منذ فترة ومقالاتك في "الوسط" تثير الشجون في نفسي، ولأنني "مريض سابق" بالإيديولوجيا وقد "طَقّتْ" مرارتي منها ومن رموزها بعد ان رعيتُ سنوات في مراعيها، ولهذا تجدينني حساساً تجاه التعابير التي تحمل أريج الايديولوجيا وبعض تعابيرك تحمل ذلك الأريج وتوحي به. ففي مقالتك في "الوسط" العدد 494 كنت تحللين باتزان أزمة المؤسسة العامة للسينما في سورية فذكرت هذه الجملة الشعاراتية - استمحك العذر - مستنكرة تجيير الذاكرة الجمعية التي هي رصيد المجتمع الى رصيد مباشر لمصلحة رأس المال.... سيدتي: خلال محاكم التطهير الستالينية في ثلاثينات القرن العشرين والتي فاقت جنوناً ووحشية محاكم التفتيش القروسطية، تم حصد وقتل عشرات الملايين من الناس لأن ذاكرتهم الفردية أبت ان تُجيّر الى حد الاندماج في الذاكرة الجماعية! مع الإشارة الى أنه في تلك الحقبة السوداء من تاريخ البشرية وتحت التماثيل الضخمة للثالوث الشيوعي ماركس، انغلز، لينين والرباعي الطارئ ستالين، كثيراً ما كانت تكتب بالأحرف العملاقة: "الإنسان هو أكبر رأسمال"! وهو كان في الواقع أرخص بكثير من حبر توقيع العم ستالين وهو يسوق الملايين للاعدام أو الى معسكرات الاعتقال الرهيبة للعمل في اشغال هي اكثر من شاقة في سيبيريا حيث الموت أرحم. لكن كل هذا لا يعني ان العولمة والأمركة وضبابية المفاهيم وجنون رأس المال وأنيابه ومخالبه حالة أفضل. ختاماً أعذريني فأنا لا أتهم مقالتك، ولكنك أثرت فيّ جني الأدلجة وكنتُ قد قلت مقدماً بأنني مريض سابق بالإيديولوجيا وها هي احدى مراراتها قد خطت اليك هذه الرسالة. كورين أورتشانيان حلب - سورية