سؤال طالما يلقى على مسامع الاطباء خصوصاً اطباء الاطفال هو: ماذا افعل لكي ينام طفلي؟ ان النوم قد يكون المشكلة الوحيدة التي تحملها الام مع طفلها الى عيادة الطبيب طالبة، او بالاحرى ناشدة الحل الناجع لها. البعض من النساء يطلب حلاً سحرياً، وبعضهن الآخر، يستغيث علّه يحصل على دواء ينوّم طفلهم. ولكن للاسف لا وجود لمثل هذا الحل السحري واذا كان هناك من دواء فضرره اكثر من نفعه. ان الاهل يتوقعون من الطفل الصغير ان ينام طوال فترة الليل كما هم ينامون، ناسين او متجاهلين بأنه النوم عادة مكتسبة اي يجب ان يتعلمها الطفل تماماً كغيرها من العادات الاخرى، كالمشي والاكل وغيرهما، وكما ان المشي يأتي على مراحل فكذلك النوم، فهذا الاخير لا يتعلمه الطفل دفعة واحدة بل على دفعات، فبقليل من الصبر وكثير من الارادة يمكن ايصال الطفل الى المرحلة التي ينام فيها ملء عينيه طوال الليل. ولكن الاطفال ليسوا جميعاً سواسية امام النوم، والدراسات التي اجراها الباحثان ارثر بارميلي من جامعة كاليفورنيا وروبرت ايمد من جامعة كولورادو اوضحت بان لكل طفل نظامه الخاص بالنسبة للنوم. والنوم عند الطفل ليس متجانساً في مختلف مراحل الطفولة بل هو يتباين من مرحلة لاخرى. فمثلاً في الشهور الستة الاولى من العمر يجبر الطفل اهله على الاستيقاظ مرتين على الاقل ليلاً لاحساسه بالجوع. اما بعد ذلك أي بعد الشهر السادس تبدأ المرحلة الفعلية التي يتوجب فيها على الاهل تأهيل الصغير على ان يتعلم كيف ينام ليلته كاملة مكملة. ولكي يتمكن الاهل تحاشي "الليالي البيضاء" بإمكانهم اتباع النصائح التالية. مساعدة الطفل على تحضير نفسه للنوم، فاعتباراً من الشهر الثامن يجب منع الطفل من النوم لاكثر من 3 ساعات في فترة ما بعد الظهر، اضافة الى ذلك يجب ازالة كل ما يمكن ان يشوش الطفل ويثيره في الساعة التي تسبق موعد النوم. عندما يبلغ الطفل الثانية من عمره يجب ان نشرح له ونشجعه بأنه قادر على النوم لوحده والاستيقاظ لوحده. ان هذه المرحلة تعد من ادق المراحل لان الطفل يختلق الكثير من الاعذار الكاذبة لكي تبقى امه بجانبه اطول فترة ممكنة، واكثر الحجج التي يتذرع بها الطفل هي انه "عطشان" او يرغب في الذهاب الى المرحاض، وفي هذه الحالة لا تستطيع الام رفض طلب ابنها رغم علمها بأن طلباته مجرد ادعاءات لا اكثر ولا اقل. يجب ان نحدد للطفل سبباً أو سببين على الاكثر، يمكن فيهما طلب "النجدة" من اهله وان نكون مستعدين لتلبية طلباته حتى لا نولد لديه اي نوع من الافكار الخاطئة. فبعض الاطفال يلحّ تكراراً ومراراً ودون انقطاع على الطلب بأن يبولوا أو يشربوا، لذلك يجب أن نحدد لهم كم مرة بإمكانهم الاستنجاد. وعلى الأم ان لا تدع الطفل ينفذ ما يدور في عقله، فإذا كان قد شرب، وذهب الى المرحاض فواجب الأم أن تضع حداً لدلع ابنها وأن تفهمه على أنه حصل على طلبه وعليه أن يخدع للنوم. يمكن تزويد الطفل بلعبة معينة ذات وَبَر ناعم يستطيع الطفل أن يحضنها خلال نومه فيما إذا استيقظ أثناء الليل، فهذه أي اللعبة تخلق عنده نوعاً من الأمان والطمأنينة. إذا كان الطفل يستيقظ في الليل وهو على وشك تعلم وظيفة جديدة، فيجب أن نعلمه على هذه الوظيفة خلال النهار، ثم بعد ذلك نطلب منه أن يتعلمها قبل الذهاب الى الفراش لكي نوضح له بأنه قادر على القيام بها. إذا كان الطفل من النوع القلق فيجب أن نضع في غرفة نومه ضوءاً خافتاً لمساعدته على إزالة مخاوف الليل وكوابيسه التي نراها بكثرة اعتباراً من سن الثالثة أو الرابعة من العمر. عدم الاسراع في نجدة الطفل عندما يبكي في سريره، إذ يجب الانتظار حوالى عشر دقائق نصرخ خلالها بصوت يسمعه على أننا هنا، فإذا عاد للنوم كان خيراً، وإذا لم يعاود للنوم فعندها بإمكاننا أن نتسلل الى قربه بحيث نلامسه ونداعبه بلطافة وذلك من دون اخراجه من سريره وطبعاً يجب عدم النسيان على تهنئة الطفل في اليوم التالي إذا نام لوحده