وصلت أمل حجازي الى الشهرة والنجومية بسرعة فائقة، فبين ليلة وضحاها راح صوتها يملأ الاذاعات وصورتها تنتشر على اللوحات الاعلانية والشاشات التلفزيونية. بدأت الغناء من أعلى درجة اذا ما عرفنا بأن كبار الشعراء والملحنين تعاونوا معها، لتصل الى المغني العالمي فوديل فتقدم معه ثنائياً مصوراً بطريقة الفيديو كليب. حتى الآن رصيدها ألبوم واحد وخمسة اشرطةفيديو كليب دفعة واحدة. وتطرح موهبة أمل حجازي علامات استفهام كبيرة، خصوصاً انها ذات صوت وصورة مميزين. في هذا الحوار تروي الفنانة حكاية عامها الأول في الفن وتتحدث مدهوشة عن نجوميتها السريعة. ما هي الظروف التي ساهمت في اطلاق أمل حجازي كمغنية؟ - لم أكن أفكر يوماً ما أنني سأخوض التجربة الغنائية، فأنا في البداية انصرفت الى التخصص العلمي، وأهلي طالما مانعوا في دخولي الأجواء الفنية. ولكنني كلما كبرت أشعر بتوقي الى الغناء. وصرت أتحين الفرصة المناسبة لإيجاد من يدعمني. وهكذا بعدما غامرت وأطلقت أغنية "حالاً" التي سجلتها على حسابي الخاص، أعجبت شركة "ميغا ستار" بها وهكذا بدأ التعاون بيننا. كيف استطعت اختراق الصفوف، خصوصاً أن هناك فنانين يبقون في الظل لسنوات ولا يعرفون النجاح الا بعد بدايتهم بوقت طويل؟ - بعدما أنزلت أغنية "حالاً" على كل الاذاعات والتلفزيونات يبدو ان مسؤولي شركة الانتاج الذين شاهدوا الأغنية على تلفزيون "ال. بي. سي" أعجبهم الشكل والصوت والأداء، فاتصلوا بي، وتبنوني فنياً، ولهم الفضل الأول والأخير في اطلاقي بقوة، ولولا دعمهم الكبير ربما كنت سأحتاج الى مئة عام حتى أحقق الانجازات التي حققتها في أول "ألبوم" لي. طرب ورومانسية كونك في بداية الطريق ربما كانت لك أحلامك الخاصة، فإلى أي مدى تتطابق هذه الأحلام مع رؤية شركة الانتاج؟ - أنا بطبعي ميالة الى الطرب، لكن حسب عمري أجد من المبكر الدخول في المجال الطربي، وشركة الانتاج تسعى الى إيجاد أسلوب خاص بي، يختص بالأغنية الشبابية. فألبومي منوع بين الكلاسيك والطرب والرومانسية، اضافة الى ان بضعة ملحنين اشتركوا في إعداد أغنياته، مثل طارق أبو جودة وحسن أبو السعود وعازار حبيب وغيرهم. أنت تتعاملين مع أسماء معروفة في هذا المجال، كيف غامر الملحنون والشعراء مع "فنانة مبتدئة"؟ - اذا كان الملحن او الشاعر لا يثق بفنان لا يعطيه ألحانه او كلماته، الفنان عازار حبيب أعطاني أغنية ما ان سمع صوتي وتعرّف علي، وبعد ذلك فقط وافق على اعطائي اللحن. لماذا لم تفكري بالاشتراك ببرنامج "استديو الفن" باعتبار انه مدرسة تخرج الفنانين؟ - "استديو الفن" يبرز الموهبة لكنه لا يسهل الطريق أمام الفنان، فهذا الأخير سيبقى بحاجة الى شركة انتاج عاجلاً او آجلاً. ماذا تشعرين بعدما ملأت صورك اللوحات الاعلانية، وها هي أغانيك تبث بنجاح على كافة الاذاعات والتلفزيونات؟ - كل هذا اشارات تدل على ان الناس تحبني ليس فقط في لبنان بل في الخارج ايضاً حيث سمعت صوتي بنفسي من مذياع السيارات وهذا مدعاة للسرور. منذ عام تقريباً حققت الخطوة الصعبة في أحلامك. هل تجدين ان مهمتك كانت صعبة خلال هذا العام؟ - أنا أعتبر النجاح مسؤولية، وهو يولد خوفاً لدى الفنان لأن عليه ان يستثمر هذا النجاح في نجاحات مستقبلية، فألبومي الأول الذي نال نصيبه من النجاح هو مجرد لقاء معرفة مع الجمهور. وفي الأعمال الآتية ستكون المهمة الأصعب لأن السؤال سيكون: هل سيبقى النجاح مرفرفاً أم لا؟ فالمسألة ليست لعباً على الاطلاق. كيف تصنفين نفسك على درب الفن؟ - أنا سأبقى هاوية في مجال الفن، وتلزمني دائماً الخبرة والبحث عن الأحسن، لهذا ينقصني تعلم الموسيقى التي بدأت بأخذ دروس فيها مع الأستاذ رفيق حبيقة. كم أغنية من ألبومك الأول مصورة بطريقة الفيديو كليب؟ - صورت خمس أغنيات بين باريسولبنان، منها "حبيبي عود" و"آخر غرام" و"ريح بالك" و"غنيت"، والآن عندي "ثنائي" مع المطرب فوديل وسيكون لي فيديو كليب معه. نجوم الغناء عادة، لا يصورون أكثر من أغنيتين او ثلاث في أفضل الأحوال، للألبوم الواحد، فكيف وافقت شركة الانتاج على تصوير خمس أغنيات دفعة واحدة لألبوم واحد؟ - شركة الانتاج مقتنعة بي، ولهذا تريد ان تدفعني بقوة الى الساحة الفنية، وحتى يتحقق هذا الظهور لا بد ان يزداد الاهتمام بي. والفيديو كليب يساعد جداً في حفر صورة الفنان في أذهان الناس. ولولا هذا الاهتمام ما كنت حققت هذه الشهرة الواسعة خلال فترة قصيرة. مهنتك الآن مهندسة، فكيف توفقين بين الهندسة والغناء؟ - لقد نلت شهادة في الهندسة فقط لأحقق درجة علمية مناسبة، لكنني لا أنوي ان أعمل في مجال الهندسة، وسيكون الفن سبيلي الوحيد، اذ معه لن أجد الوقت لأي نشاط آخر. حفلات نوعية بدأت الغناء وأنت في الثالثة والعشرين مع العلم بأن الفنانين يبدأون في عمر أصغر، ألا تشعرين بأنك تأخرت قليلاً؟ - ربما بعض الفنانين يبدأ في سن السابعة عشرة لكنهم يحتاجون الى عشر سنوات حتى يظهروا، أنا خلال عام واحد حققت نجاحاً كبيراً يحتاج غيري الى سنوات حتى يحققه، لهذا لا أجد اني تأخرت. يقال بأن الفنان "يدفع" بداية حتى يأخذ بعد ذلك، ماذا دفعت حتى الآن؟ - أنا لا أفهم ما المقصود من هذا السؤال، لكن الفن بالنسبة إليّ ليس مجرد حساب في البنوك، بل هو هواية أحبها. وحتى الآن أنا لم أقدم تنازلاً واحداً، او قمت بما قد أندم عليه. لقد عرض علي الكثير من الحفلات لكنني رفضتها لأنني لا أقبل الا بالحفلات ذات النوعية والتي تكون في صيغتها أقرب الى المهرجان. صعود السلم يكون درجة درجة، لكن يبدو انك تريدين القفز الى آخر درجة دفعة واحدة؟ - تضحك أنا سأصعد السلم درجة درجة الا ان الدرجة عالية قليلاً. ببساطة الحظ لعب معي لعبته وقدم لي دعماً هو الذي ساعدني في الظهور، لا سيما ان التلفزيونات تقرب صورة الفنان، وهذا ما عملته شركة الانتاج اذ دفعتني الى الشاشات بقوة، لكن هذا لا يعني ان شركة الانتاج تميزني عن سواي من الفنانات أمثال باسكال مشعلاني وإليسا، فهما أيضاً تتعاملان مع شركة "ميغا ستار"، وإليسا أيضاً ظهرت فجأة على رغم انها كانت تعمل في الظل لسنوات، وباسكال في كل "ألبوم" لها يصورون لها عدة أغان دفعة واحدة، هذه استراتيجية الشركة، وليس حظاً أناله وحدي. لهجة بيضاء ما هي طبيعة الأغنية التي ستجمعك بالمغني فوديل؟ - تعرفت على فوديل من خلال شركة الانتاج، وستكون الأغنية باللغة العربية، أنا أغني باللهجة اللبنانية وهو بما يسمى اللهجة البيضاء. الى أي مدى تشتغلين على صورتك؟ - أنا أهتم لمظهري ولصورتي كثيراً، لأنه "كلو بيكمل بعضو". الشكل مهم اليوم في عصر الصورة والفنان يجب ان يكون صوتاً وصورة، خصوصاً انني أؤدي الأغنية الشبابية. ما أجمل شيء في الفن وما أبشع شيء فيه؟ - من أجمل الأشياء ان أقف أمام الجمهور على المسرح، ومن أتعس الأمور ان أجد نفسي يوماً ما أتهاوى على درج الفن الذي بدأت صعوده. ماذا ستقدم لك النجومية؟ - على صعيد الحياة الشخصية لن تغير شيئاً، لكن هناك أشياء أخرى ستتغير حكماً في طبيعة المسؤولية.