بعد غياب دام اكثر من عامين تعود المطربة ديانا حداد للظهور من جديد في الساحة الغنائية. وهي تعود بقوة مع "أول مرة" الذي يقوم على روح التنوع، من خلال ألوان ولهجات عربية جديدة تؤديها للمرة الأولى كاللهجة المغربية، واللهجة المصرية التي لها الحصة الأكبر في هذا العمل، بعدما طغت اللهجة الخليجية على ألبومها السابق "لو يسألوني". كأن ديانا تحاول، في ألبومها الجديد، أن تعوض الغياب القسري عن جمهورها، بإصدار 13 أغنية دفعة واحدة... خلافاً لما هو سائد لدى المطربين هذا الموسم. لكن للمطربة اللبنانية نظرة مختلفة أوضحتها في حديثها الى "الحياة"، الذي تناول مواضيع وإشاعات عدة. لماذا تأخر إطلاق ألبومك الجديد؟ - كان من المفروض أن يصدر الألبوم صيف 2003، لكن ظروفاً أدت الى تأجيل العمل أكثر من مرة. ثم جاء موسم دخول المدارس الذي يؤثر سلباً في المبيعات ففضلنا التأجيل الى نهاية العام، وبهذا التأجيل أضيفت اغنيات جديدة، وعدنا الى التأجيل للمرة الثالثة لأننا دخلنا مرحلة التوزيع والتسجيل. وفي تلك الفترة أضفنا أغنية "حفضل احبك" وهكذا صودف أن ألبومي صدر مع ألبومات أخرى لزميلاتي. لكنّها لم تكن مقصودة! إن أصعب مرحلة في الألبوم هي فترة الإختيار ثم تليها التسجيلات لهذا قد أتأخر أحياناً في إصدار ألبوم جديد، لأطمئن على إنجاز كل المراحل حتى لو تأخر الأمر، وذلك أفضل من أن أظهر من دون جديد، فأنا أريد أن تحمل الأغنيات توقيعي وبصمتي. لذلك أحرص على أن تحمل إطلالتي دائماً الجديد الذي يرضيني كمطربة ويرضي جمهوري. ألبوم "اول مرة" يتضمن 13 اغنية، إذ أضفت خمس أغنيات مصرية وواحدة إماراتية بعنوان "صاحبي"؟ - في الألبوم عودة الى التنويع الذي اعتاد عليه جمهور ديانا حداد، هناك تأكيد على بعض اللهجات مصادفة، ولم يكن الأمر مقصوداً. صودف أن فيه عدداً من الأغنيات المصرية، إضافة الى اللون اللبناني. وايضاً قدمت للمرة الأولى اغنية باللهجات المغربية والخليجية والبدوية، لهذا جاء التنويع. صحيح انني قدمت اللهجة المصرية... لكن من شعراء وملحنين لبنانيين. وحدث أنه صدر بعد طرح ألبوم خليجي. بالنسبة الى الأغنية الخليجية "صاحبي"، قد لا يعرف كثيرون أن هذه الأغنية قديمة وعمرها عشرون سنة، وهي للشاعر الإماراتي اسماعيل المريّخي والملحن خليجي. أحببت أن أجدد الأغنية لأنها جميلة جداً ولاقت في تلك الفترة صدى جميلاً جداً، وحصلت على تنازل من الشاعر ومن اصحاب اللحن وآمل ان يعجب الفيديو كليب الخاص بها الناس. زوجي وفضائيّة وأنا ألا تجدين أن هذه الكثافة قد تحول دون أن تأخذ كل أغنية حقها... ودون أن يتمكن المستمع من الإستماع بروية؟ - لو عاد الأمر إلي لفضلت أن يضم الألبوم أربع اغنيات، لكن شركة الإنتاج "عالم الفن" تعرف ما هو الأفضل للمطربة... تباحثنا مع الشركة التي احبت ان تكسر القاعدة بتقديم شيء مختلف، علماً ان معظم الإصدارات تضم بين ست وثماني اغنيات. فبعد غياب سنتين من المفروض ان يكون البومي اكثر تنوعاً وأقدم لجمهوري كمية متنوعة واساليب متعددة واتصور أن هذا الأمر ايجابي وليس سلبياً. أتمنى أن تلاقي كل أغنية حقها بقدر ما اعطيتها مجهوداً، يعرف الجميع كيف يأخذ التحضير وقتاً ومجهوداً... اذا اصدر المطرب ست أغنيات في ألبوم فكيف الأمر بعملين ضمن البوم واحد؟ فعلاً اخذ مني التحضير مجهوداً مضاعفاً، وأحاول ان اركز واصور عدداً من الأغنيات، وسأبحث عن الأفضل بينها، خصوصاً ان الشركة تسوّق العمل في شكل إعلاني صحيح... زوجك لم يكن موجوداً معك في مصر ولا في لبنان عند توقيعك للألبوم خصوصاً بعد إطلاق إشاعة طلاقك... - لا يعني اذا غاب عن حفلة توقيع الألبوم انه يوجد خلاف بيننا، فسهيل دائماً معي... لكن صودف انه افتتح أخيراً محطة تلفزيونية فضائية وهو مشغول فيها لأن متابعة عمله تتطلب مجهوداً شخصياً. وصودف أنه في آخر حفلتين لي لم يكن معي ولكنه دائماً معي ولا يوجد اي خلاف بيننا وعلاقتنا مثل السمن على العسل. الكل يعرف أنه في كل بيت قد يحصل سوء تفاهم احياناً وهذا لا يعني أن هناك انفصالاً او طلاقاً... الحمد لله علاقتنا ممتازة وسترونه قريباً. وإشاعة طلاقي ليست بنت اليوم بل اسمعها منذ أكثر من اربع سنوات واعتدت عليها وللإشاعة حدود معينة تختفي دائماً. المهم ان يتابع الفنان فنه ويحافظ عليه وعلى احترام الجمهور له. هل ستكون قناة "نجوم تي في" التي أنشأها أخيراً في دبي خدمة لديانا حداد كما قيل؟ - توفر لي هذه المحطة الخدمات الدعائية كما تقدم لكل المطربين، وأنا وسهيل شخص واحد ونكمل بعضنا، وهو حرّ في خياراته. لن اتدخل في هذا الأمر، لأن حياتي مع سهيل مستمرة على أحسن ما يرام وليس بحسب ما يزعم أعداء النجاح. واستعانتي بمخرجين آخرين لتصوير كليبات هو من قبيل التنويع الفني فقط. وقعت ألبومك في ثلاث مدن... - هذا صحيح. تعتبر اليوم القاهرةودبي وبيروت ثلاث محطات فنية مهمة لا يمكن لأي مطرب أن يتفاداها... وكل محطة لها تأثير إيجابي على الفنان. وحفلات التوقيع في هذه المحطات كانت خطوة إيجابية. في السابق كان يصدر الألبوم في شكل عادي، لكن وجدت أنه من الأفضل بعد غياب سنتين عن الساحة ان تكون الإطلالة قوية يتم التركيز فيها على حضور إعلامي أكبر. ولا انكر دولاً أخرى في الوطن العربي وتأثيرها الإيجابي على النجاح الفني. أنت مع شركة "عالم الفن" ماذا اضافت لك؟ماذا اضفت أنت لها؟ - أرتباطي بهذه الشركة أضاف إلي الكثير. ولا انكر فضل شركة "الخيول" التي عملت معها سابقاً، لكن "عالم الفن" واصلت مسيرة ديانا حداد، وأنا أشكرها. الشركة والفنان يكملان بعضهما، وانا سعيدة بتعاملي مع شركة "عالم الفن" التي تقدم لي الدعم الإعلاني الصحيح، وهي تضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وهي تؤدي ما هو مطلوب منها على أكمل وجه. ولا استطيع أن أنكر ان شركة الإنتاج لها تأثير ايجابي على الفنان من ناحية الدعاية والإعلان والتوزيع الصحيح وتسويق العمل في شكل ايجابي. وأعتقد اننا سنمضي الى نجاحات اخرى. وما يقال كثير لكنّ الحقيقة مسألة أخرى : وأنا سعيدة جداً في تعاملي مع الشركة. طبيعية جداً ولا اتصنع أنت في الفيديو كليب "ويلي" طبيعية وقريبة من الناس. هل هذا خيار مقصود؟ - أنا لا ابتعد عن طبيعتي ابداً. قد تتطلب مني بعض الكليبات الظهور في صورة معينة بحسب نوعية الأغنية التي اقدمها. لا استطيع مثلاً أن أقدم أغنية كلاسيكية، وأظهر وأنا ألعب كرة السلة. هناك شيء غير طبيعي، الأغنية تتحمل نوعاً معيناً من الظهور. انا في حياتي طبيعية جداً ولا اتصنع ولا اجد داعياً لأن يتصنع الفنان إذا أحبه الناس بطبيعته وصوته، فعلى المسرح يشعر الجمهور بقرب الفنان منه. أنا لم أبتعد عن الناس ابداً، ولم أغيّر في شخصيتي. وإذا عاد الأمر لي اريد ان اظهر في كل فيديو كليب في شكل طبيعي اكثر... لكن هل يتقبل الجمهور أن يكون الفنان عفوياً وقريباً منه الى درجة كبيرة؟ كيف وجدت صدى الألبوم في مختلف الدول العربية؟ - تأتيني إتصالات كثيرة من الناس. الحمد لله كان وقعه ايجابياً ويتصدر الفيديو كليب المراتب الأولى في المحطات. الجميل أن الناس لا يجمعون في الثناء على أغنية واحدة في العمل، بل ان كل شخص تعجبه أغنية. لماذا ابتعدت عن الدويتو في هذا الألبوم؟ - قدمت من قبل ثنائيات مع محمد العزبي وجاد نخلة وعيضة المنهالي، وكانت كلها ناجحة. لكن لم أجد ضرورة لتكرار التجربة. هنالك قوالب أخرى للتعامل مع الجمهور. وعندما أوفق بدويتو مثل "جرح الحبيب" فلن أتوانى عن تقديمه. في سنوات ابتعادك ظهرت مطربات جديدات مثل نانسي عجرم وأليسا... ولمعت أسماء مثل هيفا وروبي... هل يمكن أن يسحبن البساط من تحت أقدام جيلك؟ - من حيث المبدأ لا أحد يستطيع أن يأخذ مكان أحد آخر. فكل مطرب له لونه الخاص وجمهوره الذي يشجعه. وأنا أعترف بجماهيرية وشهرة كل فنان. وبالنسبة إلي فأنا مشغولة بعملي لا بمراقبة الآخرين. فمن راقب الآخرين مات همّاً... وكل فنان مجتهد سيستمر حتماً. وما رأيك بظاهرة الكليبات شبه العارية أو المملوءة بالعارضات الفاتنات؟ - لا تروقني مثل هذه الكليبات... فهي كليبات مستفزة لمشاعر الغالبية من المشاهدين. وهي مظاهر لا تتفق مع قيمنا ومبادئنا الشرقية. وهذا الذي يسمى فناً هو مجرد تقليد أعمى للمغنيين الغربيين الذين يتقنونه بطبيعية وهو لا يتنافى مع تقاليدهم.