تستعد مصر لإعلان بناء قمر اصطناعي ثان نايل سات - 102" تصل تكاليفه الى 200 مليون دولار ويكون موجهاً الى النصف الجنوبي من القارة الافريقية، بعدما اظهر الاقبال على استئجار قنوات القمر الاول "نايل سات - 101"، الذي يبدأ تشغيله رسمياً في 28 أيار مايو الجاري، الجدوى الاقتصادية لخطتها المتعلقة ببناء سلسلة أقمار اصطناعية مخصصة للبث التلفزيوني والاذاعي والتفاعلي. وعلمت "الحياة" ان اغلب قنوات "نايل سات - 101" الذي اطلق ليل الثلثاء الماضي ويتخذ مداره النهائي على بعد 36 ألف كلم الاحد المقبل، حجز من قبل دول وهيئات عدة من بينها العراق. وتوجه كبير المهندسين في شركة "مصر للأقمار الاصطناعية" نايل سات صلاح حمزة الى تونس امس للبحث في آخر التفاصيل المتعلقة باستئجار قناة قمرية مضغوطة تسع 7 قنوات تلفزيونية و32 قناة اذاعية وقناة تفاعلية للمعلومات. ومن المنتظر ان يعلن في موعد قريب نبأ الاتفاق بين الطرفين. وعلمت "الحياة" ان العراق وقع بالفعل، ومنذ نحو ثلاثة اشهر، اتفاقاً مع "نايل سات" لاستئجار قناة قمرية مضغوطة تحمل سعة مماثلة للبث والارسال. وسددت بغداد 875 الف دولار تشكل 25 في المئة كدفعة مسبقة لابرام العقد الذي تبلغ قيمته 3.5 مليون دولار سنوياً. البث المشفر ووقعت مجموعة "ايه. آر. تي" اتفاقاً اولياً لاستئجار قناتين قمريتين للبث المشفَّر وكذلك وقعت مجموعة "غولف دي تي اتش" وهي شركة يملكها مستثمرون كويتيون وتتخذ من دبي مقراً لها اتفاقاً اولياً لمدة 10 سنوات ينتظر اقراره نهائياً بعد أيام لاستئجار قناتين قمريتين للارسال المشفَّر على ان تبث عبرها برامج 14 قناة اجنبية. وسبق لقناة "اي. ان. ان" الاخبارية اللندنية ان أبرمت اتفاقاً لاستئجار قناة قمرية مضغوطة للبث المفتوح وكذلك فعلت ليبيا واليمن. وتم تأجيل النظر في طلب تقدم به السودان نظراً الى قصور ارسال القمر الاصطناعي الاول عن بلوغ جنوب السودان. كما استأجر "اتحاد الاذاعة والتلفزيون" في مصر ثلاث قنوات قمرية على ان تمنح وزارتا التربية والصحة قناتين تلفزيونيتين لبثهما. ومن شأن هذا القدر من الاتفاقات ان يغطي كامل ارسال "نايل سات - 101" الذين يضم 12 قناة قمرية مضغوطة وست قنوات قمرية احتياط تستخدم في حال اخفاق اي من القنوات العاملة. وكانت "محطة تلفزيون المستقبل" اللبنانية طلبت حجز قناة لها في القمر "نايل سات 101" ويُعتقد ان المسؤولين في "شركة مصر للأقمار الاصطناعية" المالكة للجرم الفضائي يرغبون في تدوير الفائض من القوات التلفزيونية التي تزيد على حاجة المستأجرين للقنوات القمرية المضغوطة وتخصيصها للارسال الاذاعي والتلفزيوني للشركات الاخرى المهتمة بالبث الى المنطقة الممتدة من المغرب وحتى الخليج العربي والتي يغطيها ارسال "نايل سات 101". ويبلغ رأس مال "مصر للأقمار الاصطناعية" 100 مليون دولار مدفوع و100 مليون دولار قروض. ويتوزع رأس مال الشركة المعوَّمة في البورصة بين 20 في المئة اكتتاب خاص بالأفراد و40 في المئة ل "اتحاد الاذاعة والتفزيون" في مصر و40 في المئة لمستثمرين اجانب ومصريين. ووصلت كلفة مشروع "نايل سات 101" الى 180 مليون دولار ذهب 158 مليوناً منها لإبرام اتفاق بناء القمر واطلاقه وتجهيز محطة استقبال وإرسال ارضية في مدينة "6 اكتوبر" في القاهرة ومحطة دعم مساندة في مدينة الحمام على الساحل الشمالي للاسكندرية واستئجار محطة متابعة اولية في بيرث في استراليا. ويعمل في الشركة 150 موظفاً اغلبهم من المهندسين والخبراء الفنيين ينقسمون الى مهندسي قطاع أرضي، ومهندسي قطاع فضائي وهو قطاع ينقسم بدوره الى ثلاثة شعب واحدة للتحكم وأخرى للتشغيل وثالثة للصيانة. ومن المنتظر ان يتم توظيف مزيد من الخبراء في الفترة المقبلة عندما يبدأ العمل بنظام النوبات، مع العلم ان مهندسين فرنسيين سيتوليان الاشراف على محطة "6 اكتوبر" في الاشهر الستة الاولى التي تلي بدء التشغيل الفعلي تمهيداً لتسليمها للاشراف المصري. وحفز نجاح المشروع الجامعة العربية على السعي الى ايجاد تنسيق بين مؤسسة "عربسات" وبين "نايل سات". وعلمت "الحياة" ان اتفاقاً للتعاون بين الطرفين سيوقع في الاسابيع المقبلة. احتياط وكانت صفقة بناء "نايل سات 101" نصت على بناء مكونات أولية في مدى سنة من توقيع العقد عام 1996 تخصص لتشكيل الاساس لقمر اصطناعي ثانٍ يستخدم للمساندة الاحتياطية في حال اخفاق القمر الأول لأي سبب من الاسباب، او كقمر للبث المباشر اذا انتفت الحاجة الى دوره الاحتياطي. وتم التفاهم بين "نايل سات" والجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية على ان يوجه بث القمر الجديد الذي سيطلق عليه "نايل سات 102" الى الدول الافريقية ويخصص للبث التلفزيوني والاذاعي. وقال ل "الحياة" باتريك كوندروايه مدير شؤون التصدير الى منطقة الشرق الاوسط في شركة "ماترا ماركوني اسبايس" التي تعتبر المقاول الرئيسي لبناء واطلاق "نايل سات" ان هناك محادثات تجرى حالياً مع وزارة الاعلام المصرية بخصوص مواصفات القمر الثاني الذي اشار الى انه سيكون مشابهاً للقمر الحالي مع امكان ادخال تعديلات رئيسية عليه لتغطية افريقيا في شكل فاعل او الحصول على مزيد من القنوات القمرية لمضاعفة جدوى المشروع. وقدر كلفة تجميع مكونات "نايل سات 102" وإدخال التعديلات عليها واطلاق القمر الثاني بما يراوح بين 160 مليوناً و220 مليون دولار مشيراً الى ان المكونات التي بنيت ذات قيمة متدنية قياساً الى الكلفة الاجمالية للمشروع. ونفى ان تكون هناك حاجة الى بناء محطة اخرى ارضية لأن المحطة الحالية تملك سعة قدرها ست قنوات قمرية مضغوطة وهي بالتالي قادرة على التعامل مع ثلاثة اقمار اصطناعية دفعة واحدة. وأضاف انه من مصلحة الجانب المصري بناء قمر ثانٍ اكبر حجماً يضم عدداً أكبر من القنوات في شكل يخفض كلفة القناة الوحدة حتى لو ارتفع اجمالي القيمة النهائية للمشروع، مشيراً الى ان صناعة البث التلفزيوني والاذاعة تتطور في افريقيا ولا بد لمصر ان تشارك فيها في صورة اكبر. وعن الجدول الزمني لبناء القمر الجديد الذي سيفوق بوزنه قمر "نايل سات 101" الذي يبلغ 1840 كلغ ويعتبر من الاقمار الضخمة قال ان "المرحلة الاولى تقتضي اعلان الجانب المصري نيته الشروع في عملية البناء والتعاقد ليصار من ثم الى اعداد نص الاتفاق البالغ 500 صفحة في مدى شهرين الى ثلاثة أشهر بعدها، وحسب المواصفات المطلوبة ومواعيد الحجوزات الخاصة بالصاروخ "آريان" في قاعدة غويانا الفضائية، يمكن بناء واطلاق القمر الاصطناعي في فترة تراوح بين 18 و24 شهراً". وكانت مصادر مطلعة في الوفد المصري قالت انه من المرجح ان ينتهز الرئيس حسني مبارك، الذي يشرف شخصياً على مشروع الاقمار الاصطناعية، زيارته الى فرنسا في 18 الشهر المقبل، لاعلان نية مصر بناء الجيل الثاني من "نايل سات". ورداً على سؤال بهذا الخصوص قال كوندروايه ان الاعلان المحتمل، لو حدث الشهر المقبل، سيسمح بالتوصل الى نص اتفاق في محيط تموز يوليو المقبل ووضع القمر "نايل سات 102" في مداره فوق الارض في موعد لا يتجاوز منتصف العام 2000.