بريطانيا، التي افتخرت دائماً باستضافة خيرة خيول العالم، مهددة حالياً بفقدان مجموعات من أفضل مهورها العربية الأصيلة.اذ نُقل عن الشيخ محمد بن راشد المكتوم، ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة استعداده لسحب خيوله من بريطانيا ما لم تبد مزيداً من العناية بالسباقات وتوزع جوائز أكثر سخاءً. وقرر الملياردير اللبناني النائب عصام فارس بيع خيوله وتلك المخصصة للسباقات التي يقدر عددها بپ500 حصان بعضها في بريطانيا، وذلك في مزادات ستقام في مدينة دوفيل الفرنسية خلال آب اغسطس وكانون الأول ديسمبر المقبلين. وكانت خيول فارس شاركت في سباقات عالمية وفازت بجوائز مرموقة. وقد باع في الولاياتالمتحدة وحدها 28 حصاناً حققت انتصارات كوفئت عليها بجوائز بلغت قيمتها حوالي 11 مليون دولار. ولم يعرف اذا كانت بريطانيا حاولت ثني النائب اللبناني عن قراره بيع خيوله الموزعة على "مزارع فارس" ولاية كنتاكي الأميركية و"اصطبلات فارس" في نيوسلز البريطانية و"هاراس دي مانيفيل" نورماندي الفرنسية، فهو يستعد للتفرغ للسياسة اللبنانية وشجونها. لكنها سارعت الى العمل على رأب الصدع مع الشيخ المكتوم، اذ صرح وزير الخارجية روبن كوك برغبته في مناقشة الأمر معه والبحث عن حلول ممكنة. وفيما يتعذر على النائب اللبناني تحمل أعباء العمل السياسي والاهتمام بالخيول، في آن واحد، فإن تلك مهمة لا تروق الشيخ المكتوم وحده، بل للوزير كوك أيضاً الذي أدمنها منذ ما يزيد على 25 عاماً. وهذه بالنسبة اليه هواية لا تمنعه من ممارستها ساعات عمله الطويلة التي قد تصل الى 18 ساعة في اليوم. وهو يواظب منذ سنوات على كتابة عمود اسبوعي عن سباقات الخيول في جريدة محلية تصدر في غلاسكو. لكن هل تكفي خبرته الواسعة في مجال الخيول وبراعته الديبلوماسية لاقناع الشيخ المكتوم بالعدول عن قراره؟ هناك دلائل تشير الى ان محاولة الوزير البريطاني لا تتمع بحظ كبير من النجاح، فبلاده التي تجني من سباقات الخيول 5 بلايين جنيه استرليني، ولا تفوقها سوى الأرباح الأميركية، تنفق على مضامير السباق وخدماتها قدراً ضئيلاً لا يكفي للنهوض بمستوى هذه المرافق وجعلها لائقة بسباقات عالمية. وارتفعت تكاليف التدريب الذي تخضع له الخيول، فيما انخفضت عائدات السباقات، حتى وصلت بريطانيا الى المركز السادس بين 40 دولة من حيث عائدات السباقات المحتسبة بالمقارنة مع تكاليف تدريبها. وقد يكون السبب الأهم وراء رغبة الشيخ المكتوم هو التقدم الذي تشهده بلاده في مجال سباقات الخيول، فلماذا يبقي خيوله في بريطانيا اذا كانت دبي في صدارة منظمي سباقات الخيول في العالم؟ ومعروف ان دبي اثبتت جدارتها في مجال تنظيم السباقات العالمية خلال زمن قياسي، بعدما استضافت سباقات بطولة العالم الأولى لسباقات الخيل قبل عامين ثم أعادت الكرة في 1997. وتنافست أخيراً مجموعة من أفضل الخيول على مضامير ند الشبا في دبي للفوز ببطولة العالم الثالثة التي تعتبر أغلى سباقات العالم وتبلغ قيمة جوائزه 4 ملايين دولار، حصة الفائز الأول منها 2.4 مليون دولار. واضافة الى هذه البطولات التي عززت سمعة دبي في عالم السباقات، هناك سباقات دولية عدة تجري سنوياً على مضامير دبي. ويتكفل سباق دبي الجديد الذي أقيم على مضمار عشبي ينتظره مستقبل يدعو الى التفاؤل، مع سباقي كأس دبي العالمي وسوق دبي الحرة، باتاحة الفرصة أمام عشاق هذه الرياضة الشعبية في الامارات لنيل قسط وافر من المتعة. فلماذا لا تعود خيول الشيخ محمد بن راشد الى الوطن لترسيخ نجاحات دبي ؟ .