سبعة آلاف عسكري فيليبيني وألف جندي أميركي وعشرة آلاف عنصر من الميليشيا وطائرات تجسس بطيار وبلا طيار وأقمار اصطناعية للتصوير وأجهزة تنصت متطورة وفدية بقيمة 300 ألف دولار وغيرها من الوسائل... ومع ذلك استمر 60 عنصراً من "جماعة أبو سياف" يجوبون جزيرة باسيلان ومعهم ثلاث رهائن: أميركي وزوجته وممرضة فيليبينية قبل ان يقع اشتباك مع الخاطفين ويقتل الأميركي وتصاب زوجته بجروح خطيرة. أربعة أشهر مضت على انطلاق العملية الهادفة إلى تحرير الرهائن والقضاء على أكثر التنظيمات الإسلامية المتشددة، من دون ان يستطيع الجنود الفلبينيون ولا الأميركيون شيئاً حيال الخاطفين. إلا أن أكثر ما تخشاه مانيلا هو انعكاسات فشل الحملة العسكرية على التدخل الأميركي في البلاد، وهو تدخل لم يقنع أحداً. ولعل أكثر ما يقلق مانيلا هو احتمال تحالف التنظيمات الإسلامية المتمردة، خصوصاً المعتدلة منها، ضد الوجود الأميركي، على رغم أن لا شيء يجمعها مع أبو سياف. وفي الانتظار يعلن "أبو صبايا" زعيم "جماعة أبو سياف" على موجات إذاعة محلية: "القوة العظمى لا تستطيع شيئاً ضدنا. الأميركيون يستطيعون مواصلة العملية، لكن النهاية ستكون دموية وورطتهم ستزداد اتساعاً". وعندما يكون "أبو صبايا" قد قضى على 14 رهينة، بينهم أميركي، فإن كلامه لا بد أن يؤخذ على محمل الجد، والدليل ان الرهينة مارتن بورنهام قتله خاطفوه كما قتلوا ايضاً الرهينة الأخرى الممرضة الفليبينية.