يطرح غوردون توماس، وهو مؤلف 38 كتاباً مبنية على تحقيقات مسهبة ودقيقة اجراها في القضايا التي عالجها في كل من تلك الكتب، نقطة مثيرة تتعلق بقضية لوكربي. فقد أشار، في كتابه الجديد "عملاء جدعون... التاريخ السري للموساد"، الى ان ضابطاً في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ظهر في بلدة لوكربي بعد مرور يوم فحسب على سقوط طائرة الركاب الاميركية هناك. وأشار الى ان الشرطة الاسكتلندية اكتشفت ان حقيبة تخص الميجور تشارلز ماكي رئيس وحدة الاستخبارات العسكرية الاميركية في بيروت التي عثر عليها ضمن حطام الطائرة كانت خاوية تماماً. وتساءل توماس في كتابه: لماذا يضع ماكي حقيبة خاوية على متن تلك الرحلة المنكوبة؟ بالطبع اهتدى توماس الى ان المسألة تنطوي على احتمال ان تكون اجهزة الاستخبارات البريطانية قد غضّت طرفها عن قيام الاسرائيليين بالمسارعة الى سحب اوراق الضابط الاميركي الذي كان اعد تلك الأوراق ليؤكد للمسؤولين في واشنطن تورط الاستخبارات الاسرائيلية في تجارة المخدرات في منطقة الشرق الأوسط. وكان ماكي وثلاثة ضباط كبار في الاستخبارات العسكرية الاميركية الى جانب ثلاثة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.ايه ضمن 179 راكباً لقوا مصرعهم في حادثة لوكربي. وفي سياق مماثل، شهد الكولونيل فيكتور اوستروفسكي، وهو عميد سابق للموساد برتبة كولونيل، بأن الموساد زورت رسالة لتظهر عليها عبارة "المهمة أنجزت" كأنها مرسلة من العاصمة الليبية طرابلس الى القنصلية الليبية في برلين عقب تفجير طائرة لوكربي، مما حدا بالحكومتين الاميركية والبريطانية الى توجيه اصابع الاتهام في ذلك الحادث الى ليبيا، لكنها في الواقع كانت مرسلة من جهاز ارسال وضعه الموساد - ابان خدمة اوستروفسكي - في موقع قرب طرابلس للايحاء بأن "مهمة" لوكربي عملية انجزها الليبيون. وكانت سلطات التحقيق في حادثتي تفجير الطائرة وملهى ليلي في برلين قد خلصت الى تورط ايران، غير ان محللين رأوا ان اسرائيل عمدت الى تزوير أدلة ضد ليبيا لحماية ايران في مسعى لحماية بضع مئات من يهود ايران الى ان تحين فرصة مغادرتهم البلاد. ولم يحقق توماس في الأسباب التي حدت باسرائيل الى العمل على حماية ايران وتوريط ليبيا في الحادثتين، لكنه يشير الى ان الحقيبة التي وضعت فيها القنبلة التي فجّرت طائرة شركة "بان اميركان" فوق لوكربي، عثر فيها على علامات تدل على انها بدأت رحلتها على متن الطائرة المنكوبة من العاصمة المالطية فاليتا، بينما يبدو انها بدأت حقيقة من فرانكفورت. ولاحظ المؤلف ان وكالة "انترفور" للتحقيق، وهي وكالة تجارية مختصة في التحقيقات تعاقدت معها شركة بان اميركان، ويرأسها يوفال أبيب، خلصت الى ان وكالة الاستخبارات الاميركية سي.آي.ايه والموساد تورطتا في بيع مخدرات لتوفير أموال تكفي بدل ثمن اسلحة اسرائيلية تزوّد بها ايران. فمن له مصلحة في تفجير رحلة بان اميركان التي كان على متنها ضباط استخبارات اميركيون؟ يقول يوفال ابيب - وهو مهاجر اسرائيلي يقيم في الولاياتالمتحدة - انه يعتقد بأن ارهابياً من دولة عربية متآخمة لاسرائيل وضع القنبلة على متن الطائرة. وينسب توماس، الذي اعتمد في تأليف كتابه على مصادر اسرائيلية في الغالب منها مديرون سابقون للموساد، مثل ايسار حاريل وميير اميت ورافائيل إيتان وديفيد كيمحي، الى مصادر استخبارية اسرائيلية قولها ان لديها نحو 4 آلاف عميل يهودي الأصل في بريطانيا لكن ولاءهم لاسرائيل وليس لبريطانيا، ونحو 15 الفاً في الولاياتالمتحدة. ويسمى الواحد من هؤلاء "سايان". ويتولون وظائف مرموقة في البرلمان والادارة والصحافة والحقل الطبي وهي مجالات تحتاج الاستخبارات الاسرائيلية الى اختراقها. ويسرد المؤلف حوادث شهيرة قامت فيها الموساد بخيانة الولاياتالمتحدة وهي الجانب الرئيسي الذي تنتفع به اسرائيل. وأشار الى ان الموساد كانت على علم بخطط تفجير ثكنة قوات المارينز الاميركية في بيروت العام 1983، لكنها قررت عدم تحذير الاميركيين لأن اسرائيل كانت تشارك المتشددين الاسلاميين في لبنان رغبتهم في مغادرة القوات الاميركية الأراضي اللبنانية. ونقل الكتاب عن المدير السابق للاستخبارات الاميركية وليام كيسي تذمره من خيانة الموساد. وأبلغ كيسي المؤلف بأن الاستخبارات الاسرائيلية لم تفعل شيئاً، عندما كان يديرها ناحوم آرموني، لمساعدة واشنطن في انقاذ مدير محطة الاستخبارات الاميركية في بيروت وليام بكلي بعدما اختطفه متشددون وعذبوه حتى الموت. وكان بكلي متعاطفاً مع الفلسطينيين وله علاقة طيبة مع القيادي الفلسطيني أبو حسن علي سلامة. ويقول وليام كيسي: "لقد ذبح نحو ألف فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت. وبعد قليل طلع علينا ادموني ليبيعنا فكرة تتهم منظمة التحرير الفلسطينية باختطاف بكلي. كنا ندرك ان الاسرائيليين مستعدون على الدوام لالقاء تبعة كل شيء على عاتق ياسر عرفات. لكن ما لم نكن على علم به ان الاسرائيليين وفروا اسلحة لمقاتلي "حزب الله" ليقتلوا المسيحيين، بينما كانوا يزودون المسيحيين بقدر اكبر من البنادق ليقتلوا الفلسطينيين". وفي احدث دليل على قيام الاسرائيليين بالتجسس على اميركا نفسها، يقول توماس ان "السفارة الاجنبية" التي قال الرئيس بيل كلينتون لعشيقته مونيكا لوينسكي انه يخشى تنصتها على مكالماته العاطفية معها انما هي السفارة الاسرائيلية في واشنطن. وأشار المؤلف الى ان مسؤولين اسرائيليين كباراً تناقشوا حول افضل السبل لاستغلال تسجيل تلك المحادثات الهاتفية لمنع كلينتون من ممارسة ضغوط على اسرائيل لحملها على تنفيذ تعهداتها طبقاً لاتفاقات اوسلو مع السلطة الفلسطينية. يقول توماس ان هنري بول سائق سيارة المرسيدس التي لقيت فيها اميرة ويلز الراحلة الاميرة ديانا مصرعها كان في الواقع "مابواه"، وهي لفظة عبرية تعني مخبراً غير يهودي يعمل لحساب الموساد ويقدم لها معلومات عن كبار الشخصيات العربية الذين ينزلون في فندق باريسي شهير، وكان عمله مساعداً لمدير امن الفندق يتيح له غرس اجهزة التنصت في غرف الضيوف من دون كثير عناء. وذكر توماس ان الملياردير المصري محمد الفايد صاحب متجر هارودز اللندني يعتقد بأن الموساد ربما كان لها ضلع في الرفض المستمر من قبل السلطات البريطانية لمنحه الجنسية البريطانية. كما انه يعتقد بأن الموساد ربما ساهمت في تغذية المخاوف البريطانية من ان والدة وريث العرش قد تتزوج عماد الفايد وتتحول هي نفسها لاحقاً الى اعتناق الاسلام. يرى المؤلف ان هنري بول - سائق سيارة ديانا ودودي الفايد - كان في يوم الحادثة متعباً للغاية بعد يوم عمل طويل. لكنه كان يتعاطى في الوقت نفسه اقراصاً مضادة للاكتئاب وأخرى للنوم ومنشطات. ويرجح ان مزيجاً من تلك العقاقير وبضع كؤوس من مشروب كحولي تعاطاه بانتظار الاميرة وصديقها، ربما تسبب في ابطاء قدرته على الحكم على الأمور وتقدير المسافات حين اصطدمت السيارة بمدخل النفق الذي وقع فيه الحادث. غير ان توماس يذهب ابعد من ذلك ليقول ان من المحتمل ان هنري بول تعمد ان تصطدم سيارة الاميرة بالنفق الباريسي لأنه لم ير سبيلاً للخلاص من قبضة الموساد. ويلقي تبعة تضاؤل المهارة المهنية للموساد على عاتق مديرها السابق رافائيل إيتان الذي ادعى انه كان وراء نجاح الاستخبارات الاسرائيلية في اختطاف النازي ادولف ايخمان من الارجنتين الذي اعدم في اسرائيل. اذ ان ايتان لم يأمر فحسب بتنفيذ عمليات قتل، بل كان يشارك فيه. ويذكر ان الروائي المعروف جون لوكاريه استخدم شخصية ايتان نمطاً لقاتل اسرائيلي مهووس في روايته التي تحمل عنوان "عازفة الطبل الصغيرة". وأضاف توماس ان ايتان سهر ليالي طويلة يخطط لاغتيال الفلسطيني أبو حسن علي سلامة الذي نفذ عملية أوليمبياد ميونيخ العام 1972 التي اسفرت عن مقتل 11 رياضياً اسرائيلياً في التراشق بين الشرطة الألمانية وفدائيي منظمة "ايلول الأسود". وعين الجنرال ايتان على الأثر مديراً لجهاز "لاكام" - الذراع العلمية للموساد - فأشرف على سرقة الأسرار التكنولوجية الخاصة بطائرات ميراج الفرنسية الصنع، وقام بتجنيد الجاسوس جوناثان بولارد مما أثار غضب الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان ووزيري الدفاع كاسبار واينبيرغر والخارجية جورج شولتز. ويشير توماس الى انه على رغم ولاء ضباط الموساد، بعضهم لبعض، فانهم يفتقرون الى اخلاقيات العمل الاستخباري تجاه عملائهم. ويذكر، على وجه التحديد، حادثة اسماعيل سوار الذي قام بتنفيذ عملية دبرتها الاستخبارات الاسرائيلية في بريطانيا، ولكن عندما اكتشفت الموساد ان احتجازه صرف الانظار عن دورها تخلت عنه تماماً وانتهى به الأمر الى الحكم عليه بالسجن لمدة احد عشر عاماً. ويورد الكاتب قصة عميل غير يهودي اطلق عليه رجال موساد حركياً اسم "أبو"، اذ تخلى عنه الاسرائيليون بعد ان نفذ عملية ناجحة لمصلحتهم، لكنهم لم يعبأوا بمصيره بعدما تأكد لهم ان الاستخبارات البريطانية ترغب في استجوابه بأي ثمن. وأشار الى ان "ابو" ربما يسرّ للاسرائيليين قتل 15 من اعضاء منظمة التحرير الفلسطينية في غضون أسابيع. غير ان اهم العمليات التي نفذها ولم تشتهر حصلت العام 1985، اذ أمر "أبو" بالذهاب الى بيروت لينضم الى منظمة التحرير الفلسطينية التي انتدبته بدورها الى مكتبها في لندن حتى يتسنى له الحصول على درجة جامعية في الهندسة. واتصل "أبو" في لندن، بإبن عمه نزار هنداوي عارضاً عليه عملاً في مكتب المنظمة، لكنه كان ينوي حقيقة تجنيده للقيام بعملية لمصلحة الموساد. وجّه "أبو" هنداوي بالاتصال بمنظمة "الجيش الجمهوري الايرلندي" طالباً المساعدة في توفير اسلحة لمنظمة التحرير الفلسطينية. اخذ هنداوي يرتاد الحانات التي يرتادها الايرلنديون، والتقى بالايرلندية آن ماري ميرفي التي كانت تعمل نادلة في احد فنادق هيلتون التي سرعان ما وقعت في حبه وسلمته نفسها طائعة مختارة. وفي شباط فبراير 1986 اكتشفت انها حبلى. وبما انها كاثوليكية المذهب ولن تستطيع الاقدام على اجهاض حملها، فقد وافق صديقها هنداوي على ارسالها الى ايرلندا لتنجب مولودها في بيت ذويها. عندئذ تلقى "ابو" تعليمات من العميل الاسرائيلي المشرف عليه وهو تور ليفي بضرورة تدبير عمل، من شأنه ارغام السلطات البريطانية على اصدار امر باغلاق السفارة السورية في لندن رداً على قرار مماثل قضى باغلاق مكتب الموساد في العاصمة البريطانية. وأبلغ العميل الاسرائيلي "أبو" بأن افضل غطاء للعملية ان تظهر السفارة السورية بمظهر من يدعم الارهاب. وأمر "أبو" باعطاء نزار هنداوي مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني لتغطية حاجته المتعلقة بسفر آن ماري الى ذويها في ايرلندا، على ان يقنعها بالذهاب بدلاً من ذلك الى تل أبيب لتنجب مولودها مع ذويه في اسرائيل وتحصل على موافقتهم، قبل كل شيء على زواجهما. وقيل له ان يبلغها بأن شخصاً ما سيلتقيها في مطار هيثرو ليسلمها هدية الى عائلة هنداوي. بعدما ودّع هنداوي الفتاة الايرلندية، تقدم نحوها عامل تنظيف يعمل اساساً لحساب الموساد وسلمها عبوة صغيرة قال مسؤولو شركة الخطوط الجوية الاسرائيلية العال انها كانت تحتوي على مادة "سيمتكس" الشديدة الانفجار. وكان هنداوي أبلغ مقدماً بأن العبوة ستحتوي اموالاً يتعين تسليمها الى مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية في اسرائيل. وتلقى تعليمات من "أبو" بأنه في حال اكتشاف مندوبي شركة "العال" للمخالفة التي تنطوي عليها الهدية، في ما يتعلق بقوانين النقد الأجنبي في إسرائيل، فعليه أن يتوجه من المطار مباشرة إلى السفارة السورية في لندن ليبقى هناك حتى تزول المخاطر. وعندما تلقفت أجهزة الاعلام حكاية "السيمتكس" ألقي القبض على هنداوي وهو يهم بمغادرة السفارة السورية التي وجدت نفسها "متورطة" من حيث لا تدري في "مساندة الارهاب". وسارعت رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر إلى قطع العلاقات مع سورية. وأبرز أنباء "المؤامرة الارهابية" أكبر عملاء الموساد في بريطانيا الناشر الراحل روبرت ماكسويل في صدر الصفحة الأولى لعدد "الديلي ميرور" الصادر يومذاك. وحكم قاض بريطاني على هنداوي بالسجن 45 عاماً بتهمة محاولة تفجير طائرة ركاب. وعادت آن ماري إلى دبلن وفي روعها ان خطيبها حاول أن يقتلها! يؤكد توماس ما ذكره العميل الإسرائيلي السابق اوستروفسكي عن ان ماكسويل - اليهودي الأصل - قتل على أيدي رجال الموساد الذين حقنوه بمادة افراغية أثناء وجوده على متن يخته الخاص وسارعوا للهروب على متن زورق سريع. ويبدو ان الخلاف الذي انتهى بتغييب ماكسويل سببه أن الأخير طلب من الموساد إعادة المبالغ التي اقرضها لهم، واتضح لاحقاً أنه اختلسها من صندوق المعاشات التقاعدية الخاص بموظفي مؤسسة "ديلي ميرور" الإعلامية البريطانية التي كان ماكسويل يملكها. وقد عثر عليه ميتاً على أحد شواطئ جزر الكناري ونقل الجثمان على عجل إلى اسرائيل حيث ووري من دون تشريح لمعرفة أسباب الوفاة. ويقول توماس إن محرراً في صحيفة "الديلي ميرور" كان عميلاً غير يهودي للموساد التي اختارته رئيساً لشركة انشأتها الاستخبارات الإسرائيلية، مما أتاح له الحصول على نحو 5،1 مليون جنيه استرليني دفع منها 50 ألفاً لتسوية الطلاق مع زوجته. ويتناول كتاب توماس أسرار الأدوار الخطيرة للاستخبارات الإسرائيلية في افريقيا، حيث كاد أن يحصل صدام بين عملائها وعملاء الاستخبارات الصينية. ويقول المؤلف إن الموساد دبّرت الانقلاب الذي أطاح الرئيس الغاني الراحل كوامي نكروما أثناء قيامه بزيارة للعاصمة الصينية بكين العام 1967، فنجحت بذلك في تدمير شبكة الاستخبارات الصينية في غانا. ويتهم الموساد بشراء يورانيوم مشبع من جنوب افريقيا. كما حاول عملاء الموساد خطف وزير النفط النيجيري السابق عمر ديكو من لندن إلى لاغوس داخل صندوق خشبي ليحاكم في بلاده بتهمة اختلاس أموال. غير أن أحد حراس الأمن في مطار هيثرو لاحظ ان الصندوق الخشبي يتكلم مما احبط العملية كلها. ويتحدث توماس عن سقوط مدير الموساد السابق داني ياتوم إثر خلاف بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزوجته سارة، وذلك في أعقاب فشل محاولة اغتيال دبرتها الموساد ضد أحد عناصر "حزب الله" اللبناني في قرية سويسرية. وكان ياتوم وراء محاولة اغتيال ممثل حركة "حماس" الفلسطينية في الأردن خالد مشعل، وهي العملية التي أسفر فشلها عن اضطرار نتانياهو إلى اطلاق زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين. ومن الحوادث الأخرى التي يوردها المؤلف: قيام الموساد بتزويد إيران 128 دبابة و3 آلاف صاروخ جو - جو وصواريخ مضادة للدبابات و20 ألف صاروخ كاتيوشا و10 آلاف طن قذائف مدفعية، وذلك في مقابل مساعدة إيران في اطلاق أحد الرهائن الأميركيين في بيروت، على أن تتولى واشنطن تزويد إسرائيل ذخائر أحدث، وعلى أن تستخدم إدارة الرئيس السابق ريغان الأموال التي ستدفعها إيران في مقابل تلك الأسلحة لتمويل نشاط ثوار "الكونترا" في نيكاراغوا. فضيحة عميل الموساد اميرام نير الذي اضحى مستشاراً خاصاً لحاكم بنما السابق الجنرال نورييغا. وقد تمكن نير من الهروب من بنما قبل وقت قليل من اقتحام الأميركيين مقر نورييغا واحتجازه. غير أنه لقي حتفه نتيجة تحطم الطائرة الصغيرة التي هرب بها في المكسيك. قيام الموساد بتهريب مواد نووية لإكمال برنامج صناعة الرؤوس الحربية النووية الإسرائيلية. وقد سرقت تلك المواد من المختبر الخاص بالدكتور سلمان شابيرو في بنسلفانيا، وهو عميل يهودي - أميركي للاستخبارات الإسرائيلية. قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف المفاعل النووي العراقي العام 1981. اغتيال خليل الوزير أبو جهاد في سيدي بوسعيد في تونس اثر معلومات قدمها الجاسوس بولارد للعملاء الإسرائيليين. اغتيال العالم الكندي جيرالد بول مصمم المدفع العراقي العملاق. الغارة الإسرائيلية على مطار عنتيبي في يوغندا العام 1976. اغتيال زعيم تنظيم الجهاد الفلسطيني فتحي الشقاقي. ويخلص توماس إلى أنه حتى في حال نجاح العمليات التي تنفذها الموساد وتنطوي في الغالب على العنف، فإنها تعوق الديبلوماسية الإسرائيلية أكثر مما تخدمها. ويرى، أخيراً، ان وكالة الاستخبارات الإسرائيلية التي انشئت في الأربعينات فقدت أي صلة لها بعالم مع بعد الحرب الباردة