أمضى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ثلاثة ايام في روسيا في زيارة استطلاعية هي من آخر زياراته المبرمجة للتعارف مع زعماء العالم منذ اعتلى عرش الاردن. ولعل التأخير في القيام بها كان مرتبطا بالاوضاع غير المستقرة في روسيا وبالمشكلة الشيشانية ايضا. وسارع الروس منذ بداية الزيارة الى عرض بعض أهم انتاجهم الحربي وقواتهم الجوية في مدينة تولا، مركز الصناعات العسكرية، حيث تفقد فرقة الانزال المظلي 106 ومكتب تصاميم الاجهزة الحربية وتفحص راجمة الصواريخ المضادة للدبابات "كورنيت أي". وقالت مصادر اعلامية في موسكو ان الاردن مهتم بالراجمات الروسية المضادة للطائرات وبعض انواع الاسلحة الاخرى وان المدير العام لمؤسسة تصدير السلاح اندريه بيليانينكوف حضر المحادثات بين الجانبين في الكرملين، الا ان المبلغ الاجمالي للمشتريات الاردنية المتوقعة من السلاح الروسي لن يتجاوز، على ما يبدو، بضعة ملايين من الدولارات. وعقد الملك عبد الله لقاء منفردا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرق ساعة ونصف الساعة لم يكشف النقاب عما دار فيه. وكان الملك عبد الله حدد في تصريح الى صحيفة روسية اهم مواضيع محادثاته في موسكو بانها عملية التسوية وتمتين العلاقات الاقتصادية والتجارية لا سيما ان الاردن شرع في تنفيذ برنامج الاصلاحات البعيدة المدى لتحويل البلاد الى مركز اقتصادي للشرق الاوسط. واكد بوتين من جهته توافق موقف البلدين من قضية التسوية الفلسطينية الاسرائيلية ودعوة طرفي النزاع الى العودة فورا الى طاولة المفاوضات. ويفترض المحللون ان بوتين وعبد الله بحثا ايضا الوضع في الشيشان، كون الكرملين يعلق أملا على كلمة الملك المسموعة بين الشيشانيين المقيمين في الاردن والناشطين في دعم المقاتلين ضد القوات الروسية في القوقاز. وقد عرضت قنوات تلفزيونية روسية عدة خلال زيارة الملك عبد الله شريطا ظهر فيه القائد خطاب الاردني الاصل وهو يعطي اوامره الى الشيشانيين ليفجروا مواقع عسكرية ومدنية داخل روسيا.