تساؤلات كثيرة أثيرت حول نجومية الفنانة نوال الزغبي، فكانت حروب غيرة ومقالات صحافية عدة اشتركت في هذا السجال، لكن الحقيقة ان أعمال نوال الزغبي من الأكثر مبيعاً في سوق الأغنية العربية، من المحيط الى الخليج. فقد عرفت كيف تستولي على ألباب الجمهور وتحظى بإعجابه وحبه حتى باتت تلقب بالمطربة الجميلة والأنيقة. وكرست الزغبي نجوميتها وحافظت على أسلوبها الفني. ألبوم "طول عمري" هو احدث اعمال نوال الزغبي، وقد صوّرته ايضاً ب"فيديو كليب" في البرازيل. في هذا الحوار تتحدث الزغبي عن حياتها الخاصة ومشكلتها مع منافستها الفنانة ديانا حداد. هل كانت نوال الزغبي تتوقع كل هذه الشهرة؟ - لو عدت الى بداياتي لوجدت ان أحلامي كانت مغايرة لما وصلت اليه، كنت أحلم بأن أكون شيئاً آخر. سيدة أعمال مثلاً. لم أكن أتوقع كل هذه الشهرة، لقد وصلت الى ما أنا فيه بشكل عفوي. الا انني من اللواتي إذا أقدمن على عمل برزن فيه، لذا قررت ان يكون لي شأن او لا أكون. بعد مضي أكثر من عشرة أعوام على الاحتراف، كيف تقوّمين هذه المرحلة من عمرك الفني؟ - طريقي لم تكن سهلة أبداً، فقد برزتُ في عصر "التخمة" الفنية. أسماء كثيرة، وأغان أكثر، وكان من الصعوبة ان يشق المطرب طريقه حتى يرسخ في قلوب الناس، وحتى يكون من القلة التي تستمر. لكني عرفت ماذا أريد منذ البداية فأسست لنفسي أسلوباً فنياً خاصاً، وشخصية تميزني عن سواي. وأظن أني نجحت. من الذي ساعدك على اختيار ذلك الأسلوب؟ - أسلوبي لم يأتِ مفتعلاً، او من فراغ، بل جاء نتيجة تفكير واحساس، فمنذ صغري أحببت أغاني أم كلثوم وفيروز. وكانت تشدني أغاني الطرب أكثر من سواها. لهذا السبب عندما اشتركت في "استديو الفن" وهو برنامج للهواة، العام 1988 وكنت لم أتجاوز 16 عاماً من العمر، اشتركت ضمن "فئة الطرب". ولما طلب مني معد ومخرج البرنامج سيمون أسمر، أن أشترك بأغنية شعبية رفضت، ايماناً مني بأن الطرب أقرب اليّ من ألوان الغناء الأخرى. وعندما قررت الاحتراف كنت حريصة على ألا أقلد أحداً، ووضعت لنفسي أسلوباً خاصاً. كيف تصفين اسلوبك الفني الذي تلتزمينه؟ - أحببت ان أغيّر صورة الفنانة في ذهن الجمهور، بأن أكون عفوية وبسيطة وقريبة من الناس كأني منهم. لهذا كان أول ظهور لي على محطة الLBC ببنطلون وقميص من الجينز، وكان شعري غير مُسرّح، لأني كنت أرفض ان أظهر بتلك الفساتين الكبيرة والاكسسوارات والصبغة البراقة، والشعر المرفوع كأنه جبل. أحببت ان أكسر هذا التقليد وأضفي على نفسي صورة محببة للجمهور. وفعلاً نجحت. وأذكر ان تلك الحلقة من البرنامج كانت من أهم الحلقات. ماذا غنيت يومها؟ - غنيت "قدامك حلين"، و"على الدبكة لاقيني"، و"حياتي عندك"، وسرعان ما دخلت هذه الاغنيات قلوب الناس وقام عليها مستقبلي الفني. هل تحبين الكاميرا؟ - أحبها وأعشقها، ولا أشعر بأنها غريبة عني، بل مثل شخص أنا مغرمة به. أنسى نفسي أمامها، فأغني لها و"أتدلع" عليها، ويمكن ان أغضب منها، وأراضيها، وأضحك معها حسب الأغنية وأجوائها. وهنا أريد ان أميز بين الدلع المفتعل المبالغ فيه والدلال الذي فيه رقة وأناقة وأنوثة. بصراحة أنا أحب ابراز أنوثتي للناس، لكن بشكل محبب ورصين وليس بطريقة "مهروقة" ومتصنعة لأني أحترم نفسي. لماذا لم تؤدي الأغاني التراثية؟ - ببساطة لأن هذا اللون ليس أسلوبي، أنا أحبه وأحب ان أستمع اليه، ولا سيما حين تغنيه نجوى كرم. الا اني لا أشعر بنفسي من خلاله، على رغم أني استطيع ان أغني هذا النوع من الغناء والا ما كان لسيمون أسمر ان يطلب مني ذلك. هل رفضك لأغاني التراث يعزى لأنك ابنة المدينة ولست ابنة القرية اللبنانية؟ - ربما كانت نشأتي هي السبب، غير اني لا أذكر ان كانت هذه الاغاني قد شدتني في الطفولة لتردادها. كنت أحب ان أصغي الى صباح وهي تغني "ساعات ساعات"، أكثر مما لو غنت "أبو الزلف". وأحببت فيروز في أغنية "ضاع شادي"، وما الى ذلك. أستمع لهذا التراث لكني لا أحب ان أغنيه. تبدين حريصة جداً على حضورك او ما يسمى بالLook. ما أهمية ذلك في الغناء؟ - الحضور والترتيب شأن مكمل للفنان، الموهبة والصوت هما الأساس، والشكل والحضور تتمة لهما. الانسان لا يغني بشكله وأناقته بل بصوته، الا ان الطلة مهمة حتى يفرح بها المشاهد. وأنا كامرأة شرقية أحب الترتيب والأناقة ولا تستهويني الموضة "المفرقعة - الصارخة"، وأحب ان أكون نضرة وجميلة في عيون الناس، أقدم اليهم ما ينتظرونه. صار الغناء اليوم تجارة مربحة، تحتاج الى ذكاء. الى اي مدى ساهم معاونوك في رصد تلك السوق؟ - زوجي هو المساعد الأول لي، ومع انه غير موسيقي، الا انه صار ذا خبرة، ويستطيع ان يقرأ "نوتات" الأغنيات، وكيف يختار لي الجديد والمميز من الأغاني، آخذاً بعين الاعتبار العصر وذوق الجمهور، لكن هذا كله يخضع لطريقتي ولأسلوبي في الغناء. ألا تخافين على جمالك وشبابك من الغد؟ - تضحك بعفوية هل تتصورين أني سأبقى في مجال الغناء بعد عشر سنوات؟ لا أتصور ذلك. ربما في حينها سأعمل في مجال آخر، سأكون صاحبة شركة انتاج، او شركة علاقات عامة مثلاً. في اللحظة التي أشعر بأني غير قادرة على العطاء سأتوقف من دون أسف، حتى ولو كان هذا بعد عام، ففي لحظة واحدة يمكن ان أحتجب عن الغناء ولا يعود أحد يعرف عني اي شيء. قمة نجاحك كانت حتى الآن في كاسيت "ماندم عليك"، هل أنتِ مصابة بالخيبة بعد هذا العمل؟ - شريط "ماندم عليك" من الصعب تكراره، فالمبيعات التي حققها خيالية جداً، وقلة من المطربين العرب استطاعوا خلال هذين العامين ان يقتربوا مما حققه هذا الشريط. لست مصابة بالخيبة فأنا واقعية وأعرف أن هناك أشياء من الصعب تكرارها. ما أهمية "الفيديو كليب" في تسويق أغانيك؟ - أنا من أقل المطربات اهتماماً بعمل "فيديو كليب" لأغنياتي، الا اني حريصة على ان يكون "الفيديو كليب" مميزاً وجميلاً، لأن النوعية أهم من الكمية. ماذا أعطتك النجومية؟ - النجومية أعطتني نفسها لتأخذ مني أشياء كثيرة، فمعها صرت مقيدة في أوقاتي وأعمالي، فلا يوجد الوقت الكافي لممارسة هواياتي كالرياضة مثلاً، او القيام ببعض الواجبات التي يجب القيام بها. النجومية سيف ذو حدين لا تقوم لها قائمة الا بعد ان تضنينا وترهقنا، ولكن الأهم من كل هذا ألا ينسى المرء نفسه وحجمه. في النهاية أنا انسانة ذات حظ أوفر من سواي لذا أصابتني الشهرة، فعليّ الحفاظ على تواضعي وانسانيتي ولا أنسى صفاتي الانسانية التي يجب ألا تتبدل مهما حصل. هل لديك عمل جديد؟ - قريباً جداً يطل آخر عمل قمت به وعنوانه "طول عمري". الجديد في هذا الكاسيت انه يضم أغاني متنوعة خليجية، مصرية، لبنانية وبألوان موسيقية متعددة منها السابا البرازيلية، والايقاعات الكلاسيكية والطربية، والطربية الشعبية. كما انتهيت من تصوير أغنية "طول عمري" بطريقة "الفيديو كليب" في البرازيل. وما هي حقيقة الخلاف بينك وبين الفنانة ديانا حداد؟ - لا أحب أن أتكلم في هذا الموضوع الذي تناولته الصحف والمجلات بشكل موسع. أريد أن أضع حداً لهذا التناقل، فلقد رفعت على ديانا حداد وزوجها دعوى الى القضاء بشأن القدح والذم الذي أصابني. وأنتظر حكم القضاء. ما يزعجني هو ان يصير الفن او الفنان لقمة سائغة وسهلة في الأفواه من دون رقيب. فالفنانة ديانا حداد تناولتني بالسوء في احدى المجلات من دون أدنى سبب لهذا الأسلوب التهجمي. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فنان لهجوم فنان آخر. لهذا حتى أحفظ نفسي وحقي لا بد من مرجعية تضع كل متطاول عند حده. اعتقد بأن للنقد شروطه ولغته وأسلوبه وللتهجم ايضاً. والفصل بين هذا وذاك لا يحتاج الى "شطارة"، وحتى صدور الحكم أفضل الصمت المطبق والعمل ليكون القضاء الفيصل. ولهذا اهدي البومي الجديد "طول عمري" الى الجمهور العربي الذي أحتكم اليه في كل شؤوني الفنية. وسأسعى جاهدة الى تقديم الأفضل، غير عابئة بالصعاب، فخطّي بات معروفاً ولن أتزحزح عنه، وبورصة الأغاني والمبيعات هي وحدها التي تحدد نجاح الفنان وفشله