في اي بلد نجد ثلاثة اشخاص من اصل عشرة مصابين بالبدانة؟ هذا البلد ليس الولاياتالمتحدة الاميركية ولا فرنسا ولا المانيا... انما ماليزيا. في الصين 12 في المئة من الذكور و16 في المئة من الاناث يعانون من البدانة. وتقريباً المعطيات نفسها في المكسيك. وفي مصر والكويت تشير التقديرات الى ان البدانة تضرب 35 في المئة من السكان. وفي احصاءات طبية نشرت اخيراً بيّنت ان 55 في المئة من الاميركيين البالغين اي 97 مليوناً يشكون من زيادة في الوزن، منهم 39 مليوناً يعانون من البدانة المفرطة. وفي بلاد العام سام فان ربع الاطفال والمراهقين يعانون من الكيلوغرامات الزائدة، وفي فرنسا فإن 10 في المئة من الاولاد تطالهم السمنة. والبدانة تكلف السلطات الاميركية غالياً اذ تقدر تكاليفها على الخزينة الاميركية بمئة مليار دولار سنوياً نصفها ينفق على العيادات والعلاجات والعمليات والنصف الآخر ناتج عن قلة الانتاج... انتاج البدينين طبعاً. لم تعد البدانة حكراً على بلد معين او طبقة معينة، فهي اصبحت وباء عالمياً يضرب كل الدول، فقيرة كانت ام غنية. وتشير التحريات الى ان اكثر من 150 مليون شخص في العالم يعانون من السمنة المفرطة وتأتي اميركا على رأس قائمة الدول المصابة اذ ان 55 في المئة من البالغين هم سمان. ومهما قيل ويقال عن البدانة فإن الاصابة بها لا تقتصر على تراكم الشحم وتشويه الجسم، بل هي قنبلة موقتة لا تلبث ان تنفجر عاجلاً ام آجلاً. واخطار البدانة كثيرة فهي تحرض على الاصابة بالسكري وتزيد من خطر الاصابة بالامراض القلبية الوعائية وبالتالي خطر الموت. كما ان الكلى والكبد والغدد والرئة والمفاصل لا تسلم من شر البدانة. عدا هذا كله، فالبدانة تشجع على تسهيل الطريق امام استيطان بعض السرطانات اللعينة. وامام استشراء الوباء اي البدانة ارتفعت الاصوات من اجل اتخاذ التدابير اللازمة خصوصاً الوقائية، من اجل قطع الطريق على السمنة ومنعها من تحقيق اهدافها. لكن حتى الآن لا يوجد اي دواء يمنع البدانة نهائياً، وكل المختصين اجمعوا على اهمية ثلاثة عوامل لمحاربة البدانة واجهاض اختلاطاتها، وهي: تغيير نمط الحياة، وتقنين الطعام والرياضة. والمفرح في الامر ان الشركات تهتم عن كثب بالبدانة، وبالطبع فإن اهتمامها ليس نابعاً من حرصها على الناس ولا شفقة عليهم، وانما من اجل جني الارباح الطائلة، فإيجاد دواء ضد السمنة سيجعل اسهم الشركة المصنّعة ترقص طرباً، وبعضهم يراهن على ان الدواء المضاد للسمنة سيجعل زميله "الفياغرا" الحبّة الزرقاء قزماً صغيراً امامه. قبل فترة اعلنت الشركة الفرنسية "جينسيت" انها قامت بنجاح باختبار عقار جديد ضد السمنة لدى الفئران. العقار يعرف باسم "فاموكسين" وقد حقق نتائج ايجابية اذ ادى الى هبوط اوزان الفئران على رغم متابعتها لنظامها الغذائي الغني بالمواد الدهنية، وحسب باحثي الشركة فان الدواء ساهم في انزال الوزن بمعدل 7.5 في المئة خلال 16 يوماً. ماذا عن الانسان؟ لا احد يعرف ما هو التأثير الفعلي لعقار الفاموكسين على البشر، فالتجارب ستبدأ قريباً واذا صحت المعلومات التي حصل عليها العلماء لدى الفئران، فان العقار الجديد سيسمح، اذا سارت الامور على ما يرام، بإضاعة 40 كيلوغراماً من الوزن عند الانسان البدين، من دون اي جهد! قد يقول قائل: هل هذا معقول؟ ونقول فلننتظر. ولكن اذا كنت بديناً فنصيحتي ان تبدأ فوراً بإنزال وزنك لأن الانتظار قد يطول فيصبح الوضع غير محمول... والحمولة الزائدة اي السمنة قد تكون اسرع من العقار. لذلك باشر بإنقاص وزنك فتجني فوائد كثيرة، مثل ابعاد شبح الاصابة بالسكري وتحسين جريان الدم وحماية القلب وانقاص الكوليسترول والوقاية من الاصابة بالشلل وارتفاع ضغط الدم والتهابات المفاصل، اضافة الى تعزيز الثقة بالنفس لمواجهة مشاكل الحياة من دون تذمّر ولا... آهات.