نوقشت في الجامعة الاردنية أخيراً أطروحة دكتوراة بعنوان "شعر سعدي يوسف دراسة تحليلة"، قدمتها الطالبة امتنان الصمادي، وأشرف عليها الدكتور وليد سيف، وناقشها الدكاترة: محمود السمرة، سمير قطامي، شكري الماضي. تسلّط الأطروحة الضوء على تجربة الشاعر العراقي المعروف التي تعتبر الباحثة أنّها "لم تنل حقّها من النقد في مرحلة الشعراء الرواد، رغم انها تمثل صوتاً آخر له خصوصية اللاشكل والاغراق في التجريب". واعتبرت سعدي يوسف "مغرماً بالتنويعات الشكلية على صعيد البناء الداخلي والخارجي". واعتبرت الباحثة أيضاً، ان قصائد يوسف تتكىء على "بساطة الموقف والعناية بالتفاصيل، حتى انه يرى القصيدة مرآة لعالمه الخاص، فتتشكل بين يديه بسهولة"، من هنا برأيها "خصوصية هذا الشاعر وصعوبة دراسته". واعتبرت الصمادي أن قصيدة سعدي يوسف، تتشكّل وتتنظّم "في بنية مخصوصة تتداعى، متوزّعة على مستويين : مستوى وصفي يعيد وصف الفعل الانساني في حركته اليومية كالسير في الشارع والمكوث في الغرفة وغيره... بلغة تقريرية، ثم يبدأ في تعميق تنامي محور النص من خلال توالي الصور التفصيلية اليومية، ليدخل في المستوى الثاني حيث العالم الداخلي المتمثل في رغبة النضال في بدايات أعماله، والشعور بالاحباط والحيرة في أواخرها". وعن حركة القصيدة لدى الشاعر العراقي، قالت الباحثة إنها "تبدأ من لهجة التقرير الاولى الى اللهجة المثيرة للشك والحيرة"، وقد اسمت هذا التحول والانتقال "الضربة الشعرية التي تشكل نقلة من مستوى إلى مستوى آخر". وتتوقّف الاطروحة عند اعتناء سعدي يوسف ب "القيم البصرية"، موضحة ان "تجربته في هذا المجال تعد من اقدم التجارب"، إذ "افاد الشاعر من انماط الطباعة في تشكيل الحروف والسطور الشعرية، وتفنن في تفتيت الكلمات وتدرجها على بياض الورقة".