تونس - أ ف ب - دان حزب «النهضة» الاسلامي التونسي السبت الهجوم على منزل مدير قناة فضائية خاصة كانت موضع انتقادات واسعة في تونس بسبب بثها فيلماً فرنسياً ايرانياً احتوى تجسيداً للذات الالهية، ودعا انصاره الى تفادي العنف. وقال علي العريض عضو المكتب التنفيذي ل «النهضة» أمس: «ندين العنف وندعو دائماً الى الدفاع عن الافكار في اطار حوار سلمي وفي اطار الاحترام المتبادل. نحن لا علاقة لنا البتة بأعمال العنف هذه». وكان نحو مئة شخص، قال شهود إنهم سلفيون، هاجموا مساء الجمعة منزل مدير قناة «نسمة» نبيل القروي، وذلك اثر تظاهرة ضمت آلاف الاشخاص بدعوة من جماعات متشددة تطالب بإغلاق القناة. وتمكن المهاجمون المسلحون بزجاجات حارقة وسكاكين وسيوف بحسب شهود، من دخول منزل القروي، الذي لم يكن احد من افراد الأسرة فيه وخربوه. كما تعرضت خادمة كانت في المنزل الى الاعتداء ونقلت الى المستشفى، وأوقفت الشرطة خمسة اشخاص، بحسب وزارة الداخلية التي نشرت تعزيزات في المكان. وجرت تظاهرات في مناطق عدة من تونس أول من امس «ضد شبكة نسمة» لإدانة «المساس بقيم الإسلام». وقد توعد عدد من المتظاهرين «بعودة جنود محمد» لمحاربة الكفار. وهي المرة الاولى التي يظهر فيها الأصوليون بشكل واضح وبأعداد كبيرة في شوارع العاصمة التونسية، وذلك في تظاهرة كبيرة انطلقت من مسجد في وسط المدينة بعد خطبة الجمعة وفي تجمعات صغيرة في عدد من أحياء المدينة. غضب السلفيين وكانت قناة «نسمة» بثت في 7 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي فيلماً فرنسياً ايرانياً ما أثار غضب السلفيين الذين حاولوا الاحد الماضي مهاجمة مقر القناة. كما أثار بث الشريط إدانة واسعة بين التونسيين، خصوصاً لاحتوائه على لقطة تجسد فيها الذات الالهية بعجوز ملتح، وهو الأمر المحرم دينياً في الإسلام. وأكد العريض «ان اعمال العنف هذه خطيرة لكن ليس من شأنها التأثير على العملية الديموقراطية في تونس. البلاد بحاجة الى استقرار وللجميع الحق في التعبير عن رأيهم بطريقة سلمية ومسؤولة». وأضاف: «لقد دعونا مناضلينا الشباب الى تفادي المشاركة في تظاهرات يمكن ان تخرج عن السيطرة». واتهمت قناة «نسمة» مساء الجمعة الإسلاميين منددة بعملية «تحريض على العنف» يقوم بها بعض الائمة و ب «الخطاب المزدوج» للنهضة، المعروفة باعتدالها والمتهمة بأنها تشجع خفية التظاهرات ضد القناة.