غالباً ما نسمع في النشرات الاخبارية ان اطفائياً أنقذ العشرات من ضحايا الحريق قبل ان يقضي "شهيد" الواجب. واذا أضفنا الحرائق الى الزلازل، نجد ان اليابان بشكل عام، وطوكيو بوجه خاص، معنية اكثر من غيرها بإيجاد البدائل المؤللة في عمليات الانقاذ والاطفاء، حيث يعيش سكان طوكيو البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة يومياً تحت تهديدات الهزات الأرضية والزلازل. وانطلاقاً من حرصها على حياة 18 ألف عامل فيها كلفت مديرية الاطفاء في طوكيو فريقاً من الباحثين لابتكار دبابة انقاذ مهمتها انتشال الضحايا المغمى عليهم في الاماكن الصعبة والخطرة. وقد جاءت النتيجة بحجم الآمال المعقود عليها والأموال الطائلة التي صرفت، وتمثلت بدبابة تزن 4 أطنان تقريباً، وتتراوح سرعتها بين 2.5 و4.15 كيلومتر في الساعة، تعمل على المازوت ومزودة بذراعين متحركتين ترفع الواحدة منها 90 كيلوغراماً ومجهزة بثلاث كاميرات ليلية خارقة للدخان وبخزان للاوكسجين وبأجهزة "ميكروفون" واخرى للالتقاط تعمل بالأشعة تحت الحمراء إضافة الى رادار مضاد للصدمات. تعمل دبابة الانقاذ المصفحة انطلاقاً من غرفة قيادة خاصة تحملها شاحنة موجودة على بعد مئة متر بفضل كاميرات الفيديو التي تحدد موقع الشخص المغمى عليه. وبعد انتشاله بواسطة الذراع الميكانيكية، يتم وضعه في غرفة صغيرة موجودة داخل الدبابة ومخصصة للاسعافات الأولية ليتلقى الاوكسجين بشكل آلي تماماً كما يحدث في الطائرات. كما كلفت دائرة الاطفاء في طوكيو الخبراء بتطوير عدد من نماذج "الروبوت" تختص بميادين اخرى، منها "روبوت" استطلاع أرضي، قد يقدم مستقبلاً خدمات جليلة في حقل نزع الألغام، و"روبوت" آخر لسبر أعماق البحار، اضافة الى زورق للاطفاء يعمل بنظام التحكم عن بعد. وفي بريطانيا قام مهندس في دائرة الاطفاء بوضع اللمسات الأخيرة على "روبوت" سماه جاسوس الحرائق Fire Spy مهمته ابعاد المواد سريعة الاشتعال في موقع نشوب الحريق. الروبوت عبارة عن جهاز يعمل بنظام التحكم عن بعد مزود بمجرفة تعادل قوتها قوة 15 رجلاً وتقوم ايضاً بضخ السوائل المخمدة للحريق. وفي جامعة بنسبورغ، في الولاياتالمتحدة، طور الباحثون "روبوت" في مجال الانقاذ سمّوه الحية، يستطيع التسلل الى تحت أنقاض المباني المهدمة مهما صغرت مساحتها، لكشف الأشخاص المحاصرين تحت الردم. يعمل هذا الروبوت حالياً انطلاقاً من قاعدة ثابتة. لكن مدير المشروع البروفسور هووي شوست يأمل ان يصبح متحركاً في المستقبل القريب، بحيث يتمكن من صعود الدرج باستقلالية، بفضل الكاميرا الموجهة التي تم التوصل الى تطويرها بالاشتراك مع جامعة كولومبيا، وذلك بغية التعرف على وجود الجرحى أو الضحايا في الأماكن الضيقة والصعبة التي لا يستطيع رجال الانقاذ الوصول اليها بسبب ضخامة حجمهم ولتجنيب الكلاب مخاطر تصدع المباني، هذا اذا استطاعت الوصول الى مكان الضحايا، ويستطيع هذا الروبوت ايضاً تحاشي الأماكن الخطرة بشكل تلقائي وتقديم الاسعافات الأولية للمصاب. البروفسور شوست يدير مشروعاً آخر في حقل عمليات الانقاذ، ويتعلق بطائرة مروحية من دون طيار تم تجريبها، وأعطت نتائج واعدة. تتحرك الطائرة بشكل آلي، مستفيدة من التزاوج بين نظام التمركز العام والبوصلة، وهو نظام للتعرف انطلاقاً من محطة فضائية، يقوم بتصوير الخارطة الارضية من ارتفاع منخفض بفضل جهاز "سكانر" يعمل بأشعة الليزر. تستطيع المروحية التحليق لمدة ساعة كاملة وملاحقة الحركات الصادرة عن جسم معين، اي تستطيع متابعة متزلج على الثلج مثلاً ضل طريقه وتاه في الجبال. واذا ما وقع خيار وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" على هذا الابتكار، فإنه من المقرر ان يتم استخدامه لرسم معالم المريخ الجغرافية ولأغراض أخرى تتعلق حتماً بعمليات التجسس.