سجل للملك عبدالله بن الحسين عاهل الأردن موقفين على المستوى المحلي اعطيا انطباعاً واضحاً عن اسلوبه في الحكم يوحي بأنه يكاد يكون مطابقاً لأسلوب والده المرحوم الملك الحسين. فقد احال الملك عبدالله عشرة من كبار ضباط الجيش الأردني للتقاعد لافساح المجال امام عدد من الكفاءات الشابة لتولي مواقع قيادية، كما كلف عمّه ولي العهد السابق الامير حسن بالاستمرار في رئاسة المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا في رسالة اذيعت على الرأي العام الأردني من دون ان يعهد اليه بأي دور سياسي على رغم العلاقة الوثيقة بينهما. ويعكس الاعلام الأردني يومياً النشاط المتصل والملحوظ للملك عبدالله في ادارة شؤون الحكم. ولكن ما يعكسه الاعلام لا يشكل سوى جزء يسير من العمل اليومي الطويل الذي يمارسه. واذا كان الملك عبدالله قد اتخذ قراراً كبيراً في الجيش معتمداً على خبرته العسكرية الطويلة، كما ان قراره بخصوص دور الأمير حسن هو استمرار لنهج والده خلال الأسابيع الاخيرة من حياته، فان القرارات الاكبر لعاهل الاردن الشاب ستشكل صورة واضحة لمنهجه في الحكم من جهة، وللتحديات الكبيرة التي سيتعامل معها في بداية عهده. التقى الملك عبدالله اخيراً عدداً من السياسيين الأردنيين، بينهم رؤساء حكومات ووزراء سابقون وغالبيتهم اعضاء في مجلسي النواب والاعيان حالياً. وركز الملك جل اهتمامه خلال اللقاء على الوضع الاقتصادي وضرورة العمل الفوري والسريع لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق قفزة نوعية في جذب الاستثمار بالاستفادة من الانفتاح الخليجي على الاردن الذي لم يقتصر على الدعم الحكومي بل تعداه الى القطاع الخاص. وكشف الملك عبدالله خلال اللقاء عن نيته في تشكيل مجلس اقتصادي استشاري من ذوي الخبرة في القطاعين العام والخاص تكون مهمته تحديد اولويات المعالجة واقتراح الحلول لتسهيل اجراءات الاستثمار في الاردن وطلب من الحضور ابداء آرائهم في هذه المسألة. وأجمعت ردود الشخصيات الأردنية، على عدد من المسائل الجوهرية على الصعيد الداخلي، بدءاً من ضرورة تشكيل حكومة جديدة تتولى تنفيذ السياسات الاقتصادية التي سيضعها المجلس الاستشاري باشراف مباشر من الملك، ومروراً بالترهل الاداري في جهاز الدولة المدني وقوانين الاستثمار والاستفادة من النموذج المصري في هذا المجال. وتقول احدى الشخصيات التي حضرت اللقاء ان الملك كان مهتماً بكل الافكار التي طرحت امامه، على رغم انها لا تشكل سوى اليسير مما يبحثه الملك يومياً مع شخصيات سياسية واقتصادية لبلورة خطوات عملية يبدو انه يستعد للقيام بها في وقت قريب. ويبدو ان التغيير الحكومي هو الموقف الابرز الذي ينتظره الأردنيون من الملك الشاب عنواناً للتغيير الكبير المتوقع. وستتوقف التوقعات حول الخطوات التالية على شكل الحكومة الجديدة واشخاصها.