ارتفعت حرارة الموقف في ايران، فور انتهاء عطلة رأس السنة الايرانية الى درجة تنذر بالخطر وتؤشر الى ان الاحداث التي تجري ليست سوى سلسلة من التفجيرات هدفها ليس فقط ارباك الرئيس محمد خاتمي، واشغاله بمعارك جانبية، وانما محاولة تطويقه واخضاعه لشروط تلغي حركته الاصلاحية وتشطب فوز الاصلاحيين في الانتخابات وتفتح الابواب امام عاصفة تضع ايران كلها في قلب الاخطار. وبعد محاولة اغتيال سعيد حجاريان قبل عيد النوروز، تحولت مسألة القبض على المجموعة التي نفّذت العملية الى حلقة من هجوم على الاصلاحيين، الى درجة ان المحافظين يريدون اقناع الايرانيين بأن محاولة الاغتيال هي مجرد تصفية حساب داخل "جبهة اخرداد". وضمن هذا المسلسل الذي يرى المطلعون في ايران، انه هجوم وقائي من المحافظين يهدف في حدّه الادنى الى تطويق اي نشاط اصلاحي لمجلس الشورى، في حين يصل سقفه الى الانقلاب على الجمهورية الخاتمية جرت وقائع كثيرة منها الآتي: - سجن ما شاء الله شمس الواعظين المعروف باسم محمود شمس بعد تأكيد الحكم عليه لفترة ثلاث سنوات. ومن المعروف ان شمس الواعظين هو ابرز الصحافيين الايرانيين، الذين وضعوا اسس النهضة الصحافية اليومية مع صدور صحيفة "نشاط" التي اقفلتها السلطات مرات عدة فعمد صاحبها الى اعادة اصدارها كل مرة باسم مختلف. تحويل حجة الاسلام علي اكبر محتشمي الى محكمة رجال الدين بتهمة التشهير في صحيفة "بيان". وضع كل القوى الامنية، في مشروع قانون وافق عليه مجلس الشورى المنتهية مدته، خارج سلطة مجلس الشورى المقبل بحجة تبعيتها لقرار المرشد علي خامنئي. الغاء انتخاب ستة نواب من الاصلاحيين. تحويل محمد رضا خاتمي رئيس حزب المشاركة الى المحاكمة بتهمة التشهير. سحب المجموعة التي حاولت اغتيال حجاريان من وزارة الامن ووضعها تحت سلطة القضاء. على صعيد آخر اعتبر آية الله حسين علي منتظري ان "احدى السمات غير القانونية للانظمة البائدة والطاغوتية هي تشكيل مجاميع الضغط والارهاب ضد المطالب الشعبية الحقة من كبت اي صوت يطالب بهذه الحقوق. واعتبر دعم اي مسؤول ايراني لهذه "المجاميع" خيانة عظمى بحق الاسلام والدولة والشعب وعلماء الدين. حتى الآن ما زال الرئيس محمد خاتمي يعتمد سياسة احترام القوانين حتى ولو جرى استغلال موقفه ضد جبهته. وهو في هذا يعمل ببطء على فرض التغيير، والخطوة الاولى ستكون في تعديل وزاري يطول وزارة الخارجية والوزارات التي تشرف على الاقتصاد كذلك من بين هذه الخطوات الاصلاحية البطيئة السماح بفتح بنوك خاصة وفتح سوق الصرف للدولار بنسبة خمسة آلاف دولار للفرد الواحد. لكن امام هذا الهجوم الوقائي للمحافظين هل يمكن لخاتمي الاستمرار في هدوئه، علماً ان المحافظين "سرقوا" نهجه في القضم والهضم؟ فكيف سيردّون وأين؟