واشنطن - أ ف ب - بدأت الولاياتالمتحدة نشر حوالى مئة جندي في وسط أفريقيا للمشاركة في مطاردة جوزف كوني، زعيم حركة «جيش الرب للمقاومة» الذي يبث مقاتلوه منذ عشرين سنة الرعب في بلدان عدة. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة وجهها إلى الكونغرس أن جنود بلاده المجهزين للقتال سيساعدون قوات المنطقة التي تعمل على دفع كوني لمغادرة ساحة القتال. وأوضح أن «هذه القوة الصغيرة ستقدم معلومات استخباراتية ونصائح ومساعدة للقوات الشريكة»، علماً أن نطاق عملها سيشمل أوغندا والكونغو الديموقراطية وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، والتي واقفت حكوماتها على تنفيذ مهمات على أراضيها. ويعتبر هذا الانتشار الأكبر للقوات الأميركية في المنطقة منذ هزيمتها في الصومال عام 1993، فيما حرصت الإدارة الأميركية على توضيح أن الجنود الأميركيين لن يقاتلوا المتمردين مباشرة، على رغم انهم سيتوجهون إلى مناطق مهددة من «جيش الرب للمقاومة»، احد التنظيمات الأكثر وحشية في العالم، والذي ينشط مقاتلوه منذ 1988 في شمال أوغندا لكنهم تمركزوا في دول مجاورة. وهم متهمون بارتكاب مجازر ضد مدنيين وبتر اعضاء وتجنيد أطفال قسراً في قواته. وخلال عشرين سنة، أسفرت المعارك بين هؤلاء المتمردين والقوات الأوغندية عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح حوالى 1.8 مليون آخرين. وتوقفت المواجهات عام 2006 مع بدء عملية سلام لكن «جيش الرب للمقاومة» بقي ناشطاً في الدول المجاورة. ورجح المسؤول عن منطقة أفريقيا في الجيش الأميركي الجنرال كارتر هام الأسبوع الماضي، وجود كوني الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في أفريقيا الوسطى. ورأى ريتشارد داوني، خبير الشؤون الأفريقية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الأميركيين بدأوا عملية «صعبة ومعقدة جداً» حتى إذا لم يشاركوا في المعارك. وأضاف داوني أن «مقاتلي جيش الرب للمقاومة لم يعد عددهم يتجاوز ال 200 أو 300 شخص، لكنهم مقاتلون محنكون وموزعون في مجموعات صغيرة على أرض واسعة جداً، وتسودها الفوضى». وتابع داوني أن هذه العملية «يجب إعدادها بعناية ودقة»، مذكراً بأن الولاياتالمتحدة أرسلت من قبل عشرات المستشارين العسكريين إلى المنطقة في نهاية 2008 لتقديم النصح للجيش الأوغندي، لكن مهمتهم فشلت وفر قادة جيش الرب للمقاومة أو قتلوا آلافاً من المدنيين للانتقام، «لذا يجب أن تشارك الولاياتالمتحدة بشكل اكثر فاعلية هذه المرة». وقال بول رونان، المستشار القانوني في منظمة «ريزولف» إن «أوباما يبرهن عن قدرات قيادية حاسمة لمساعدة حكومات المنطقة على وضع حد لفظائع جيش الرب للمقاومة». أما جون بيرندرغاست الذي شارك في تأسيس منظمة «إيناف بروجيكت» فرأى أن «الأمر يحتاج إلى قوات اكثر قدرة تعمل من أجل توقيف كوني، وحماية المدنيين وتعزيز الجانبين الاستخباراتي واللوجستي لإنجاح عمل هذه القوات».