شغل السويدي الدكتور هانس بليكس منصب وزير الخارجية في بلاده، كما احتل منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا، وهو حالياً الرئيس التنفيذي للجنة الأممالمتحدة للمراقبة والتدقيق في العراق المعروفة باسم "انموفيك". التقته "الوسط" في جنيف اثر انتهائه من اجتماع مغلق لمجلس المفوضين التابع للجنة. * بماذا تختلف "انموفيك" عن "اونسكوم" التي يترأسها بتلر؟ - "انموفيك" هي نتيجة لقرار مجلس الامن بينما "اونسكوم" نتيجة لقرار الدول، اضافة الى ذلك لدينا تمويل مختلف فتمويلنا يأتي مما يحصل عليه العراق في اطار برنامج النفط مقابل الغداء، اما تمويل الاونسكوم فهو من الدول المانحة. نحن ايضاً نختلف بفريق الخبراء الذي لدينا حيث تدرب فريقنا ودرس تاريخ العراق ودينه وثقافته، كما تلقى تدريباً على الاسلحة الملوثة، ان وجدت او اي مواد اخرى، عدا عن انشاء مجلس المفوضين المكون من 16 شخصاً من جميع قارات العالم عينهم الأمين العام. * لماذا لا يوجد عرب سواء في طاقم نيويورك أم مع فرق الخبراء؟ - نحن طلبنا من جميع الحكومات لكن لم تصلنا ترشيحات من الدول العربية، وصلنا فقط من الاردن، ولكن لدينا خبراء من دول مسلمة. لا استفزاز * ما هي خطتك للتعامل مع العراق؟ - نحن سنتعامل بأمانة، وعلى العراق ان يقرر اذا كان يريد تفتيشاً ام لا. لا يجب ان ننظر الى الوراء، ولا توجد مشكلة من طرفنا، فأنا كنت رئيساً لهيئة الطاقة النووية ويعرفني العراقيون، سأقود المهمة التي قبلتها وسأنفذ قرارات مجلس الامن ولن نقوم بأي استفزاز في العراق وسنقوم بعملنا بشكل صحيح وجاد. * انت وريث الماضي، حيث اتهم بتلر بالتجسس على العراق، كيف ستتصرف إزاء هذا الماضي الذي لم يوافق عليه العراق؟ - انا لا أتجسس على احد، ونحن لن نستعمل طرقاً غير قانونية، نعم سنشتري صورة مأخوذة بالساتاليت تجارياً ونعم سنستعمل طائرات الهليكوبتر عند الحاجة. كما سنذهب الى تفتيش منطقة ما وصلت عنها معلومات، لكن تقاريرنا ستقدم الى مجلس الامن وليس للدول. وهنا نحن نختلف عن الأونسكوم. لا يجب ان ننظر الى الوراء ولا اريد تقييم الماضي. * هل من لقاء قريب مع مسؤولين عراقيين؟ - لا يوجد موعد بيننا ولكن عندما عاد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من العراق والتقى الامين العام للامم المتحدة، نقل له ان العراق على استعداد للقائنا من دون شروط مسبقة، وعندها قال انان اننا جاهزون لاستقبال وفد من العراق، وبالتالي انا سأكون جاهزاً في حال موافقة العراق. * في حال البدء بالتفتيش هل هناك تاريخ لإنهاء هذه المهمة؟ - كنت أتمنى لو وافق العراق على التفتيش منذ عامين. انا فعلاً آسف على الوقت الضائع. ان الامر يتوقف على العراق الآن. اما عن نهاية المهمة فستكون حال انتهائنا من التدقيق، وعندها سيرتفع الحظر عن العراق. نحن لسنا جيشاً محتلاً، بل فريق للتدقيق والتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، وسنترك العراق لدى تحقيق هذا الهدف. * ألا تعتقد بأن الامر مثير لقلق شعب لا يعرف متى ستنفرج اموره؟ - لو وافق العراق منذ البداية لأصبحت المسألة من التاريخ. الشروع بالعمل متعلق فعلاً بالعراق ونحن نريد الانتهاء من هذه العملية. كنت رجلاً متقاعداً وسأكون سعيداً بالعودة الى ذلك الوضع، وأتمنى ان يتخلص شعب العراق من عبء هذا الحظر. * هل أنت متفائل؟ - نعم لأنني اعتقد بأنهم على استعداد للتفتيش، واميل للاعتقاد بأنهم يريدون التعامل معي لأن الظروف تغيرت والأدوات تغيرت والفريق تغير، والمنهج تغير، وانا واثق بهذا الطاقم المدرب جيداً والذي سيتصرف مع العراقيين باحترام، ومن الامور التي تغيرت ايضاً موافقة مجلس الامن على قائمة جديدة من السلع ستدخل العراق في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء، كما اننا عملنا خلال هذين العامين على تجهيز الفريق بأدوات ثقافية وتاريخية ودينية مما سيساعد على تسريع العمل، وهذه الامور تدعو للتفاؤل. حذر من الاموال * قلت ان رواتب الطاقم مقتطعة من برنامج النفط مقابل الغذاء، وهذا يعني ان راتبك من العراق وليس من الدول المانحة، فهل هذا يؤثر على تعاطفك مع العراق؟ - انا واع جداً لهذه الناحية كما انني حذر جداً مع هذه الاموال. ان موازنة "انموفيك" تبلغ 0.8 في المئة من موازنة النفط مقابل الغذاء ونحن نستعمل هذا المبلغ كما يجب وتماماً كما نتعامل مع اموال الأممالمتحدة وهذه الاموال نحافظ عليها بكل جدية ولا تهاون هناك. * استقال هانس سيونيك كما استقال هاليداي بسبب عدم الانصاف الذي شهداه في العراق. - اولاً استقالا من مجال المساعدات الانسانية وليس من لجنة المراقبة والتدقيق او التفتيش. ولا ارغب بالتعليق على ذلك، سأذهب للقيام بمهمة طلبت مني ووافقت عليها وقطعت تقاعدي من اجل ذلك، وسأعود الى تقاعدي حال انتهائي من مهمتي بشكل مرض. * لماذا تعقدون الاجتماعات المغلقة والسرية وتغلقون الابواب امام وسائل الاعلام؟ - آمل ان تكوني موضوعية مثلنا، فنحن لسنا قريبين من الاعلام ولسنا بحاجة للإعلان، وهذا لا يعني ان لدينا ما نخفيه، لكنها مواضيع حساسة لا يجب ان تكون مجالاً للاقاويل والتخمينات.