في وقت تؤكد دبي تميزها على صعيد استضافة سباقات الخيول العالمية، تخضع بريطانيا، رغم تاريخها العريق في هذا المجال، لامتحان صعب. فقد وجه إليها الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الإمارات، وهو أحد أشهر مّلاك الخيول في العالم، تحذيراً قوياً بتهديده بسحب خيوله من الاسطبلات ومضامير السباقات البريطانية إذا لم يطرأ تحسن على شروط المنافسات الدولية وزيادة جوائز سباقات الخيول العالمية. ومع انطلاق بطولة العالم الثالثة لسباقات الخيل في دبي مساء أمس استطاع الشيخ محمد تسجيل نقطة في قضيته مع لندن، التي أعلنت على لسان روبن كوك وزير خارجيتها وأحد أشهر مشجعي سباقات الخيل في بريطانيا عن اهتمامها بتهديدات مالك الخيول العربي. وأكد كوك في لقاء مع مجلة "العاديات" أنه يتطلع إلى الفرصة التي يلتقي فيها الشيخ محمد لمناقشة أفكاره واهتماماته. ويقول كوك إن الشيخ محمد بن راشد المكتوم هو أحد أهم المشاهير في سباقات الخيل البريطانية، وعلينا أن نعطي كل الاعتبار والاهتمام لوجهة نظره. فما هي وجهة نظر ولي عهد دبي؟ شرح الشيخ حمدان بن راشد المكتوم نائب حاكم دبي وزير المال والصناعة الذي لا يقل شهرة عن أخيه الشيخ محمد بامتلاكه ألف جواد لها باع طويلة في السباقات العالمية والمحلية أفكار أخيه. إذ يؤكد الشيخ حمدان أن المشكلة في بريطانيا تكمن في تمويل السباقات، وافتقار بعض المضامير للخدمات، ومع ذلك نجدها تستضيف سباقات مهمة. ويلفت الشيخ حمدان إلى أن هذا الوضع يعمل على اضعاف قيمة الجوائز المالية التي لم ترتفع منذ فترة طويلة. وأعرب عن اعتقاده بأن هناك سوء توزيع للجوائز على مختلف مضامير السباق في بريطانيا. ويقول إنه إذا أمكن الاستغناء عن بعض المضامير وتحويلها إلى مضامير للتدريب، يمكن تعزيز قيمة الجوائز الرئيسية، الأمر الذي يمكن من حل جزء من المشكلة. ويقول الشيخ حمدان إن دخل بريطانيا من سباقات الخيول يأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولاياتالمتحدة الأميركية ويقدر بحوالى خمسة بلايين جنيه استرليني، فيما تحتل المركز السادس والثلاثين من بين 40 دولة في ما يتعلق بعائدات السباقات مقارنة بتكاليف التدريب للخيول. واعتبر الشيخ حمدان ان تصريحات أخيه تصب في المصلحة العامة لتلك السباقات وضرورة تأهيلها مادياً لتواكب التطور العالمي في مجال سباقات الخيول. وإذا كان الشيخ محمد، ومن بعده الشيخ حمدان، يغمزان من قناة بريطانيا بالنسبة إلى شح الجوائز النقدية لسباقات الخيول التي تجري على مضاميرها، فإنهما يحاولان من جانب آخر انتزاع الصدارة العالمية في تنظيم سباقات الخيول العالمية. فمع تنظيم بطولة العالم الثالثة لسباقات الخيل التي جرت على مضمار ند الشبا في دبي، وبعد تنظيم البطولتين الأولى والثانية عامي 1996 و1997، استطاعت دبي أن تكرس موقعها في صدارة منظمي سباقات الخيل العالمية في غضون ثلاث سنوات، باحتضانها وتنظيمها أغلى سباقات في العالم تبلغ قيمة جوائزه أربعة ملايين دولار بينها 4،2 مليون دولار للحصان الفائز بالكأس. ولا يقف طموح الشيخ محمد عند هذا الحد، إذ يؤكد ان سباق كأس دبي يعبر عن فن تنظيم السباقات في القرن المقبل، ذلك ان سباق هذه السنة يشكل بداية جديدة نظراً إلى أنها تقام على المضمار العشبي للمرة الأولى. ويقول إننا نتوقع لهذا السباق أن يحتل مكانة رفيعة المستوى في روزنامة السباقات العالمية لا تقل شأناً عن سباقي كأس دبي العالمي، وسوق دبي الحرة. ويضيف: نحن نستهدف تقديم حدث مميز يخلد في ذاكرة التاريخ والمساهمة في تطوير رياضتنا الحبيبة نحو القرن الواحد والعشرين. وفاز في سباق أمس الحصان الأميركي "سيلفر تشارم" وحل ثانياً "سوين" الذي كان نداً قوياً إذ استوجب الاستعانة بالصورة للفصل بين الحصانين عند خط الوصول. وسبق ل "سيلفر تشارم" أن فاز في سباق كنتاكي المشهور، فيما حل ثالثاً في سباق أمس الحصان الفرنسي "لو سوفاج".