غصت شواطىء العاصمة الكويتية بمئات الاطنان من الاسماك النافقة التي استنفرت هيئات حماية البيئة ودفعت مجلس الامة الى عقد جلسة خاصة لمناقشة هذه الكارثة التي اصابت الثروة السمكية وتهدد بان تستمر مفاعيلها سنوات طويلة. وفي البداية تدافع عشرات المتطوعين الى لتنظيف السواحل لاعتقاد الجميع بان الامر ناجم عن ظاهر المد الاحمر، وهي بكتيريا تسببها النفايات الملقاة في البحر من مياه مبتذلة او مخلفات صناعية ملوثة مصحوبة بارتفاع درجات الحرارة في الصيف. لكن اتساع الكارثة 1500 طن من الاسماك طرح فرضيات عدة عجز المختصون عن تأكيد أي منها: فقد قيل ان هناك مواد تضاف الى مياه البحر لدى استخدامها في محطات التحلية لكن السلطات المختصة نفت ذلك، ثم قيل ان مياه البحر تحقن في آبار النفط الشمالية بغية رفع الزيت الى أعلى وزيادة انتاجها ثم يعاد طرحها في البحر لتلوثه بما علق بها، وتحدث البعض عن عمليات غسل غير مشروعة لخزانات ناقلات النفط وعن اكثر من عشر ناقلات عراقية غارقة منذ 1990، وحتى عن تأثير تجفيف منطقة الاهوار العراقية على كمية المياه والطمي التي يلقيها نهرا دجلة والفرات في شط العرب. لكن البعض الاخر ذهب الى حد الحديث عن دفن نفايات كيماوية في قاع البحر تسربت اخيرا. وامام هذا اللغز المحيّر، لجأت السلطات الى "جيش" من الخبراء وصلوا الى البلاد لاجراء فحوص مخبرية قد تطول، مؤكدة انها ستكشف الحقيقة لمواطنيها ايا كانت. المؤكد انه بانتظار تحديد السبب ومعالجته، ستظل الكويت بلا سمك وستخلو الموائد من هذه الوجبة الاساسية.