نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اصحاب السمنة المعتدلة يموتون أقل وبعض العلماء مرتبط بالشركات . جديد البدانة : نقد للمبالغة في اضرارها ولتجاهل مخاطر النحالة !
نشر في الحياة يوم 22 - 06 - 2005

الى أي مدى تضر السمنة بصحة الانسان فعلياً؟ هل تتساوى كل انواع السمنة؟ هل مجرد امتلاك بضعة كيلوغرامات من الوزن الزائد يعني ان صاحبها بات في خطر محدق؟ وفي المقابل، هل ان خسارة الوزن لا تحمل مضار ايضاً على صحة الانسان؟ هل الجسد الناحل يمثل النموذج الأوحد للجسم الصحيح؟
تحاول هذه الأسئلة وغيرها تحدي الميل السهل والمتفشي، عن مشكلة الوزن الزائد والسمنة. وكذلك لفت النظر الى ان للسمنة وجوهاً عدة، تتفاوت في مضارها ومنافعها، بالنسبة لصحة الانسان.
كم من الإدانات اليومية، التي تلامس حد الوصمة والتمييز، تكال ضد أصحاب الوزن الزائد. ويصرخ في وجههم، على مدار الساعة، التلفزيون والسينما والصحافة والساسة وغيرهم. يستند الهجوم ضد البدانة الى رأي الأطباء وأبحاث العلماء. ولأن العلم يملك سطوة كبيرة في خيال الناس وأذهانهم، يسهل تحول كلمات الاطباء الى ادانات، معلنة او مضمرة، لاصحاب الوزن الزائد. وتتردد الفاظ مثل"مرض السمنة""ووباء السمنة"وكأنها تعبر عن حقائق مطلقة، مما يزيد من حدة الهجوم على ذوي الوزن الزائد. وفي المقابل، نادراً ما تسمع الأصوات المحذرة من انواع الحمية التي تتداولها الأيدي بكثرة، اضافة الى تلك التي تتحدث عن أهمية الدهن بالنسبة للجسد الانساني.
مغالاة العلماء
في تصوير السمنة خطراً
على عكس ذلك، بات شائعاً القول ان ارتفاع نسبة البدانة، خصوصاً في العالم الغربي، وبشكل تدريجي منذ الثمانينات من القرن الماضي، ترافق مع ارتفاع نسب امراض كالسكري والقلب والشرايين والسرطان وغيرها. واخيراً، نشرت مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف مديسين"الطبية تقريراً يؤكد هذه المخاوف. ويجزم أنّ الارتفاع المضطرد الذي شهده متوسط العمر المتوقع في القرنين الماضيين قد يتوقف قريباً، بسبب انتشار مرض البدانة.
وفي الاتجاه المعاكس تماماً، شرع عدد من الاختصاصيين في لفت النظر الى المغالاة الرائجة، وخصوصاً في وسائل الاعلام، في الحديث عن البدانة. ويظهر هذا الميل، مثلاً، في مجموعة من الكتب الحديثة، وخصوصاً في اميركا، مثل"اسطورة البدانة"The Obesity Myth للكاتب بول كامبس، و"وباء البدانة: العلم والاخلاق والايديولوجيا"The Obesity Epidemic: Science, Morality and Ideology لمايكل غارد وجان رايت، و"البدانة: اختلاق وباء اميركي"Obesity: The Making of an American Epidemic بقلم إريك أوليفر... وغيرها.
ولا ينكر هؤلاء النقّاد، الإحصاءات التي تشير إلى تضاعف اعداد البدناء في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبية كثيرة، منذ العام 1980. ويعترفون بأن البدانة، وبخاصة في أشكالها الحادة، يمكن أن تشكّل أحد العوامل التي تسبّب بعض الأمراض والوفيات المبكرة.
وفي المقابل، يحاول هؤلاء تنبيه الرأي العام الى ان بعض الخبراء يغالي عندما ينذر بأنّ زيادة الوزن والبدانة يسببان أزمات صحية كبيرة . أليس من المغالاة القول ان السمنة أشد فتكاً من الطاعون، كما ورد على لسان احدى خبيرات"مراكز رصد الامراض"في اتلانتا، الذي يعتبر مرجعية علمية، في العام 2003؟
وفي كتابه المذكور، يلفت اوليفر، خبير سياسي في جامعة شيكاغو، الى وجود ما يشبه العمل السياسي في الميدان الطبي، بخصوص البدانة. ويشير الى ان مجموعة صغيرة نسبياً من العلماء والأطباء، تموّل عدداً منهم بشكل مباشر شركات صنع الأدوية التي تساعد على خسارة الوزن، أوجدت تحديداً اعتباطيّاً وغير علميّ للوزن الزائد والبدانة. والواقع أنّهم بالغوا في الادّعاءات وشوّهوا الإحصاءات المتعلّقة بنتائج زيادة الوزن. وكذلك تجاهلوا ان الوقائع الصحية عن السمنة شديدة التعقيد.
وفي مؤلفه، يعتبر كامبوس، أستاذ حقوق في جامعة كولورادو، ان هذه الوقائع عن السمنة بعيدة عن الصورة المبسطة الرائجة راهناً. كما يفيد بأن الجينات والعناصر الوراثية تلعب دوراً مهماً فيها.
ويشدد على عدم وجود طرق آمنة وعمليّة تسمح بخسارة أكثر من 5 في المئة من وزن الجسم على المدى الطويل. ويخلص الى القول ان السلطات الصحية تنصح الناس بالمحافظة على كتلة جسمهم ضمن نطاق"الوزن الصحي". وتتجاهل أنه يستحيل على كثيرين منهم ان يصلوا الى ذلك الوزن، واقل منهم من يستطيع المحافظة عليه على المدى الطويل.
ويشدد كامبوس وأوليفر، كالكثير سواهما، من ان المبالغة بمخاطر الدهون المفرطة على الصحة، والتباهي غير المستند الى الوقائع العلمية بفعالية وسائل خسارة الوزن، يعزّزان عن غير قصد الشعور بوصمة العار لدى البدناء. ويؤدي الأمر الى الاندفاع وراء انواع عدة من الحميات الغذائية، بعضها غير متوازن صحياً، وربما تسبّب زيادة الوزن أحياناً.
ماذا عن مخاطر النحالة؟
للوهلة الأولى، يمكن أن تُعتبر هذه الحجج المعارضة غير نافعة. ويمكن القول ايضاً ان من يطّلع بجدّية على الكتابات الطبّية، ويعتبر أنّ البدانة ليست بمشكلة، لا بدّ أن يكون من كوكب آخر.
ومثلاً، أصدرت وزارتا الصحّة والزراعة الأميركيتان اخيراً، تقريراً اشار الى ان"ارتفاع نسب زيادة الوزن والبدانة بين الناس يشكل موضع قلق كبير على الصحّة العامة، لأنّ الدهون المفرطة في الجسم تؤدّي إلى خطر كبير بالموت المبكر، وداء السكري من النوع-2، وزيادة ضغط الدم، وزيادة في معدلات الكولستيرول، وأمراض القلب والشرايين والذبحة القلبية والمرارة، وقصور في الجهاز التنفسي وداء المفاصل، وبعض أنواع السرطان".
ويرى كامبوس أنّ"هذه النتائج الصحيّة عن زيادة الوزن مبالغ فيها، وغالبيتها مؤلّفة، بكلّ بساطة".
الا يمكن التفكير ان ما هو اقرب الى الحقيقة قد يكون في مكان وسط بين اراء متعاكسة بشدة؟ يشير أوليفر مثلاً إلى ظهور تحليل جديد لمجموعة من الاحصاءات الاساسية عن البدانة، التي اعتمدت اميركياً منذ السبعينات وطوّرت في التسعينات، يبيّن أنّ زيادة الوفيات بين الأشخاص ذوي البدانة المعتدلة، صغيرة جداً لا بل غير ملحوظة، مقارنة مع فئة"الوزن الصحي". وأشارت تلك الإحصاءات، إلى أنّ البالغين الأميركيين الذين ينتمون إلى فئة زيادة الوزن، وليس السمنة المفرطة، يواجهون خطراً بالموت المبكر أقلّ من ذوي الأوزان الصحية! ويشير كامبوس إلى أنّ"معظم الأميركيين ذوي الوزن الزائد ينتمون إلى هذه الفئة".
ثمة أمور غير شائعة، لكنها قد تكون مدهشة. ومثلاً، تشير كاترين فليغال، عالمة بحوث في"مراكز رصد الامراض"في اتلانتا، الى إنّ النحالة، حتى وإن اقتصرت على شريحة ضئيلة من الناس، ترتبط فعلياً بزيادة في عدد الوفيات، تتعدى تلك التي تسببها البدانة".
وقد قادت فليغال بحوثاً معمّقة في تلك المراكز، عن المشاكل المرتبطة بالبدانة. وتتعارض نتائجها مع دراسات عدة ربطت سابقاً البدانة مع التسبب بوفاة أكثر من 300 ألف شخص في الولايات المتحدة سنوياً. وتثير فليغال الشكوك بأنّ النتائج السابقة لم تكن سوى حصيلة أخطاء في الإحصاءات، وادعاءات بالية، ومقاييس قديمة.
وعندما حلّلت فليغال مع زملائها الإحصاءات الحديثة التي جمعت بين عامي 1988 و 1994، وقارنتها مع قياس الوفيات، لم يظهر ان البدانة، حتى المتقدّمة منها، تمثل خطراً على الصحة يؤدي إلى الموت!
وفي السياق نفسه، فان التحذير الشائع من أن البدانة تنقص العمر بمعدل سنتين إلى خمس سنوات، يكفي القول انه لا يوجد أيّ تحليل إحصائيّ يدعمه.
ومن الواضح أن مثل هذه التحذيرات مبنيّة على مجموعة من الافتراضات الملائمة، ولكن المغلوطة. فقد قارنت بعض الابحاث مستوى الاوزان راهناً في بلد مثل الولايات المتحدة، مع وضع"مثالي"لبلد يتمتع كل سكانه بأوزان مثالية، بحيث لا تسبب النحالة بأي اضرار اخرى. واوصلتهم هذه الافتراضات للقول إن البدانة تنقص من معدل الاعمار عموماً.
وفي حسابها لمعدّلات الوفيّات المنسوبة إلى البدانة، لجأت بعض الدراسات إلى معلومات قديمة، بدل استخدام المعدّلات الجديدة التي تظهر التقدّم الكبير الملحوظ في علاج أمراض القلب والشرايين والسكّري، كما فعلت فليغال. وافترضوا أنّ أسباب الوفيات القديمة ما زالت ثابتة، بل أنّ التقدّم المستقبليّ للطبّ لن يؤثّر بأيّ شكل من الأشكال في خطورة البدانة على الصحّة.
ولم تحاول تلك الابحاث، في ظلّ افتراضاتها الكثيرة، تحديد ما إذا كان عدد السنوات الضائعة موجوداً أصلاً. ولذا، لم يتردد أحد الاختصاصيين الذين شاركوا في احدى تلك الابحاث، في الادلاء بمقابلات تلفزيونية وصحافية، قارن فيها مخاطر البدانة ب"تسونامي هائل".
ويرى كثير من النقّاد ان مثل تلك الأبحاث تشكل أمثلة فاضحة عن التحامل على البدانة، الذي بات منتشراً في المجتمع العلمي. ومثلاً، روج بعض الأطباء لاعتقاد مفاده أنّ زيادة قياس الخصر يمثل كارثة وشيكة. وفي المقابل، فقد افادهم هذا التضخيم للأمور في الحصول على المزيد من التمويل لبحوثهم.
ويشير أوليفر الى ان"مراكز رصد الامراض"، زادت تمويل الأبحاث المتعلّقة بالبدانة بنسبة 10 في المئة سنة 2005، فبلغ440 مليون دولار أميركي. ويضيف ان الشركات التي تساعد على خسارة الوزن، بالإضافة إلى جرّاحي التجميل، يجنون أموالاً كثيرة من المبالغة علمياً في مخاطر البدانة.
ويخلص الى القول إن الحرب على السمنة تتمحور، عند البعض، على ايجاد سبل للثراء. ويشير بذلك إلى الدعم المادّي الذي يتلقّاه العديد من الباحثين في موضوع البدانة من صناعتي الأدوية والحميات. وفي مطلع السنة الجارية، اوردت الصحف الاميركية مجموعة من الفضائح المالية في هذا المضمار.
تلك الأمراض البغيضة...
في العادة، لا تعطي الدراسات لمعدل الوفيات أكثر من صورة ناقصة عن العواقب الصحية للبدانة المفرطة. ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب. فباحتسابها عدد الوفيات المنسوبة إلى البدانة، تتجاهل تلك الدراسات أنّ تنوّع أحجام الأجسام البشرية أمر طبيعيّ، وأنّ كلّ شعب يضمّ بعض الأشخاص البدينين. فمفهوم"المرض"يشير إلى زيادة مفاجئة للبدانة، وليس إلى مجرّد وجودها. ويستند حساب خطر الموت بهذا المرض الى عدد الأشخاص كانت اوزانهم تفوق المعدل الوسط، عند وفاتهم.
ثانياً، تستخدم الدراسات"مؤشر كتلة الجسم" Body Mass Index، واختصاراً BMI، كمقياس للدهون في الجسد، مع انه ليس كذلك. والحال انه يعبر عن الناتج من قسمة وزن الجسم على طوله، مما يُدخل عناصر كثيرة، غير الدهون، في الحساب. ثالثاً، على رغم اهمية معدّل الوفيّات، فإنه ليس العنصر الوحيد المهم. فالمرض والحياة الجيدة مهمة أيضاً.
يوافق الجميع على أنّ البدانة المفرطة تزيد بشكل كبير خطورة الإصابة بأمراض عدة. غير أنّ هذا النوع من البدانة، حيث يفوق مؤشر كتلة الجسم ال40، يصيب شخصاً من أصل 12 ممن يعتبرون بدناء!
وفي المقابل، يطرح البعض إمكان أن يكون ارتفاع معدّلات الوزن الزائد، أي البدانة القليلة والمعتدلة، يزيد من معدلات أمراض القلب والسرطان والسكّري.
في حال أمراض القلب، يبدو أنّ الإجابة ستكون سلبية، بحسب الاحصاءات الحديثة في الولايات المتحدة على الاقل!
بالإضافة إلى دراسة فليغال الآنفة الذكر، صدرت دراسة أخرى للاختصاصي الاميركي ادوارد غريغ، الذي يعمل ايضاً في"مراكز رصد الامراض"في اتلانتا. ووجدت ان معدل الاصابة بمرض الارتفاع في ضغط الدمّ ، مالت الى الانخفاض بنسبة النصف تقريباً في الولايات المتّحدة الأميركية بين عامي 1960 و2000. واتّخذت نسبة الكولسترول العالية المنحى ذاته. وقد انخفض كلاهما لدى اصحاب الوزن الزائد والبدناء بسرعة أكبر منها لدى ذوي الوزن"العادي". وفي المقابل، فإنّ عدد البدناء الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم ما زال ضعف عدد ذوي الوزن الطبيعي، مما يشير الى الطبيعة المعقدة لأمور الصحة عند الانسان.
وفي سنة 2001 نشرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية، على مدى 10 سنوات شملت 140 ألف شخص من 38 مدينة تقع في أربع قارات. وقد سجّل الباحثون، وعلى رأسهم آلن إفانز من جامعة كوينز في"بلفاست"، ارتفاعاً كبيراً لدليل كتلة الجسم مقابل انخفاض موازٍ لارتفاع ضغط الدم ومعدّل الكولسترول العالي. وقد خلص البحث الى القول إنه"يصعب التوفيق بين هذه الوقائع المتنافرة".
ويقترح غريغ أنّ السبب قد يعود إلى تشخيص أفضل لمرضي زيادة معدّل الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، وكذلك تحسن طرق علاجهما. وأضاف أنّ السبب قد يعود إلى كون البدناء يقومون بتمارين رياضية أكثر من قبل. ويُعتقد بأنّ التمارين الرياضية المستمرة تقي بفعالية من أمراض القلب.
ليس بالبدانة وحدها تحدث الامراض!
بالنسبة لتفسير تلك الأرقام، ينظر أوليفر وكامبوس في احتمال آخر. ويعتقدان أنّ البدانة تشكّل جزئياً، أو حتى حصرياً، عنصراً مرئياً من العناصر الأكثر أهمية والأصعب للتحديد. وتشكّل الحمية واللياقة البدنية ومستويات الضغط والمدخول المالي وتاريخ العائلة وموضع الدهون داخل الجسم، مجرد عدد بسيط من مجموعة تبلغ نحو 100 عنصر تحمل خطر التسبب بأمراض القلب والشرايين، مذكورة في الكتابات الطبية. وغالبا ما تجهل الدراسات التطبيقية، التي تعزو البدانة إلى أمراض القلب، تلك العناصر كلّها تقريباً. وقد كتب أوليفر" بالمعايير التي نلوم بها البدانة عند الإصابة بمرض في القلب، يمكننا أن نتّهم كذلك الملابس الوسخة أو الأسنان الصفراء أو رائحة الفم الكريهة بالتسبّب بسرطان الرئة بدل التدخين".
أما بالنسبة إلى السرطان، فقد وجدت دراسة نشرت في العام سنة 2003 ، عن بحث استمر 16 سنة وشمل 900 ألف بالغ أميركيّ، ان الزيادة في معدّل الوفيات بين اصحاب الوزن الزائد، قد تأتي من شتى أنواع الأورام السرطانية. والمعلوم ان الأمراض السرطانية المرتبطة فعلياً بالبدانة نادرة حقاً. وسجّل التقرير زيادة بسيطة في خطر الإصابة بسرطان القولون أو سرطان الثدي في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث لدى النساء اللواتي يملكن كتلة جسم مرتفعة، بينما سجّل خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان البروستاتة تقدّماً ملحوظاً لدى الرجال ذوي الوزن الزائد أو البدينين. غير أنّ زيادة الوزن أو البدانة منحت الرجال والنساء معاً حماية ملحوظة من سرطان الرئة الذي يشكّل الورم الخبيث الأكثر خطورة.
شراك البدانة واحابيلها
يبدو أنّ الخطر الأكبر للبدانة يتمثل في داء السكري من النوع-2. فقد وجد الأطبّاء صلات بيولوجية بين الدهون وزيادة معدل السكر في الدم الذي يحدّد هذا المرض. وتقدّر"مراكز رصد الامراض"أنّ 55 في المئة من الراشدين المصابين بداء السكري يعانون البدانة.
وفي المقابل، أثبت تحليل أجرته"مراكز رصد الأمراض"في العام 2003 أن"انتشار داء السكري لم يسجّل ارتفاعاً ملحوظاً خلال التسعينات، على رغم من الارتفاع الحاد لنسب البدانة في الفترة عينها.
ويكرّر بحث غريغ واقعة معروفة تفيد بأنه مقابل كلّ خمسة راشدين مصابين بداء السكري، يوجد ثلاثة آخرون لم يتمّ تشخيص ذلك المرض لديهم.
وفي العام 2001 صدر بحث علمي فرنسي اكد حدوث اخطاء في طرق تشخيص مرض السكري، عند اجراء مسوحات اجتماعية موسعة.
ويشير كامبوس الى أنّ الدليل القصصي غالباً ما يغشّ. ويورد أنّ الباحثين في مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها فحصوا 2867 مراهقاً في دراسة بين عامي 1988 و1994، ولم يجدوا إلا مراهقين مصابين بداء السكري من النوع 2. ركّزت دراسة أخرى أجريت في إيطاليا سنة 2003 على 710 صبياًّ وفتاة"بدينين للغاية"تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة. كان وزن هؤلاء الأطفال أثقل من الثقيل، وأكثر من نصف العدد يملك تاريخاً عائلياً مع المرض، ويحمل بالتالي عنصر الوراثة. ولم يجدوا سوى مراهق واحد من أصل 710، مصاباً بالداء.
ويشير كامبوس الى إنّه" قد يكون داء السكري من النوع-2 ينجم من البدانة، او ربما العكس، وقد يكون عامل ثالث مسبباً داء السكري من النوع 2 والبدانة في آنٍ معاً". ويقدّر أن يكون السبب مزيجاً معقداً من هذه العناصر جميعها.
وفي السياق نفسه، يشدد على"إنّنا لا نعرف ماذا يحدث عندما نجعل شخصاً بديناً يخسر الوزن... فهذا ليس نوعاً من التبصّر...ليس هناك طريقة معروفة للتوصل لذلك". ويشير علي مقداد، رئيس فرع مراقبة السلوكية في"مراكز رصد الأمراض"في بيروت، إلى أنّ"حوالى 75 في المئة من البالغين الأميركيين يحاولون خسارة الوزن أو المحافظة عليه منخفضاً". وقدّر تقرير صدر في شتاء العام الجاري، عن شركة"ماركت داتا انتربرايز"ان 71 مليون أميركي اتبعوا حمية سنة 2001، وأنّ الولايات المتحدة أنفقت حوالى 46 بليون دولار على منتجات وخدمات خسارة الوزن.
بقي اتّباع الحمية رائجاً لسنوات عدة، وازداد عدد الجراحات من 36700 سنة 2000 إلى حوالى 140 ألفاً سنة 2004، بحسب التقرير نفسه. وعلى رغم ذلك، لم تثبت الدراسات سوى استفادة 6 في المئة من البدناء من الحميات والجراحات المختلفة.
القسم العلمي- بالتعاون مع مركز الترجمة في دار"الحياة"
لنتحدث عن السمنة...بصراحة!
في الاعياد والمناسبات، نميل الى التهام
المزيد من المأكولات التي تزيد في اوزاننا. ويجدر ان نتنبه لما نأكله
ايضاً على مدار السنة.
مقدار واحد سعرات حرارية
عصير فواكه مركز 200
ديك حبش 300
حشوة 80
لفيفة لحم 100
اصبع نقانق 60
بطاطا مطبوخة 3 حبات 250
جبنة البيتزا 12
جزر مقلي بالزبدة 140
صلصة كرانبري 50
صلصة عادية 50
فاكهة غرافي 30
شرحة من البودينغ 250
كريم 120
فطيرة فاكهة 150
زبدة براندي 150
كحول
شيري 75
كوب نبيذ ابيض 100
كأس من الشمبانيا 100
قدح من البورت 75
مجموع الكالوري 2835
معلومات عن حرق السعرات.
فيما يلي معلومات اساسية عن حرق نحو 3 الاف سعرة حرارية.
الوقت اللازم
جرف الثلج 3 ساعات
تزلج 5 ساعات و20 دقيقة
كرة القدم 5 ساعات و40 دقيقة
الرقص 7 ساعات و40 دقيقة
ممارسة الحب 10 ساعات ونصف
التسوق 18 ساعة و50 دقيقة
اذا لم تستطع مقاومة اغواء الطعام الطيب، فبامكانك اللجوء الى:
1- اكل الجوافة
بدل الشيكولاتة
2- اكل الخضار النيئة بدل المكسرات.
3- لا تأكل فور احساسك بالحجة للاكل. فلربما تبين انك لست جائعا.
4 - الاقلال من اكل البطاطا المقلية. ويمكن الاستعاضة عنها بالجزر المسلوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.