بين "سكان الكهف" و"الحكايات الثلاث" انتقل فواز بحنكة وبمهارة من لون إلى لون: من أقصى الصراخ والايقاع المتوتر السريع والنابض، من بنية لها طعمها ورائحتها وايقاعها... إلى الهدوء والنسيج الغنائي. كأن لفواز حنجرتين وقلبين يكمل أحدهما الآخر. فمن حيث هو هادئ وصامت يفاجئك بالجحيم. وعبر نص ملتهب يستند إلى الهلاك والجنون، يقدم لك الكمنجات محمولة على تابوت. تلك هي تعددية فواز وإيقاعاته وألوانه وأطيافه وقراءاته غير الثابتة. صفق الجمهور لپ"الحكايات الثلاث" كما صفق لپ"سكان الكهف"، وبعد ان انصرف الجميع بقي ايقاع قلبه متعثراً من دون أن يدري. فلعل جلجلة السنوات الثلاث التي لم يستطع أن ينتج فيها ثقبت قلبه وأحدثت تلك الكوة النارية. صفقوا لفواز الذي ذهب إلى رقاده وهو يفكر بپ"عنبر رقم 6"، مشروعه القادم عن نصّ تشيخوف...