خطت ألعاب القوى السعودية خطوات كبيرة الى الأمام في السنوات الأخيرة بفضل السياسة التي ينتهجها الاتحاد المحلي برئاسة الأمير نواف بن محمد الذي تولى منصبه في نيسان ابريل 1992، وخير دليل على ذلك ان الرياضيين السعوديين حققوا من الانجازات في مدى ثماني سنوات ما عجزوا عنه طوال عقدين من الزمن. وبلغة الأرقام، فإن السعودية نالت خلال 17 عاماً، خصوصاً بين 1975 و1992، 42 ميدالية ذهبية و55 فضية و61 برونزية في مختلف المسابقات العربية والقارية، اما في السنوات الأخيرة فقد حصدت 165 ميدالية ذهبية و170 فضية و103 برونزيات على الأصعدة الخليجية والعربية والآسيوية والدولية، كان أبرزها الميدالية الفضية التي نالها العداء هادي صوعان في دورة سيدني الأولمبية في سباق 400 متر حواجز وهي الأولى للمملكة العربية السعودية في تاريخ هذه الألعاب، اضافة الى برونزية سعد شداد الأسمري في بطولة العالم لألعاب القوى في غوتبورغ السويد العام 1995. ورأى الأمير نواف ان ميدالية صوعان هي بداية الغيث، وستفتح الباب أمام عدائين سعوديين آخرين لكي يحذوا حذوه. وأعرب عن فخره بأن يكون اتحاد القوى أول اتحاد محلي يهدي المملكة لقباً اولمبياً وقال: "بالطبع نحن سعداء ونعتز بأن يكون اتحاد ألعاب القوى أول اتحاد يهدي السعودية ميدالية اولمبية طال انتظارها". وأضاف: "آمل ان تكون هذه الميدالية أول الغيث وأن ننجح في احراز المزيد في المستقبل". ومعروف عن الأمير نواف انه بنى أفكاره على أرضية ثابتة من خلال علاقات وطيدة تربطه بالمدرب الأميركي الشهير جون سميث الذي يشرف على تدريب العدائين موريس غرين البطل الاولمبي والعالمي وحامل الرقم القياسي في سباق 100 متر، والترينديداي اتو بولدون وغيرهم. وكان الأمير نواف تعرف على أحد المدربين في فريق جون سميث ويدعى ايمانويل هادسون عندما كانا طالبين في جامعة تشابمان في كاليفورنيا واستمرت العلاقة حتى أيامنا هذه وكانت جواز سفر للعدائين السعوديين لكي يبرهنوا على مقدرتهم الى جانب أبرز العدائين العالميين. ويقول الأمير نواف: "لا شك بأن تعاوننا مع المدرب الشهير جون سميث سيثمر أبطالاً في المستقبل". وأضاف: "لم يمض على وجود هادي صوعان باشراف سميث في لوس انجيليس أكثر من خمسة أشهر وها قد حصدنا ما زرعنا في فترة قصيرة جداً". وأضاف: "علاقتنا مع سميث مميزة وعندما نرسل رياضيين لكي يشرف عليهم فهذا أمر طبيعي وهذا لا يعني انه يختار عشوائياً وهو مستعد للاشراف على أي عداء لكنه كان صادقاً معنا عندما قال سأخذ على عاتقي اللاعب الذي يملك الموهبة والامكانات لأنني لا أريد أن أضيع وقتكم على لاعب لا مستقبل له". ولم يكتف الاتحاد المحلي بارسال عدائيه الموهوبين الى الولاياتالمتحدة، بل أمن لهم التسهيلات داخل المملكة فتعاقد مع نخبة من المدربين العالميين في جميع الاختصاصات مسافات قصيرة ومتوسطة ومسابقات الوثب، ووفر مجموعة من الأجهزة الطبية على مستوى عال من الكفاءة الفنية باشراف أطباء متميزين في مجال الطب الرياضي ودورهم واضح وملموس في سرعة علاج اصابات اللاعبين. وقال الأمير نواف: "اهتمامنا لا ينصب على المنافسة عربياً أو خليجياً انما هدفنا الأساسي البحث عن المواهب وصقلها للمنافسة على الذهب الأولمبي والعالمي، اما اللاعب الذي لا يقدم عطاء مميزاً فستقتصر مشاركاته على البطولات الاقليمية". وأضاف: "نتائجنا جيدة على النطاق الخليجي والاقليمي واعتقد بأننا حققنا جزءاً من طموحاتنا ولكن النتائج تقاس بالعالمية وهذا ما نصبوا اليه". ولا يساور الأمير نواف أي شك بأنه "إذا تأمن للرياضي العربي البرنامج والتخطيط والمناخ والإعداد المناسب فإنه لا يقل شأناً عن أي بطل عالمي ونحن في المملكة العربية السعودية لدينا من المواهب من يستطيع أن يحقق ميدالية في أولمبياد سيدني". من جهته يؤكد المدرب ايمانويل هادسون أحد اعضاء فريق "هادسون سميث انترناشونال" بأن السعودية تملك مواهب كثيرة ومن الأهمية بالنسبة اليها أن ينافس هؤلاء على المستوى العالمي وهذا ما يمكن أن يؤمنه لهم فريق هادسون سميث انترناشونال". وأضاف: لا شك بأن النتيجة اللافتة التي حققها صوعان سيشجع عدائين آخرين للحذو حذوهما ومن يدري ربما يصبحون أكثر شهرة من العدائين الأميركيين في المستقبل". وتابع: اما صوعان فسبق له ان تدرب في فريقنا من قبل لكنه جاء الينا هذا العام لفترة طويلة ومكث أشهراً فعمل سميث على صقل موهبته وتحسين تقنيته"