بعيداً عن دعاوى الاحتكار القابعة حالياً على رفوف الانتظار في المحاكم الأميركية الفيديرالية، اطلق العملاق الأميركي ميكروسوفت تحفته المعلوماتية Windows XP، وهو نظام متعدد الوظائف، يتخذ من الجمهور الواسع والشركات والمؤسسات هدفاً تسويقياً عن طريق المزاوجة بين استخدامات الانترنت والتسالي الرقمية. اما بلغة الأرقام فقد احتاج تطوير هذا النظام منذ العام 1998 الى جهود 3500 مهندس وخبير في المعلوماتية وستة ملايين سطر لتطوير البرمجة اللازمة للكتابة على Windows XP وعشرة آلاف تجربة أولية على آلية التسريع، في حين بلغت موازنة الترويج والتسويق حوالي مليار دولار انفق 80 مليون دولار منها في الولاياتالمتحدة وحدها. يقدم نظام الاستخدام Windows XP الجديد مجموعة واسعة من الأدوات الرقمية أكثر تنوعاً وأماناً من حيث امكانية التشغيل مقارنة بنظامي Windows 98 وMc شائعي الاستعمال والرواج. واذا كان هذا النظام يتشابه الى حد ما مع Windows 2000 فإنه يبزه قوة بسبب قدرته على تشغيل أكثر من برنامج في الوقت نفسه من دون حدوث أي عطل أو توقف مفاجئ في جهاز الكومبيوتر الشخصي P.C، لأن نظام Windows XP يقوم في حال حدوث أي عطل أو خطأ بإقفال البرنامج الذي يعاني من العطل، لذلك يواصل بقية النظام عمله من دون الحاجة الى العودة للأزرار Ctrl, Alt, Del كما هو الحال في برنامج Windows98 حيث تحتاج هذه العملية الى عدة دقائق على الأقل. لقد ركزت مجموعة ميكروسوفت جهودها في هذا النظام الجديد على تغيير اللون والخطوط والتوزيع، اذ بمجرد تشغيل جهاز الكومبيوتر يظهر على الشاشة الترتيب الآتي: الوثائق، الصور، الموسيقى، الرسائل، ويستطيع المستخدم ان يلغي ظهور الرسائل إذا شاء بمجرد الضغط على زر بسيط لأن نظام الرسائل اذا شاء بمجرد الضغط على زر بسيط لأن نظام الرسائل مدمج في التركيبة العامة لWindows XP. وإذا كان بحوزة المستهلك كاميرا انترنت أو مايكروفون فباستطاعته التحدث مع الآخرين كما يحصل تماماً بواسطة الهاتف، أو عقد اجتماعات عن بعد. كما باستطاعة المستهلك أيضاً أن يرسل نصوصاً مرفقة بالصور والموسيقى في آن معاً. وعلى صعيد الموسيقى يستطيع ناسخ الاسطوانات المدمجة تحويل الأغاني الى جهاز موسيقى نقال ووصله بجهاز راديو أو بشبكة الانترنت، كما يوفر هذا النظام امكانية القيام بعملية مونتاج لأشرطة الفيديو أو الصور الرقمية، ويسمح لمستخدميه في المنزل أو في المكتب ان يتمتع كل فرد من العاملين على الجهاز نفسه برقم سري مما يحول دون اطلاع الآخرين على وثائقه الشخصية. وتعتبر هذه العملية غاية في السهولة اذ يظهر لدى تشغيل جهاز الكومبيوتر ايقونات عدة بعدد مستخدمي هذا الجهاز وبمجرد الضغط على الايقونة التي تحمل اسم الشخص يقوم بضرب رقمه السري للوصول الى وثائقه. لقد اثبت تسويق Windows XP في الموعد المحدد أن ميكروسوفت مصر على مواصلة مشواره "الثوري" في مجال المعلوماتية، وقد لاقى، خلافاً للمرات السابقة، ترحيب الوسط المهني، حيث يعول مصنعو اجهزة الكومبيوتر على هذا النظام لكسر طوق الكساد الذي ضرب هذا القطاع على مدى شهور طويلة ويأملون في اقبال الناس على شراء اجهزة أكثر فاعلية وقوة تواكب البرنامج الجديد وتلائمه، وذلك تيمناً بما حدث لدى تسويق Windows95 وWindows98 وWindows2000. غير أن خبراء الأسواق يرون أن هذه الظواهر لن تتكرر بالوتيرة نفسها لأن معظم المنازل بات مجهزاً بأجهزة كومبيوتر وأنظمة تكفي لسد احتياجات الأسرة المتمثلة غالباً بالبريد الالكتروني والاتصال بالانترنت والطباعة.