سيظل يوم 27 أيلول سبتمبر 2000 مدوناً بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة السعودية عموماً، وفي سجلات العداء هادي صوعان خصوصاً، لأنه اهدى بلاده أول ميدالية أولمبية في تاريخها عندما أحرز فضية سباق 400م حواجز مسجلاً 47.53 ثانية ومحطماً الرقم القياسي الآسيوي. وكان أفضل انجاز حققته العاب القوى السعودية على المستوى العالمي حصول العداء سعد شداد الاسمري على برونزية سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم في غوتبورغ السويد عام 1995، لكنه لم يتسن له المشاركة في اولمبياد اتلانتا في العام التالي بداعي الاصابة. وحقق صوعان المولود في 30 كانون الأول ديسمبر 1976، نتائج لافتة هذا الموسم ونجح في التأهل الى نهائي الجائزة الكبرى. واستعد صوعان للألعاب الاولمبية جيداً اعتباراً من شباط فبراير وخاض معسكرات داخلية وخارجية أبرزها في لوس انجيليس على يد المدرب الشهير جون سميث. عشق صوعان الرياضة منذ نعومة أظافره وبدأ بممارسة كرة القدم لكن لياقته البدنية لم تسعفه فنصحه بعض زملائه بممارسة العاب القوى. وخلال أحد التمارين لفت نظر المدرب المصري محمد ذو الفقار الذي أكد له انه يملك المؤهلات للبروز في العاب القوى. ومنذ ذلك الوقت يعترف صوعان بأن هذه الرياضة استهوته ويقول "أخذت عقلي وكل تفكيري وطغت على جميع هواياتي، فأنا اتنفس العاب القوى". ونظراً لقامته الممشوقة فإن صوعان اختار سباق 400م حواجز وبالفعل بدأ يشارك في المسابقات اعتباراً من عام 1995 وحقق نتائج جيدة حيث توج بطلا للعرب في العام ذاته، وغاب عن المشاركة في الدورة العربية في لبنان عام 1997، لكنه توج بطلا للدورة العربية في الأردن عام 1999. وتخرج صوعان من كلية التربية الرياضية وأصبح مدرساً في المنطقة الجنوبية وهو ينتمي الى نادي "ضمك" المشهور في العاب القوى. وقال صوعان: "اني سعيد جداً بنيلي الميدالية الفضية، صحيح اني كنت عازماً على الفوز بالذهب، لكن القدر شاء عكس ذلك". وأضاف: "أشعر بالفخر لأنني نجحت في رفع راية بلادي عالياً في سيدني وأتمنى أن ارفعها في بطولة العالم المقبلة في ادمونتون". وأوضح: "عموماً أنا سعيد وفخور بالانجاز الذي حققته، انه ثمرة الجهود التي بذلتها طيلة عامين". وأضاف: "خططت لاحراز احدى الميداليات في سيدني قبل عامين، وكانت مشاركاتي في اللقاءات الدولية تحضيراً للاولمبياد، وجنيت الثمار في النهاية".