اقتصر الاردنيون احياء ذكرى مرور اربعين يوماً على وفاة الملك حسين على الشعائر الدينية لدى انتهاء فترة الحداد الرسمي. وانجز الملك عبدالله بن الحسين خلال هذه الفترة التغييرات الاساسية المتعلقة بتعيين ولي العهد، وقيادة الجيش، ورئاسة الحكومة والديوان الملكي. واوضح بيان اصدره الديوان الملكي الهاشمي ان مراسم الاحتفال بتأبين الملك حسين "تقتصر على الشعائر الدينية فقط، اذ ستُتلى الادعية من مآذن المساجد و تقام الصلوات وتقرع اجراس الكنائس حزناً على الفقيد الراحل". ورعى الملك عبدالله الثاني الاحتفال الرئيسي الذي اقيم في مسجد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين. ووجه الملك عبدالله عشية اربعين الملك الحسين رسالة الى الملكة نور قرينة العاهل الاردني الراحل طلب فيها انشاء وقيادة مؤسسة تحمل اسم الملك حسين تكون "تجسيداً وتحقيقاً لرؤى الحسين وللقيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية التي كان يؤمن بها ويحرص علىها". وقالت الملكة نور 48 عاماً في لقاء مع صحيفة "جوردان تايمز" نُشر امس انها تتطلع الى "العمل بصورة وثيقة مع الملك عبدالله والأسرة الملكية والاسرة الاردنية الكبيرة لتحقيق تطلعات المغفور له عبر مؤسسة الملك حسين". ووصفت الملكة نور المؤسسة بأنها ستكون "منتدى مفتوحاً للاردنيين والمجتمع الدولي لتقديم الدعم والمشاركة في الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق احلام الملك حسين ورؤيته وروحه الانسانية". ومن اهداف المؤسسة "تحسين وتوفير المجال لمن يحتاجون الخدمات الطبية". وفي اليوم ذاته، اصدر الملك عبدالله مرسوماً قضى بتعيين ولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال 52 عاماً رئيساً للمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا وهو مظلة لمؤسسات تُعنى بالبحث العلمي والتنموي والصناعي. وكان الملك عبدالله اول من امس في استقبال اخيه ولي العهد الامير حمزة 19 عاماً الذي قدم من كلية ساندهيرست العسكرية للمشاركة في اربعين والده. وكان اول قرارات الملك عبدالله بعد توليه الملك عقب وفاة والده في 7 شباط فبراير الماضي تعيين الأمير حمزة الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الملكة نور ولياً للعهد "تنفيذاً لرغبة الملك الراحل وفي ظل اجماع من مجلس العائلة". واجرى الملك عبدالله، الذي كان قائداً للعمليات الخاصة، قبل توليه الملك، تغييرات واسعة في قيادة الجيش شملت مساعدي رئيس هيئة الاركان وعدداً من كبار الضباط. وأقال الملك عبدالله في 4 آذار مارس الجاري حكومة الدكتور فايز الطراونة وكلّف النائب عبدالرؤوف الروابدة بتشكيل حكومة جديدة. وعهد الى رئيس الوزراء السابق عبدالكريم الكباريتي برئاسة الديوان الملكي. وأبدى العاهل الاردني خلال فترة الاربعين حماسة تجاه تعزيز العلاقات العربية وتعميق المسار الديموقراطي. اذ زار البحرين ومصر، ويستعد للقيام بجولة عربية بعد عيد الاضحى المبارك تهدف الى البناء على ما شهده الاردن من تضامن عربي معه عقب رحيل الملك حسين.