انتصر ورثة المطرب عبدالحليم حافظ على شركة "صوت الفن" في الحرب الدائرة بينهما حول شريط أغنية "من غير ليه" المسجل بصوت المطرب الراحل. والنتيجة هي طرح الشريط في الاسواق. وكان وارثا عبدالحليم - شقيقته علية شبانة وابن شقيقه محمد شبانة - أعلنا في ذكرى وفاته قبل أربعة أشهر عن نيتهما طرح شريط كاسيت لأحد تمارين الأغنية، كان سُجّل في مطلع العام 1977 لعبدالحليم برفقة استاذه محمد عبدالوهاب ملحن الأغنية وهو يمرنه على غنائها. وكان حافظ ينوي تقديمها في حفلة "شم النسيم" في العام نفسه لكن القدر لم يمهله. وفور الإعلان بادر مجدي العمروسي رئيس مجلس ادارة شركة "صوت الفن" الى تحذيرهما من الإقدام على ذلك لأن الشركة التي يديرها ويمتلكها معه ورثة عبدالوهاب وورثة حافظ كذلك، هي الوحيدة التي لها حق طبع اسطوانات وأشرطة العندليب. غير أن الوريثين تمكنا من الحصول على تصريح بإصدار الشريط في الأسواق من الرقابة المصرية على المصنفات الفنية التي اشترطت عليهما كتابة كلمة "بروفة" بشكل واضح على غلاف الشريط، خصوصاً أن دور عبدالحليم في الغناء قليل بالقياس الى أداء عبدالوهاب في الشريط نفسه. وأثار صدور الكاسيت ردود فعل متباينة في الأوساط الفنية في مصر، فالبعض اعتبره شريطاً نادراً جديراً بالاقتناء، والبعض الآخر وهو الغالب الأعظم انتقد الأمر واعتبره بمثابة متاجرة باسم عبدالحليم الذي لا يؤدي الأغنية بشكل كامل وجيد في الشريط. فالشريط في نهاية الأمر مجرد "بروفة تحفيظ" تعج بالمناقشات الفنية بين حافظ وعبدالوهاب، حول لحن الأغنية وكلماتها، ما يجعل صدور البروفة في كاسيت أمراً غير لائق. ومن بين هؤلاء الشاعر محمد حمزة الذي ارتبط بصداقة وطيدة بعبدالحليم وكتب له كلمات مجموعة من أشهر أغانيه. حمزة اعتبر الأمر مجرد تجارة وأنه لو سمح لنفسه بالسير على ذلك النهج لأصبح مليونيراً فهو يمتلك مجموعة أشرطة مشابهة لأغنيات أخرى لعبدالحليم غير أن أخلاقه تمنعه من أن يطرحها في الأسواق. ومن جهته قام العمروسي برفع دعوى قضائية لوقف تداول الشريط في الاسواق باعتباره عملاً مسيئاً إلى عبدالوهاب وعبدالحليم معا، قائلاً انهما لو كانا على قيد الحياة لما وافقا على طرح مثل هذا الشريط في الأسواق. وقال العمروسي ل"الوسط" إن الشريط الأصلي للأغنية موجود في حوزته منذ 22 عاماً لكنه رفض أن يطرحه تجاريا لكي لا يسيء الى الراحلين. وتعد أغنية "من غير ليه" من أكثر الأغنيات إثارة للجدل. فقبل أكثر من عقدين لحنها عبدالوهاب كي يغنيها عبدالحليم لكن وفاته حالت دون ذلك كما أشرنا. وظلت الأغنية في حوزة ملحنها الذي عرضها على المطربة وردة التي رفضت غناءها لأنها حزينة فقام عبدالوهاب بالرجوع إلى أحد أشرطة تحفيظ الأغنية وفصل صوته منه ثم أضاف إليه الموسيقى بطريقة الميكساج وأطلقها العام 1989. وأثار صدورها يومذاك ضجة فنية خصوصاً أن عبدالوهاب كان توقف عن الغناء عقدين كاملين. ولقيت الأغنية نجاحاً جماهيرياً حدا بالكثير من المطربين الى أن ينشدوها بصوتهم . وكانت العلاقة بين ورثة عبدالحليم والعمروسي تأزمت قبل عامين بسبب رفضه إنتاج شريط كاسيت من خلال شركة "صوت الفن" لمحمد شبانة ابن شقيق العندليب، ما جعل السيدة علية شبانة تكيل الاتهامات الى العمروسي في شأن إدارته للشركة وأعلنت عن نيتها إنهاء عقد شركة "صوت الفن". الأمر نفسه أعلنه ابناء الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب نتيجة غضبهم من الكتاب الذي كان العمروسي اصدره عن والدهم وتضمن بعض الاعترافات الجريئة من قبل الموسيقار عبدالوهاب. غير أن السيدة نهلة القدسي أرملة الموسيقار الراحل أعلنت عن تضامنها مع العمروسي في شأن استمرار "شركة صوت الفن". وفي هذا الخصوص قال العمروسي ل"الوسط" إن شركة "صوت الفن" التي أسسها عبدالوهاب وعبدالحليم ووحيد فريد العام 1960 لن تباع، وأن الشركة سوف تستمر بشراكته مع السيدة نهلة القدسي. وسيقوم هو بشراء أنصبة ورثة عبدالحليم وعبدالوهاب لتصبح حصته 95 في المئة. وبذلك سيقيض للشركة التي انتجت أعمالاً سينمائية وموسيقية عظيمة ان تستمر.