توالت الاحداث في الشيشان على نحو لافت في الآونة الاخيرة، فالاستقرار غائب حتى في المناطق "الهادئة" نسبياً. وبأمر من رئيس الجمهورية المعين احمد قديروف وُزع سلاح شخصي مسدس ماكاروف على 12 رئيساً للمجالس البلدية بعد مسلسل الاغتيالات التي تعرض لها الموظفون الموالون لموسكو. وفي غابة بوبيدينسكويه عثر على جثث سبعة من المدنيين واعتقل 19 عسكرياً متهمين بهذه الجريمة. وفي قرية أليستانجي تعرضت سيارتان لإطلاق النار وقتل فيهما خمسة شيشانيين. وفي منزله في أوروس - مارتان قتل سيد سليم إيداميروف مع زوجته الحامل بعدما استقال من منصب رئيس البلدية. وفي العاصمة غروزني "تنتقل" السلطة ليلاً إلى أيدي المقاتلين الشيشان، فيما تعود إلى القوات الروسية نهاراً. وقد بدأ احصاء السكان الروس فيها تمهيداً لترحيلهم طواعية في ايار - مايو وحده قتل عشرات منهم الا ان عدداً كبيراً من الراغبين في الرحيل يخشون العودة إلى روسيا كما ذكرت صحف موسكو. ويسترعي الاهتمام نبأ عودة ممثلية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى الشيشان بعد انقطاع طويل منذ 1999، وذكر ان 25 شخصاً سيسهرون على حراسة اعضاء البعثة الثلاثة. والمهم ان صحف روسيا مارست حملة اعلامية مكثفة لهذه المناسبة كان محورها ان نائب الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف اعلن في كابول، بالاتفاق مع زعماء حركة طالبان، عن تشكيل "حكومة الجهاد" الجديدة في الشيشان من دون الرئيس أصلان مسخادوف. ويرأس الحكومة شامل باساييف ويقود قواتها القائد خطاب، فيما يتولى ياندرباييف مهام وزير الخارجية بدلاً من الوزير الحالي إلياس أحمدوف. الا ان مسخادوف كذّب نبأ التعديلات مشدداً على ان ذلك مجرد رأي شخصي لياندرباييف الغائب عن الساحة الشيشانية منذ عامين. ولعل اهم حدث في المسلسل الشيشاني هذه الايام هو سقوط او إسقاط طائرتين هجوميتين من طراز سوخوي - 25 في شعاب أرغون في 14 حزيران يونيو. فقد عثر على حطام الطائرتين قرب قرية اوتوم - قلعة على ارتفاع 2600 متر عن سطح البحر. وتضاربت الآراء حول اسباب الحادث، فعزتها القيادة العسكرية الروسية إلى سوء الاحوال الجوية، فيما أكدت القيادة العليا لمجلس الشورى الشيشاني ان المقاتلين اسقطوهما بصواريخ ستينغر. يذكر ان هذه الطائرة تتراوح كلفتها بين 3 و4 ملايين دولار من افضل مقاتلات سلاح الجو الروسي الذي يمتلك حوالي 200 منها. وتبلغ سرعتها القصوى 970 كيلومتراً في الساعة وحمولتها ثمانية اطنان من القنابل ويقودها طيار واحد. وقد غدت سوخوي - 25 إبان الحرب الشيشانية الاولى 1994-1996 الوسيلة الاساسية للتغطية الجوية ودعم القوات البرية. وكان المقاتلون الشيشانيون اسقطوا طائرة واحدة منها آنذاك. وفي الحرب الثانية العام 1999 اسقطوا طائرتين في منطقة تولستوي يورت وثالثة في اوروس - مارتان، واستمر الحال على هذا المنوال حتى بلوغ مجموع خسائر الروس ثماني طائرات. وكانت الطائرتان اقلعتا من مطار موزدوك لقصف قواعد المقاتلين في قطاع جبلي من الحدود الشيشانية الجورجية يمتد مسافة 80 كيلومتراً. ونفى الجنرال أناتولي كورونوكوف قائد القوة الجوية الروسية إمكان إسقاط الطائرتين افاد قبيل الكارثة ان "السحب اندمجت مع الجبال". ويرى كورونوكوف ان اعتماد الملاحين على النفس اكثر من اللزوم وتقصير مركز الادارة والتوجيه الارضي هما السبب الأول للحادث.