لا تختلف التفسيرات الاردنية كثيرا حول أسباب وأهداف الحملة الاعلامية التي تعرض لها الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة. فبعدما ان أنعش الاعلان عن الزيارة الآمال بامكان حصول اختراق في جدار السياسة الاميركية تجاه قضايا المنطقة، جاءت تسريبات المسؤولين الاميركيين للصحافة لتثير زوابع امام العاهل الاردني قبيل لقائه الرئيس جورج بوش، في محاولة لتحجيم نتائج زيارته ارضاء للوبي اليهودي. وقد حدد الملك اهداف زيارته بثلاث قضايا رئيسية هي الاوضاع في الاراضي الفلسطينيةوالعراق والعلاقات الثنائية. وبحسب مصادر رسمية اردنية فان الملك عبد الله كان يهدف الى اقناع بوش بفكرة اعادة مبعوثه انطوني زيني الى المنطقة لان الحاجة اليه هي في وقت الازمة وليس في وقت الهدوء، اضافة الى البحث في ايجاد مخرج للحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات. وبالنسبة الى العراق فان الملك نقل تخوفه من توجيه ضربة الى هذا البلد والانعكاسات السلبية لذلك على مجمل الاوضاع في المنطقة. اما في مجال العلاقات الثنائية فجدد الاردن مطالبته بجدولة الديون الاميركية البالغة 400 مليون دولار وزيادة المساعدات والتوسط لدى نادي باريس واليابان لاعادة جدولة الديون الاردنية المستحقة. لكن الوضع انقلب رأسا على عقب بعد لقاء العاهل الاردني مع وزير الخارجية كولن باول، عندما خرج مسؤول اميركي ليبلغ الصحافيين ان الملك عبد الله يوافق على السياسة الاميركية في المنطقة و بالتحديد حشر عرفات في الزاوية لأخذ تنازلات منه، اضافة الى موافقته على ضرب العراق، الامر الذي ازعج الملك كثيرا واستدعى حملة اعلامية اردنية مضادة كان بينها تصريح وزير الخارجية مروان المعشر الذي اكد ان الملك بحث في اخراج عرفات من الزاوية وليس حشره فيها. وقال مسؤول اردني ل"الوسط" ان "القيادة الاسرائيلية لا تقبل حاليا باي حل لا يربط الكيان الفلسطيني المنتظر بالاردن. وهذا يستدعي الضغط على عمان لابقائها في حال انتظار دائمة استعدادا للحل ودورها فيه". واضاف ان "التسريبات الاميركية للصحافة عن موقف الاردن ازاء فلسطينوالعراق هدفت الى نسف المهمة التي جاء بها العاهل الاردني الى واشنطن وابقاء الموقف العربي ضعيفا وعاجزا". ولم يستبعد مسؤولون اردنيون اخرون ان تكون الحملة جزءا من ترتيبات زيارة آرييل شارون الى واشنطن لان نجاح الملك عبد الله في تغيير الموقف الاميركي يعني ضغطا مباشرا على شارون الذي استبق زيارته بدعوات اسرائيلية الى تهجير الفلسطينيين الى الاردن الترانسفير اثارت مخاوف السلطات في عمان التي تعرف جيدا نيات شارون وتاريخه. ويأخذ عدد من السياسيين الاردنيين على حكومة علي ابو الراغب "هدوء اعصابها" ازاء الحملة الاسرائيلية الجديدة على بلد تربطه بها معاهدة سلام، وتلكؤها في الرد على دعوات الترانسفير.