في مجلة "الوسط"، العدد 358، كتب السيد جهاد الخازن عن القصص التي تحدثت في أيام الطفرة الخير والبذخ عن عربي أراد ان يدفع ثمن شراء سيارتين له ولصديقه كون صديقه كان قد دفع ثمن الافطار. وبما انه اورد بأن القصة تعود الى بداية الثمانينات، فكان من المحبذ والوطنية ان ادلي بدلوي، فالشعب الكردي في العراق كان قد تداول هذه القصة عام 1976 عندما رحّل النظام العراقي قسراً سكان القرى الكردية في الشريط الحدودي المتاخم لايران وتركيا، وهدّم منازلهم وأحرق مزارع التبغ وحقول النخل وبساتين التفاح والجوز التي كانت تشتهر بها تلك المنطقة مقابل تعويضات مالية كانت تقدر بأنها عالية قبل ان تثبت الأيام العكس. وهؤلاء عندما اجبروا على مغادرة مناطقهم صوب المدن ولم يألفوا طريقة الحياة فيها ولا تجارة السوق بعد، فإن اول ما توجهوا اليه كان صالونات عرض السيارات والتي تسمى في العراق بالمعارض بالفتحة على الميم وليست الضمة، تلافياً للالتباس، وهناك رويت عنهم هذه النكتة، عن اصرار في دفع ثمن سيارتين مقابل دفع سابق لثمن الغداء وليس الفطور، وقد قال لصديقه: لا تعملها مثل ما عملت في المطعم ولا تعملها هنا بالعراقية وليست باللبنانية فهذه المرة الدفع عليّ أنا.. ثم تنوع ما روي عنهم، عندما طلب احدهم من صاحب المعرض سعر طوب لصف من السيارات جملة... وغيرها... وغيرها. وكان هدم القرى تلك أول عملية منظمة لتخريب البنى التحتية والاجتماعية للمجتمع العراقي تلاها هدم وتخريب آلاف عدة من القرى وتهجير اهلها من دون تعويض، بل الأنكى من ذلك انه تم ابعادهم الى جنوبالعراق ومن ثم دفن قسم منهم احياء في الصحارى. وللتاريخ، فإن القصة تعود الى الاكراد الذين سبقوا العرب فيها، والى ان يظهر ما يسبق الاكراد في ذلك اقتضى التنويه. كامل صاله يي امستردام - هولندا