يُعد المخرج كمال الشيخ من أبرز رموز السينما المصرية وأحد كبار مخرجيها. فبعد أن أرسى كمال سليم دعائم مذهب الواقعية بفيلمه الرائد "العزيمة" تسلم المذهب الواقعي ثلاثة مخرجين هم: صلاح ابو سيف، ويوسف شاهين، وتوفيق صالح، وانضم اليهم كمال الشيخ ايضاً. بعد ذلك بدأ الشيخ حياته السينمائية مساعد مونتير كزميله صلاح ابو سيف في "ستوديو مصر" منذ العام 1938، ثم عمل مونتاج عدد من الأفلام، وتفرغ للاخراج بعد ذلك. هذا فضلاً عن انتاجه بعض الافلام. وغلب على افلام الشيخ الطابع البوليسي، والميل إلى أفلام الجريمة، وتأثر في ذلك بالمخرج ألفريد هتشكوك، حتى اطلق عليه لقب "هتشكوك السينما العربية". وهو فضلاً عن اهتمامه بالافلام الروائية، أخرج العديد من الافلام التسجيلية مثل "سادة المعارك" 1953. أخرج كمال الشيخ حوالي 34 فيلماً في مسيرته السينمائية على مدى 35 عاماً، بدأت العام 1952 وانتهت العام 1987 بمعدل فيلم كل عام. وكان أول أفلامه "المنزل رقم 13"، والذي كتب قصته بمشاركة المخرج كمال عطية، ثم كان فيلمه الثاني "مؤامرة" 1953 قبل فيلمه الثالث، والأشهر والذي يُعد واحداً من أفضل مئة فيلم مصري، وهو فيلم "حياة أو موت". وحقق افلاماً ناجحة قبل أن يصل الى"اللص والكلاب" عن رواية نجيب محفوظ، ويدخل الى رباعية فتحي غانم فيخرج "الرجل الذي فقد ظله"، ويعود الى محفوظ ثانية في "ميرامار" الذي نقد الدولة الناصرية بمنتهى العنف، ويعود الى عبدالقدوس في "بئر الحرمان" وينقد الفساد الملكي في "غروب وشروق" ويخرج الفيلم الشهير عن الفساد الانفتاحي "على من نطلق الرصاص؟"، ويعود الى حلقات الجاسوسية مع صالح مرسي في الفيلم الاشهر "الصعود الى الهاوية" ثم "الطاووس"، وبعد فشل فيلمه الخيالي العلمي "قاهر الزمن" مع نهاد شريف يعتزل الشيخ الاخراج نهائياً ويرفض العديد من المحاولات للعودة.