بدأ الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني جولة عربية ودولية تشمل سورية والمانيا والسويد والمغرب، جدد خلالها موقف المملكة السعودية الداعم لانتفاضة الاقصى، وانتقد الدعوات الى "وقف العنف" التي تساوي بين الضحية والجلاد، محذراً اسرائيل من الثأر لكل قطرة دم عربية تراق. وجاءت تصريحات الأمير عبد الله المهمة في اطار زيارته الى سورية والمانيا حيث التقى قيادات البلدين في محادثات شملت الوضع في المنطقة وقضايا العالمين العربي والاسلامي اضافة الى التعاون الثنائي. الاحتلال اصل البلاء وقال ولي العهد السعودي ان اسرائيل "تمادت في غيها وعنفها وغطرستها وأخذت الرصاصة الاسرائيلية تغتال الشيخ المسن والمرأة والطفل الرضيع، لكن رحم كل امرأة عربية أبية يحمل في احشائه ثأراً، وكل شهيد عانق الثرى ترك خلفه صرخة مدوية في صدر كل طفل يتطلع الى الاستشهاد". وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قائلاً: "فليفعل شارون ما بدا له، فاليوم قد يكون يومه، وغداً لنا ان شاء الله، فكل قطرة دم عربية سالت على أرضنا المغتصبة لها جزية الدفع عند من اراقها، وليس العرب والمسلمون من يقبلون بغير حقهم كاملاً جزية". وأضاف: "اقول ذلك مذكراً الطرف الاسرائيلي في شخوص متطرفيه وعلى رأسهم شارون بأن معطيات السلام منذ مؤتمر مدريد اخذت تتداعى تباعاً، بعد ان مد العرب جسور الحوار على أمل ان يحمل لهم المستقبل واقعاً تتعايش فيه جميع الاطراف وفق اسس تقوم على احقاق الحق ومبدأ الارض مقابل السلام لكلا الطرفين". ومضى يقول: "نعلم بأن اسرائيل ترى نفسها قوية، وقد يستمر ذلك عشراً او عشرين او خمسين سنة، لكن ديمومة القوة لله جل جلاله، فهل يظن عاقل ان المظلوم سيقبل بظلمه، وهل تقبل امة على وجه الارض تؤمن بالله وبرسله ان تسكت عن حقها او تتنازل عنه؟". وناشد الأمير عبد الله "الحكمة في الولاياتالمتحدة وأوروبا والعالم اجمع ان تتصدى لدورها التاريخي تجاه عملية السلام، للمساهمة بفاعلية في تحقيق السلام العادل والشامل"، مؤكداً ان "الاحتلال الاسرائيلي هو اصل البلاء والاستيطان هو وقود الفتنة وانكار الحقوق والغطرسة الاسرائيلية ورفض السلام العادل الشامل ليس حلاً يمكن الاتكاء عليه". وجاءت تصريحات الأمير عبد الله بعد ايام من الموقف الذي كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز قد اعلنه وأكد فيه ان منطقة الشرق الاوسط "لن تنعم بالأمن والاستقرار اذا لم يستعد الفلسطينيون كامل حقوقهم واذا لم يتمكنوا من اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، ولم تعد الجولان السورية وكل الاراضي العربية المحتلة". وشدد الملك فهد على تقديم المملكة "كل انواع الدعم للفلسطينيين" لافتاً الى مبادرتها خلال قمة القاهرة العربية في العام الماضي لاقامة صندوقي انتفاضة الاقصى ودعم الاقصى بقيمة مليار دولار، موضحاً ان هذا الدعم "واجب يمليه علينا ديننا الحنيف". وكان الأمير عبد الله قد عقد في دمشق ثلاث جولات من المحادثات مع الرئيس بشار الأسد كانت احدها مغلقة، وشملت الأوضاع السائدة في المنطقة وخصوصاً في الاراضي العربية المحتلة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء الممارسات القمعية الاسرائيلية. ونوهت الصحف السورية بتصريحات الأمير عبد الله الذي قالت انه "لا يتردد في المجاهرة بمواقفه القومية الاصيلة وفي صدم العواصم الكبرى حين يتعلق الامر بشرف الأمة وحقوقها وكرامتها". وقال مراقبون في العاصمة السورية ان التطابق الكامل في وجهات نظر الجانبين ازاء الانتفاضة والموقف من اسرائيل لم يحل دون وجود تباين بالنسبة الى مسألة العراق بعدما خطت دمشق خطوات اضافية على طريق تعزيز علاقاتها مع بغداد التي تزود السوريين 150 ألف برميل من النفط يومياً، على رغم قرارها وقف تصدير النفط، في حين ابدت المملكة استعدادها لتعويض النقص في العرض الذي قد ينجم عن القرار العراقي. وفي برلين التي انتقل اليها الأمير عبد الله من دمشق، لقي ولي العهد حفاوة استثنائية حين استقبله المستشار الالماني غيرهارد شرودر، في خروج على البرتوكول، في المطار وليس عند مدخل المستشارية كما هي العادة. وأجرى الأمير عبد الله خلال زيارته لألمانيا التي استغرقت يومين محادثات مع كل من شرودر والرئيس الالماني يوهانس راو حضرها عدد من كبار المسؤولين الألمان، وشملت اضافة الى الوضع في الشرق الاوسط ومساعي السلام، التعاون الاقتصادي بين البلدين لا سيما في مجال الاستثمارات وتسهيل انتقال رؤوس الأموال.