التحذير الأخير الذي وجهه آل غور نائب الرئيس الاميركي عن مخاطر ارتفاع درجات الحرارة في العالم الى مستويات قياسية هذا العام له مبرراته، على رغم المغالاة في تصوير حجم المخاطر، اذ ان التقلبات المناخية الحاصلة توحي بأن التسخين العالمي يزداد وينذر بسلسلة من الكوارث الطبيعية التي تفوق بكثير ما حدث من فيضانات واعاصير وموجات حر وجفاف. وتعاني الولاياتالمتحدة من موجة حر شديد منذ شهرين، خصوصاً في ولايات تكساس واوكلاهوما ولويزيانا وبعض المناطق الاخرى. ولقي اكثر من 150 شخصاً مصرعهم نتيجة ذلك. اضافة الى الحرائق والرياح العاتية والخسائر الفادحة. بينما يسعى ملايين المواطنين في الصين لدرء خطر اسوأ فيضانات تشهدها المقاطعتاين الجنوبية والشرقية منذ 40 سنة نتيجة استمرار هطول الامطار الغزيرة دون هوادة وارتفاع مستوى المياه في نهر يانغستي، مما ادى الى تشريد 14 مليون شخص ووفاة الآلاف واتلاف ملايين الهكتارات من الاراضي الزراعية، وهو الامر الذي سيؤثر سلباً على اقتصاد الصين. وفي اليونان تشهد البلاد أكثر من ثلاثة آلاف حريق، وعانى السكان ارتفاعاً غير عادي في درجة الحرارة. اما في قبرص فقد لقي 48 شخصاً مصرعهم نتيجة الارتفاع القياسي في درجة الحرارة الذي لم تشهده الجزيرة منذ 40 عاماً. ولم تسلم الدول العربية من موجة الحر الشديد والتقلبات المناخية، اذ شهدت المناطق الساحلية والجبلية في لبنان ارتفاعاً غير مألوف في درجتي الحرارة والرطوبة، مما ادى الى حالات اسهال واوجاع العيون والصداع وبعض حالات الانهيار العصبي. كما عانى المرضى من حدة المناخ الجوي السائد هناك. واندلعت حرائق في مناطق مختلفة من البلاد اصاب معظمها الاحراج. وفي دمشق بلغت درجة الحرارة مع الرطوبة ذروتها وزادت عن معدلها السنوي درجات عدة، بينما عانى سكان الاردن ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة وانحباس الهواء بصورة لم تشهد البلاد مثيلاً لها من ذي قبل. وعانت المغرب والكويت تعدد الحرائق وارتفاع الحرارة والرطوبة ولجوء عدد من المواطنين الى المستشفيات لعلاج الانتكاسات الصحية التي ألمت بهم نتيجة المناخ الحار. وعولج عشرات الاشخاص في البحرين من اعراض ضربة الشمس. كما شهدت مصر اسوأ موجة حر ورطوبة منذ عشرات السنين، وتوفي اكثر من 52 شخصاً، وعانى المئات من امراض وعلاّت لها علاقة بالطقس السائد.