، وأما.. «ولا شيء مما ذكر يعد بمثابة عمل ضئيل أو هين». وعندما أعلنت أنها ستنخرط في غمار السياسة لتكون سيناتور في مجلس الشيوخ، وجد القرار تأييدا لأن أسرة كيندي لا تزال تحظى بتعاطف الشعب الأمريكي. ولكنها انسحبت فجأة واحتفظت بالمسافة. قررت كارولين في 23 يناير 2009 الانسحاب من سباق الترشح لشغل مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك أصبح شاغرا بترشيح هيلاري كلينتون لمنصب وزير الخارجية. وأرجعت المرشحة الأوفر حظا لشغل المقعد، قرار انسحابها إلى أسباب شخصية، مشيرة إلى أنها أبلغت حاكم الولاية ديفيد باتيرسون أنها لم تعد ترغب في شغل هذا المنصب. وكانت تقارير ذكرت أن كارولين، 52 عاما، التي توصف بأنها «شخصية عازفة عن الأضواء، ولكنها تتمتع بالإرادة والتصميم»، أجرت بالفعل اتصالات هاتفية مع عدد من الشخصيات السياسية في نيويورك من أجل الوقوف إلى جانب ترشيحها لشغل هذا المقعد الذي كان يشغله في وقت من الأوقات عمها الراحل روبرت كيندي. وكان للرئيس الراحل جون كيندي ولد واحد وابنة واحدة هما جون الصغير وكارولين. أما الولد فقد لقي مصرعه عام 1999 عندما هوت طائرته نحو البحر ومات وهو في عز الشباب، 36 عاما، بعد أن كانت الآمال معلقة عليه وأنه سيعيد العائلة مرة أخرى إلى البيت الأبيض. وظل القدر يلاحق هذه العائلة المنكوبة. فقد قتل والدها في دالاس أمام كاميرات العالم أجمع عام 1963، وكان أشهر اغتيال في القرن ال20. واغتيل عمها روبرت كيندي أيضا عندما كان قاب قوسين أو أدنى من سدة الرئاسة الأمريكية عام 1968. والمعروف أن جون الابن كان ذاهبا لحضور حفلة عرس في إحدى الجزر، وكان يقود الطائرة بنفسه وإلى جانبه زوجته وأختها. ولكنه فقد السيطرة على الطائرة وهي في الجو لسبب ما وتحطمت في المحيط. وقد صدمت أمريكا كثيرا كونها كانت تحب هذا الشاب الموهوب. البعض يعتقد أنه قتل مثل والده وعمه ولم يمت بشكل طبيعي. ولم تكن طائرته جاهزة قبل الإقلاع دون أن يعلم بذلك. «يبدو أن بعض المرشحين للرئاسة الأمريكية كانوا يخشون صعوده المدوي على مسرح السياسة المحلية. وبالتالي فقد دبروا له مؤامرة للتخلص منه. لقد رأوا فيه عقبة كبرى أمام وصولهم إلى البيت الأبيض»، على حد تعبير الصحفي الأمريكي كريستوفر أندرسن المختص بعائلة كيندي وشؤونها، والذي جاء آخر مؤلفاته كتاب بعنوان «جاكلين الحلوة» يستعرض فيه حياة كارولين كيندي، آخر العنقود المتبقي التي شهدت كل مآسي العائلة المنكوبة بما في ذلك زواج أمها جاكلين الصاعق من أوناسيس اليوناني صاحب الثروة الأسطورية، ثم مرض أمها بالسرطان وموتها عام 1995. وفي الواقع استعرض المؤلف الحياة السياسية الأمريكية من خلال هذه الفتاة، التي لم تصب بمكروه مثلما حدث لبقية أفراد العائلة. وهي التي تحمل الشعلة الآن لأنه لم يتبق غيرها من سلالة الرئيس الأسطوري لأمريكا في بداية الستينيات .