"المواصفات السعودية" تنظم غدًا المؤتمر الوطني التاسع للجودة    "تلال" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب الرياض" بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية لتعزيز جودة الحياة في مشاريعها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية (GCAT)    "الأرصاد"سماء صحو إلى غائمة على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    المكسيكي «زوردو» يوحّد ألقاب الملاكمة للوزن الثقيل المتوسط لWBO وWBA    اليوم..بدء الفصل الدراسي الثاني    «الطاقة»: السعودية تؤكد دعمها لمستقبل «المستدامة»    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    أغرب القوانين اليابانية    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    عروض ترفيهية    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    مشاركة مميزة في "سيتي سكيب".. "المربع الجديد".. تحقيق الجودة ومفهوم "المدن الذكية"    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    منتخبنا فوق الجميع    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    ابنتي التي غيّبها الموت..    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اكد ان بعض المسؤولين الاميركيين ليس متحمسا لعودة المفتشين . بليكس ل"الحياة": لن أزور بغداد قبل اعلان قبولها مهمة "انموفيك" العراق يرفض بحث الترتيبات العملية ... ونخشى من احتكاكات
نشر في الحياة يوم 04 - 08 - 2002

استبعد رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك التابعة للامم المتحدة هانس بليكس تلبية دعوة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري لزيارة بغداد وقال ان القيام بمثل هذه الزيارة قبل اعلان العراق موافقته على "عودة المفتشين وفق قرارات الامم المتحدة" قد يثير تكهنات وتوقعات ليست في محلها.
واكد بليكس في مقابلة مع "الحياة" ان الوضع سيكون "أسوأ بكثير" اذا ذهب الى العاصمة العراقية لمناقشة المسائل العالقة في عملية نزع اسلحة العراق ثم فشلت المحادثات بسبب تمسك الجانب العراقي بالشروط التي طرحها خلال اجتماعات جنيف. واضاف ان الامم المتحدة تخشى ارسال المفتشين من دون اتفاق واضح مع العراقيين على كامل التفاصيل لان ذلك قد يتسبب في احتكاكات وصدامات وازمات بين الطرفين، متهما بغداد بعدم الرغبة في مناقشة الترتيبات العملية.
واشار المسؤول الدولي من جهة ثانية الى ان اطرافا في الادارة الاميركية ليسوا متحمسين لعودة المفتشين الى العراق، واكد انه "ليس منحازا" للولايات المتحدة وان هدف "انموفيك" ليس اهانة العراقيين او استفزازهم.
وفي ما يأتي نص المقابلة:
ما هي الشروط التي قدمها الوفد العراقي في لقاء فيينا واعتبرتها غير مقبولة؟
- لا أتذكر انهم طرحوا شيئا مرفوضا. كانت هناك مقاربات متعددة لمسألة التفتيش من جانب الأمم المتحدة وغالبية الأعضاء. على المستوى السياسي كان واضحا من موقف العراقيين في فيينا، وكذلك من تصريحاتهم العلنية، أن هناك أربع قضايا تتطلب الحل، وانهم من دون ذلك لن يوافقوا على التفتيش. هذه القضايا الأربع هي: منطقتا الحظر الجوي، التهديد للأمن العراقي المتمثل بهجوم اميركي، رفع العقوبات ونزع أسلحة الدمار الشامل على النطاق الاقليمي. وكما فهمنا من العراقيين فانهم مستعدون بعد تلبية هذه النقاط للموافقة على التفتيش، على رغم انهم لم يستخدموا اطلاقا هذه الكلمة ولا اي كلمة اخرى مثل "الشفافية".
لكن السيد اقبال رضا، مدير مكتب الأمين العام كوفي أنان، قال لمجلس الأمن عندما قدم اليه تقريره أن هناك شروطا أرفقها العراقيون ووجدها هانز بليكس غير مقبولة.
- النقاط الاربع التي ذكرتها كانت المستوى الأول من العقبات. اما المستوى الثاني، وهو ما يسمى بالمستوى التقني، أي عمليات التفتيش نفسها. ورأى العراقيون ان على الجانبين بشكل مشترك بحث النقاط المتعلقة بالتسلح التي نعتبر انها لم تجد حلا. وان علينا ان نقيّم سوية أهمية تلك النقاط، وثالثا ان نتفق على طريقة معالجتها. وبدا لي ان هذا أيضا يصل الى مصاف رفض التفتيش، لأنه ليس الطريق الذي رسمه مجلس الأمن ل"انموفيك". القاعدة التي وضعها مجلس الأمن هي ان علينا ان نقدم اليه برنامج عمل للتفتيش وأن يشتمل البرنامج على ما نعتقد انه المهام المتبقية من عملية نزع السلاح وطرق تنفيذنا اجراءات المراقبة والتحقق بعد تقويتها. ووضع هذه الخطة وقائمة بالقضايا الرئيسية في مجال نزع السلاح ياتي بعد ذهاب انموفيك الى العراق لفترة من الزمن تسمح بتحديد منطلقاتها من جديد. قد يبدو هذا الاعتبار معقدا بالنسبة للعموم، لكنه ببساطة يعني أن على مفتشي انموفيك أن يعرفوا ما حصل على الأرض، في المرافق والمصانع المعنية، منذ نهاية 1998... وهل وسعوا مثلا مصانع الادوية التي فتشتها لجنة انسكوم سابقا ؟
اذن، بصريح العبارة، العراقيون قالوا: "اخبرنا ماذا تريد وعن ماذا تفتش"، فيما تقول لهم: "يجب ان اعود أولا لكي اخبركم".
- نعم، هذا صحيح. انهم يريدون قائمة محددة بالقضايا وطريقة معالجتها. لكن مجلس الأمن يقول: "تعالوا وقدموا القائمة وسنناقشها للموافقة ونوافق كذلك على أساليبنا لمعالجتها".
مع ذلك كانت هناك محادثات تقنية في فيينا بينك وبين الوفد العراقي. ماذا كانت نتيجة المحادثات وهل تستحق المواصلة؟
- يمكن القول اننا تكلمنا "الى" بعضنا وليس "مع" بعضنا ...
ماذا عليك ان تفعل لكي تتكلموا "مع" بعضكم؟
- قلنا لهم اننا اذا كنا سنبدأ التفتيش نحتاج الى تفاهم حول الاحتياجات العملية: مثلا، اين سننزل في بغداد؟ وما هي علاقتنا بدائرة المراقبة الوطنية؟ كيف سنستعمل المروحيات؟ هل سنقيم مكتبا اقليميا في كل من البصرة والموصل؟ الخ. اننا نرى ان هذه القضايا قد حسمت من قبل مجلس الأمن وكذلك الاتفاقات مع كوفي أنان. أي اننا متأكدون من حقوقنا، لكننا نعتقد ان من الحكمة التفاهم معهم حولها اذا اردنا الحصول على التعاون والاحترام وتجنب أي تصادم. ولهذا قدمنا لهم تلك القائمة الطويلة. لكنهم لم يكونوا مستعدين للبحث فيها.
اذن هذه هي الأجوبة المطلوبة على تلك القائمة الطويلة من النقاط؟
- نعم. لم يرغبوا في بحثها، بل أرادوا تباحثا مشتركا في القضايا المعلقة، أي وضع قائمة بالقضايا التي لم تجد الحل. وقلنا لهم: "نأسف لكن سنسلم القائمة الى مجلس الأمن بعد تحديدنا خط الانطلاق وبعد بدء التفتيش".
هذه النقاط التقنية وليس السياسية هل انت مستعد للذهاب الى بغداد لمناقشتها؟
- لنترك الجغرافيا جانبا...
لكنه سؤال حقيقي...
- اذا كان العراق مستعدا للتباحث في ترتيبات عملية للتفتيش فنحن مستعدون لذلك.
هل ستقبل دعوة من الحكومة لزيارة بغداد؟
- نحن مهتمون بالموضوع الجوهري وليس بجولة اخرى يسألوننا فيها عمّا نعتبره قضايا تنتظر الحل. المهم هو جوهر القضية.
لا أفهم قولك...
- لا تفهمين؟
كلا، لا أفهم.
- المسألة ليست مسألة مكان. المسألة هي اذا كانوا مستعدين للتباحث في الترتيبات العملية. لكن اعتقد من الناحية السيكولوجية أن من الأفضل عدم ذهاب شخص من مستواي السياسي الى بغداد قبل أن يعلنوا قبولهم التفتيش.
لا زيارة قبل عودة المفتشين
اذن هل عليهم القول: "نوافق على عودة المفتشين" قبل أن تذهب الى بغداد؟
- اعتقد ان عليهم القول بأنهم يقبلون عودة المفتشين وفق قرارات مجلس الأمن.
اذن لن تذهب اذا قالوا "تفضل بالقدوم لنواصل مباحثات فيينا"؟
- كلا. ان هذا سيثير توقعات لا أساس لها.
لكن أمامنا خطر الحرب. الا يستحق الوضع الذهاب الى أبعد مدى، أي زيارة بغداد؟
- الوضع سيكون أسوأ بكثير اذا ذهبت الى بغداد ثم تفشل المباحثات. هذا ما لا نريده... لا نريد التوقعات التي يثيرها المكان. المهم هو الجوهر.
قال الأمين العام انه ليس مستعدا للقيام بجولة أخرى من المحادثات. هذا أمر مختلف. انه البعد السياسي، أو الصورة الأشمل: أي النقاط الأربع الخارجة عن اختصاصك.
- صحيح.
لكن لماذا لا تكون هناك جولة على مستوى انموفيك والمسؤولين التقنيين العراقيين اذا كان لها ان تفتح احتمال عودة المفتشين؟ الا تريد دفع هذه القضيةالى الأمام؟
- لقد طرحوا شروطا أساسية أربعة يمكنهم في سياقها درس عودة التفتيش، ولا يبدو ان هناك حاليا امكان تلبية أي من تلك الشروط.
انت تتكلم عن الحظر الجوي الخ... لكنني احاول الفصل بين الحيّزين السياسي والتقني.
- لكنهم لا يفصلون. هذه هي العقبة الأساسية الأولى. انهم لا يتكلمون كثيرا عن الترتيبات العملية. لم اسمع تصريحا لهم الى الصحافة عنها. انهم يتكلمون عن الشفافية، وعن مبدأ التأكد. التفتيش لا يزال أمرا بعيدا. وكان السيد طارق عزيز قال قبل أيام ما معناه أن الأولوية هي لسيادة العراق وليس للتفتيش. بقية العالم تتكلم عن التفتيش وهم يتكلمون عن السيادة.
الدكتور بليكس. مع كل الاحترام، دورك في كل هذا ليس مطابقا لدور كوفي أنان. انه الشخص المعني بتلك القضايا الأخرى، أي النقاط الأربع، وله أن يقول: "لن اجيبكم عليها. أو لا أستطيع ذلك. أو يجب ان لا تسألوا". لكن حقلك المعين هو التفتيش، المفتشون، دور انموفيك، نزع السلاح - ولهذا أحصر أسئلتي في هذا الحيز فقط.
- وأنا اقول لك اننا مستعدون للجلوس اليهم والتباحث في الترتيبات العملية. نحن نوافق على المشاركة في مباحثات تقنية كهذه.
سأقول شيئا قد يثير بعض الاستياء. هناك في الشرق الأوسط من يقول أن موقفك وأيضا رفض الأمين العام الدخول في جولة جديدة من المحادثات يعنيان انكما شريكان للولايات المتحدة في تهيئة الأرض لضربة عسكرية للعراق. الأمين العام أعطى رده على ذلك. وأريد الآن جواب هانز بليكس.
- مجلس الأمن يريد لنا العودة الى التفتيش، ونحن نقول للعراقيين: لنجلس ونبحث الترتيبات العملية للبدء بالتفتيش. هناك في واشنطن أشخاص لا يريدون التفتيش، وهناك غيرهم، مثل الناطق الرسمي باسم الحكومة، يريدون التفتيش. لكن ليس لهم أي تأثير على محادثاتنا - لا قبلها ولا بعدها.
قبل أربع سنوات سحب ريتشارد باتلر، رئيس أونسكوم، المفتشين عشية عملية عسكرية ضد العراق. ولم يُسمح لهم بالعودة بعدها. وها هو هانز بليكس يضع شروطا حتى على التباحث حول عودة المفتشين عشية ضربة عسكرية رئيسية محتملة للعراق. هناك من يرى تشابها في الموقفين وترابطا بينهما وحروب أميركا وعملياتها العسكرية. هل هذا من قبيل الصدفة؟
- اننا نريد عمليات تفتيش لها فرصة للنجاح، ومقياس النجاح هنا هو التعاون في كل المجالات لتطبيق قرارات مجلس الأمن. اننا لا نريد الذهاب الى العراق ونشر المفتشين ثم نرى احتكاكات وصدامات وأزمات مع العراقيين. ان هذا سيقضي على الحل فورا. واعتقد ان العراقيين على المستوى التقني يوافقوننا، أي ان المستحسن التباحث في الترتيبات العملية، لكنهم لم يبدوا حتى الان استعدادا للبدء بتناول هذه الترتيبات.
لا ضمنات مئة في المئة
تحدث العراقيون عن استخدام المفتشين في السابق لاغراض التجسس وعبروا عن تخوفهم من امكان استعمال المفتشين مستقبلا للتجسس وجمع المعلومات العسكرية. هل تعتقد، من منظورك، انكم اعطيتموهم التطمينات والضمانات الكافية لازالة مخاوفهم؟
- اعتقد ان اسئلتهم تعكس قلقاً حقيقياً. وقبل ايام فحسب اكد رالف إيكيوس الرئيس السابق ل"اونسكوم" في حديث الى الاذاعة السويدية ان اللجنة تعرضت لضغوط كثيرة وانه كان هناك اهتمام كبير بالطريقة التي تصرفت بها "اونسكوم"، وغير ذلك. ولم يكن هذا شيئاً جديداً. فقد تحدث سكوت ريتر عن هذا كله في وقت سابق، لكنه جاء من مرجع اعلى مستوى بكثير من ريتر. قرر مجلس الأمن في نهاية 1999 عدم التمديد ل"اونسكوم" بل انشاء منظمة جديدة تكون تابعة اكثر للامم المتحدة. كان واضحاً ان مجلس الامن يريد ان تكون "انموفيك" شيئاً مختلفاً. انها شيء مختلف. وقد اعلنت من البداية، اولاً وقبل كل شيء، كما تذكرين، اننا لا نعتبر ان هدفنا هو اهانة العراقيين او مضايقتهم او استفزازهم. تحدثت مراراً وقلت اننا نريد ان نكون فاعلين وان نتصرف بشكل صحيح. لست منحازاً الى الاميركيين، وينطبق هذا ايضاً على الامين العام للامم المتحدة. لا ننوي الاحتفاظ بقاعدة في البحرين. لقد اعلنت ان المعلومات الاستخباراتية نافعة، لكن هذه المعلومات تسير في اتجاه واحد. سُئلت حول الجواسيس من قبل وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الذي قال هل تضمن الاّ يكون هناك تجسس. وقلت اننا سنبذل كل ما بوسعنا لمنع أي شيء كهذا وأي تسريب للمعلومات الى أي كان. في الوقت نفسه، من في هذا العالم يمكن ان يكون واثقاً 100 في المئة بانه لن يواجه ذلك؟ دعيني اكون في منتهى الصراحة بهذا الشأن: نعم، نحن بالتأكيد نختلف تماماً عن "اونسكوم"، وبالتالي اياً كان ما قيل عن الماضي فانه شيء، حسب اعتقادي، لا صلة له بالحاضر، وسنسعى الى اعطاء التطمينات التي يريدونها.
كيف تراه، السيد ناجي صبري؟
- انه فصيح تماما وواسع الاطلاع.
هل تثق بانه عازم على التعاون مع الامم المتحدة لفتح صفحة جديدة في العلاقة مع "انموفيك" بشكل خاص؟ كانت الحكومة العراقية حتى الجولة الاخيرة ترفض وجودك ك "انموفيك" ولا تتعامل معك كهانس بليكس. الآن، انت شاركت بنشاط في هذه المحادثات، وبطريقة جدية تماماً في الجولة التي جرت في نيويورك والاخيرة في فيينا. هذا تغير كبير، اليس كذلك؟
- نعم، اعتقد انني رُقّيت من كيان لا وجود له وبعدئذ الى جاسوس، والآن الى شريك في المحادثات التقنية. نعم، كانت هناك ترقية، لكن هذا لا يعني اننا توصلنا الى تفاهم. اعتقد اننا نفهم على نحو افضل بكثير الى اين يريدون ان يذهبوا، وهم على الارجح يفهمون ايضاً بشكل افضل ما يمكن ان نقوم به. لكن من الواضح بالنسبة إلي انهم يريدون قبل اي عملية تفتيش ان تُحل مشاكل سياسية، وهي مشاكل لا أرى لها حلولاً في الوقت الحاضر. ثانياً، انهم يريدون ان يعرفوا بدقة القضايا التي سيتعيّن عليهم انجازها. وربما حتى الاطار الزمني، وما هي الطرق التي سنستخدمها، ومدى اهميتها. وهذا ليس مدرجاً في القرارات. انهم لا يلتزمون القرار 1284 ولا يعتبرونه ملزماً، ويقولون انه مبهم وغامض، وغير ذلك. وهم يستشهدون بقول شخص ما بانه غير قابل للتنفيذ. بالنسبة الينا، القرار 1284 هو الاساس الذي نستند عليه، انه دستورنا.
اذا كان العراقيون مستعدين لاستقبال المفتشين الآن، ماذا ستفعل؟
- اود ان يكملوا بالقول "وفقاً لقرارات الامم المتحدة".
افترض انهم قالوا ذلك. ماذا ستقول؟
- عندئذ سأقول هذا رائع. دعونا نجلس ونناقش الترتيب العملي الذي يمكن بموجبه ان نبدأ.
هل ستتوجه عندئذ الى بغداد؟
- انا لا اتكلم عن الجغرافيا. اعتقد بصراحة ان ذلك لن يكون خطوة حكيمة، لان أي تحرك الى بغداد سيثير توقعات. لا نعرف ما هو نوع الترتيبات العملية التي سيتجاوبون معها. ربما سيقولون "هذا مستحيل". وربما يقولون انهم سيفرضون قيوداً على "هذا وذاك". وسيكون هذا شيئاً غير حكيم.
هل تشعر بالغضب او الانزعاج بسبب الرسالة التي بعثوا بها اليك؟ هل اتهموك بانك جاسوس؟
- كلا، اعتقد انهم يخرجون بعض الشىء عما هو متعارف عليه ديبلوماسياً، ولا اعتقد ان هذا ينفعهم اطلاقاً، في التعامل مع متلقي هذه الرسائل.
هل كانت موجهة من ناجي صبري بالذات؟
- انت على الارجح تعرفين.
نعم، لكن اقصد ان هذه المسألة نوقشت بعد ذلك في فيينا، لان ذلك جرى قبل لقاء فيينا.
- كلا، كلا.
الم يجر ذلك قبل فيينا؟
- كان ذلك قبل فيينا، لكنها لم تُناقش.
هل تشعر انهم يحاولون ان يتصالحوا باعتبار ان ذلك كان شيئاً خاطئاً؟
- كلا، هناك اشياء او رسائل لا يعلن عنها اطلاقاً، واذا اعلنوا عن أي شيء يمكن عندئذ ان نخرج الى العلن مع أجوبة.
هل جعل ذلك الوضع افضل؟
- كلا، افضّل بدلاً من ذلك الحصول على اجوبة. اعتقد انه سيكون شيئا رائعا اذا جرت عمليات تفتيش، وقد ابلغتهم كيف اتصور انه يمكن لعمليات التفتيش ان تنجز مهمتها. ناقشنا، على سبيل المثال، ما طرحوه من شكاوى بشأن عمليات التفتيش التي اجرتها "اونسكوم"، خصوصاً تفتيش مقر حزب البعث. اعتبروا ذلك شيئاً شنيعاً، وان المبنى كان فارغاً، وغير ذلك. قلت لهم: ماذا كسبتم عندما رفضتم السماح بذلك؟ الم يكن من الأفضل لو قلتم "حسناً، تفضلوا، لا يوجد أي شيء هنا. انه امر شنيع ان تفتشوا المكان وتطالبوا بذلك. نعتقد انه شيء غير منصف. لكن تعالوا وتحققوا". اعتقد انكم كنتم ستكسبون بذلك اكثر بكثير. لذا فان مقترحي لهم هو انه اذا لم يكن لديهم اي شيء يخفونه اعتقد ان هذا الموقف سيكون افضل.
ذكرت سابقا أن كثيرين في واشنطن ليسوا متحمسين لعودة المفتشين الى العراق ...
- هكذا يبدو من قراءة الصحف ...
ما مدى الخطر الذي يمثله هذا الطرف؟
- لا أستطيع تقويم قوة الأطراف في واشنطن، لكن يكفيني ان الحكومة الأميركية والرئيس ووزير الخارجية يعلنون أنهم يريدون عودة المفتشين.
مهمتنا ستكون صعبة
في الشهور الأخيرة اتخذ الرئيس مراراً وبوضوح مواقف أضعفت وزير الخارجية، كما ان المتحمسين للحرب على العراق رفضوا مواقفه. وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قال قبل أيام شيئاً جعلني اعتقد ان القضية هي ان "انموفيك" لا تستطيع أبداً القيام بالمهمة، وألمح الى أن تفنن العراقيين في دفن واخفاء المواد بلغ حداً يتطلب القيام بعملية كبرى. ما رأيك؟
- سبق له ان قال ان "اونسكوم" لم تستطع العثور على المواد الاّ من خلال معلومات قدمها بعض الهاربين من النظام. لكن اعتقد ان هذا ينطبق أيضاً على الطرف العسكري، فهم ايضاً سيضطرون الى الاعتماد على ما يقوله الهاربون. ولا أجد خطأً في اعتماد هيئة للتفتيش على استعمال روايات الهاربين. ان علينا مثل غيرنا ان نتفحصها بعناية لأنها قد تنطوي على الكثير من المبالغات. من هنا فانني اعتبر ان قول رامسفيلد مثال آخر على الاستهانة بقدرات "انموفيك" وهيئات المراقبة الدولية عموماً. الواضح في الوقت نفسه ان هناك حدوداً لما يمكن انجازه عن طريق التفتيش. فقد تكون هناك نشاطات سرية لا يمكننا اكتشافها. اي اننا لا نستطيع ان نضمن النجاح مئة في المئة. انهم يتحدثون عن احتمال وجود مختبرات نقالة للأسلحة البيولوجية، وسيكون من الصعب العثور عليها حتى مع وجود المفتشين على الأرض. اذاً لا انكر ان هناك حدوداً. لكن الفرق الكبير هو ان وجود مفتشين في البلد يعني ان لهم الحق في الذهاب الى أي موقع، وان يقولوا بعد ذلك: نعم. العراقيون على حق، ليس هناك شيء في هذا الموقع كما زعم البعض، ويمكننا بهذا الشكل التحقق في الكثير من القضايا.
لكن يبدو ان رامسفيلد يقول، ولو في شكل غير مباشر، ان هذه الهيئة المسماة "انموفيك" تفتقر الى القدرة ويجب ان لا تعطى صلاحية القيام بالمهمة. انه موقف خطير.
- لم أر شيئاً من هذا. سمعته يقول ان "انموفيك" يجب ان تكون أقوى من "اونسكوم". اكرر أن هناك حدوداً لما يمكن انجازه عن طريق التفتيش. لكن لو كنت في واشنطن لكان عليّ الموازنة بين الخيارات. واعتقد بناءً على خبرتي الطويلة في اعمال التفتيش انها عظيمة الفائدة.
سبق لك الذهاب الى واشنطن والتحدث الى عدد من المسؤولين، من ضمنهم كوندوليزا رايس وكولن باول. هل قابلت رامسفيلد أو نائبه بول وولفوفيتز؟
- كلا.
انهم الأشخاص الذين يدعمون الخيار العسكري. ألا يشير عدم اللقاء بهم الى انهم يرونك ومفتشيك حجر عثرة على طريقهم؟
- لا أرى ذلك. ليس ما يدعوني الى اعتقاد ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.