تدخل مصر هذا الأسبوع نادي الفضاء العالمي، لتصبح العضو 61 مع انطلاق الصاروخ الاوروبي "اريان 4" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية حاملاً الى الفضاء القمر الاصطناعي المصري "نايل سات - 101" الذي يعتبر أول قمر عربي افريقي يعمل بنظام الضغط الرقمي ذي الكفاءة العالية. وحرص وزير الاعلام المصري صفوت الشريف على تأكيد ان التكامل، وليس التنافس سيحكم العلاقة بين القمرين المصري "نايل سات" والعربي "عربسات"، وان هناك تنسيقاً تاماً بين دوريهما في خدمة قضايا الامن القومي العربي وكذلك للحفاظ على الهوية الثقافية العربية في عالم بلا حدود، ومحاولات لا تهدأ تستهدف الشخصية العربية. والجدير بالذكر أن القمر المصري يختص فقط بالبث التلفزيوني والاذاعي والخدمات المعلوماتية، فيما يقدم القمر العربي خدمات اشمل في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية. وبعد مجموعة من الاختبارات الخاصة بالوقود وقوة الدفع ووضع الصاروخ، تم تحميل القمر المصري على رأس الصاروخ في الكبسولة الخاصة به مع قمر ياباني آخر. وبدأت عملية تغذيته بالوقود تدريجياً، لتصل كميتها قبل الاطلاق مباشرة، الى 869 كيلوغراما، وهي أثقل من "نايل سات" نفسه الذي لا يتعدى وزنه 795 كيلوغراما. ومن المقرر أن يطلق "نايل سات" في حضور وزير الاعلام المصري وعدد من الشخصيات الرسمية ليستقر بعد خمسة عشر يوما في مداره المحدد عند خط الطول 7 درجات غرب غرينتش. وعلمت "الوسط" ان الثامن والعشرين من نيسان ابريل لم يكن الموعد الاصلي لإطلاق القمر الاصطناعي المصري "نايل سات 101" فقد سبقته ثلاثة مواعيد اخرى حالت دون الالتزام بها صعوبات تقنية. وأكد السيد امين بسيوني رئيس الشركة المصرية للاقمار الاصطناعية بأن مشكلات لوجستية ومناخية تتعلق على ما يبدو بنقل القمر المصري من مقر الشركة المصنعة في مدينة تولوز الفرنسية الى قاعدة كورو، ادت الى ارجاء الموعد الثالث اياماً عدة. يذكر ان التفكير باطلاق القمر المصري بدأ في العام 1977 في عهد الرئيس الراحل انور السادات، ومنذ ذلك الحين والفكرة تدور في رأس القيادة المصرية، الى ان قام الرئيس المصري حسني مبارك في ايار مايو 1995 بتكليف وزير الاعلام صفوت الشريف اتخاذ الخطوات الفعلية لاطلاق اول قمر اصطناعي مصري تحت اسم "نايل سات 101". وفور تحديد المواصفات الفنية للقمر المصري واختيار النظام الرقمي المضغوط الاكثر تقدماً، تم طرح المشروع في مناقصة عالمية بين الشركات الكبرى. ففازت به شركة "ماترا ماركوني سبيس الفرنسية" M.M.S لتبدأ انجاز مهمتها بدءاً من تشرين الثاني نوفمبر 1995 ووفق الاتفاق الموقع مع اتحاد الاذاعة والتلفزيون وزارة الاعلام تولت الشركة الفرنسية كل مراحل صنع وتجهيز القمر المصري، وتتمثل في تصنيع "نايل سات 101" وهو القمر الاساسي وقمر احتياطي آخر هو "نايل سات 102". وانشاء محطتين للتحكم الارضي، رئيسية في مدينة السادس من اكتوبر بالقرب من القاهرة، واحتياطية في منطقة "الحمّام" القريبة من الاسكندرية. ويقضي الاتفاق ايضا بأن تتولى الشركة كل عمليات التحكم والمراقبة للقمر لمدة ستة اشهر بعد الاطلاق على ان يتسلم المهمة المهندسون المصريون الذين دربتهم الشركة الفرنسية. وأصبحت محطة التحكم جاهزة للتشغيل اعتبارا من تشرين الاول اكتوبر الماضي، وهي على مساحة 1600 متر مربع، روعي في تصميمها امكان تحكمها في اربعة اقمار وليس في قمر واحد. امكانات كبيرة وبلغت التكلفة الكلية للقمر الاصطناعي المصري نحو 158 مليون دولار تمكن تغطيتها خلال خمس سنوات على الاكثر. ويوفر "نايل سات" 12 قناة قمرية مضغوطة يمكن ان تبث من 84 الى 96 قناة تلفزيونية و400 محطة اذاعية فضلا عن خدمات المعلومات والانترنت. ويغطي القمر المصري المنطقة العربية وحوض البحر المتوسط ومساحات من آسيا وافريقيا ويتم استقبال مواده عن طريق طبق صغير يراوح قطره بين 50 و70 سم. ويجري حالياً الاتفاق مع الشركة المصنعة على ان يغطي القمر الاحتياطي "نايل سات 102" القارة الافريقية بأكملها. وتم استئجار غالبية القنوات القمرية بواقع ثلاثة ملايين دولار لكل قناة سنويا، وتسابق على استئجارها التلفزيون المصري ووزارة التعليم وراديو وتلفزيون العرب ومجموعة "شوتايم" فضلا عن محطات اميركية عدة.