تحول خلاف بين أعضاء جمعية أهلية قبطية إلى صراع قضائي بين مجلس إدارة الجمعية ومحافظ القاهرة الدكتور عبد الرحيم شحاتة. ويمنح القانون المصري المحافظين سلطة حل مجالس إدارات الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة بصفتهم يمثلون الجهة الإدارية المختصة لجميع الأجهزة والمرافق الواقعة في دوائر محافظاتهم، كما يمنحهم حق الرقابة على أعمال تلك الجمعيات والمؤسسات للوقوف على مدى مطابقتها للقوانين. وبعدما دخل شحاتة في صدام قضائي مع "جبهة علماء الأزهر" حين أصدر قراراً بحل مجلس إدارة الهيئة على خلفية الخلافات التي تفجرت بين الجبهة وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بسبب معارضتها بعض توجهات الشيخ وآرائه وفتاويه، وجد المحافظ نفسه هذه المرة يخوض صراعاً قضائياً مع "جمعية اصدقاء الكتاب المقدس القبطية الارثوذوكسية" التي يقع مقرها في حي شبرا، حيث قرر المحافظ في بداية العام الحالي حل مجلس إدارة الجمعية وتعيين مجلس بديل لإدارة أعمالها، وهو ما اعترض عليه اعضاء المجلس المنتخبون فلجأوا إلى محكمة القضاء الإداري التي أيدت قبل أيام قرار المحافظ. لكن المتضررين من القرار أصروا على مواصلة الصراع ضد شحاتة فلجأوا إلى المحكمة الإدارية العليا للطعن في قرار المحافظ والمطالبة بإلغاء حكم القضاء الإداري. ووفقاً لأوراق القضية التي ما زالت في عهدة القضاء فإن مواطنين أقباطاً في حي شبرا شكلوا الجمعية وسجلوها في وزارة الشؤون الاجتماعية. وعقدت الجمعية العامة الاجتماع الاخير لها يوم 16 نيسان ابريل 1999، وتم خلاله اختيار مجلس إدارة من ثمانية من رموز الأقباط. لكن أعضاء في الجمعية قدموا شكوى ضد المجلس تتعلق بمخالفات وتجاوزات ارتكبت، فما كان من المحافظ إلا أن أصدر قراراً بحل المجلس وتعيين مجلس إدارة موقت لمدة سنة "للعمل على إزالة المخالفات والدعوة إلى اجتماع لجمعية عامة لانتخاب مجلس ادارة جديد"، بعدما تمت مخاطبات بين مديرية الشؤون الاجتماعية في المحافظة من جهة ومجلس ادارة الجمعية من جهة أخرى طلبت فيها الأولى إنهاء المخالفات بسرعة.