بحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس مجلس النواب غينادي سيليزنيوف موضوع النفط واشكال التعاون في اطار الجهود الدولية الرامية الى انجاح عملية مكافحة الارهاب في افغانستان وآفاق تجاوز المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية وسبل تسوية الوضع في العراق بالطرق السياسية. وفي ما يخص الملف العراقي صرح سيليزنيوف ان روسيا "ستبذل قصارى جهدها لمنع استهداف العراق، ولرفع العقوبات عنه بالكامل". وناقش الوفد المرافق لأمير قطر جملة اتفاقيات سيصار الى صوغها وتوقيعها في العام الجديد بينها اتفاق لحماية الاستثمارات وآخر للتعاون القضائي واتفاقية الغرف التجارية والصناعية في البلدين. وفي سياق مهم آخر كتب محللون نفطيون روس ان دول أوبك "أرغمت روسيا على دخول لعبة مزدوجة"، وشددوا على ان الشيخ حمد لا بد ان يكون قد اهتم بتفاصيل موقف روسيا في شأن استخراج النفط وتصديره في العام 2002 بهدف اطلاع "أوبك". وكانت قطر حتى الآونة الاخيرة من اشد منتقدي الممارسات الروسية في سوق النفط العالمية، وقد هدد وزير نفطها عبد الله بن حمد العطية بان "أوبك" ستخفض سعر النفط الى 10 دولارات للبرميل اذا امتنعت روسيا عن تقليص صادراتها. وبعد تفكير عميق رضخت موسكو لطلب "أوبك" وقررت خفض انتاجها بمقدار 150 الف برميل يومياً، الا ان كميات النفط التي تنوي روسيا تصديرها في الاشهر الثلاثة الاولى من 2002 ظلت غير معروفة. وافترض المحللون ان المسألة الاخيرة مفصلية في محادثات الشيخ حمد مع بوتين، ذلك ان تقليص الاستخراج لا يعني بالضرورة تقليص التصدير بالقدر نفسه، وهذا ما يقلق "أوبك" الراغبة في تحديد اسعار جديدة تراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل، كما انه يقلق الشركات النفطية الروسية التي تدرك ان رغبة موسكو في ارضاء "اوبك" من خلال اللعبة المزدوجة ستحمل هذه الشركات على اغراق السوق الداخلية الروسية مما يؤدي الى تضاؤل الارباح.