دوري قوي... مفاجآت من العيار الثقيل والاثارة ما زالت مستمرة... بهذه العبارات يمكننا ان نختصر الدوري الممتاز لكرة القدم للموسم الحالي في السعودية. فبعد ان انقضت المرحلة التمهيدية من الدوري، ينتظر الجميع ان تستمر الاثارة في مباريات المربع الذهبي عندما يتقابل الهلال مع الأهلي والشباب مع النجمة في 17 آذار مارس الجاري. ويعتبر المدرب السعودي محمد الخراشي مساعد مدرب منتخب السعودية الأول ان الدوري تأثر بعوامل عدة لم تجعله يظهر في المستوى المأمول وذلك بسبب غياب نجوم الاندية المنضمين الى المنتخب السعودي، كما ان ضغط المباريات اثر بعض الشيء على اداء الفرق، لكن الخراشي لم ينف وجود بعض النواحي الايجابية ومن ابرزها ظهور العديد من المواهب المتوقع ان تجد مكاناً لها في المنتخب السعودي في المواسم المقبلة. نكسة الاتحاد وشهد دوري هذا العام مفاجآت صاعقة ابرزها خسارة فريق الاتحاد بطل ثلاثية الموسم الماضي جميع القابه وخروجه صفر اليدين ويرجع طلعت لامي رئيس النادي ذلك الى جملة من الاسباب منها عدم الاستقرار الاداري الذي شهده النادي، واسناد مهمة التدريب الى مدربين: الأول دونوفاك المجري والثاني كامبوس الذي أطلق عليه اللامي لقب المفلس. لكن العارفين بالأمور الداخلية لفريق الاتحاد يؤكدون ان سبب تدهور الفريق يعود بالدرجة الأولى الى عدم ظهور أحمد بهجا اللاعب المغربي وهداف الفريق بالمستوى الذي قدمه في الموسم الماضي، والى الغاء عقد اللاعبين كماتشو والفونسو والتعاقد مع لاعبين أجانب لم يكونوا في مستواهما. ظاهرة الهلال وشهد الدوري السعودي ظاهرة تصدر فريق الهلال منذ بداية الدوري حتى نهاية الدور التمهيدي في سابقة تسجل في الدوري السعودي لأول مرة وذلك عندما احرز 45 نقطة وهو رقم قياسي يسجل في المسابقات السعودية. وقاد الروماني ايلي بلاتشي الهلال الى تقديم مستويات ممتازة أهلته لتصدر الدوري، يقول بلاتشي "عندما علمت بعدم السماح للاعبي المنتخب بالمشاركة مع فرقهم وللهلال في المنتخب ستة لاعبين علاوة على المصابين كالغشيان والشريدة لم يكن أمامي سوى ايجاد مجموعة جديدة، وعملت معهم من اجل اثبات جدارة الفريق، وتأكيد مقولة ان الهلال لا يتأثر بغياب النجوم". وكان لبلاتشي ما أراد اذ نجح مجموعة من الشبان الناصر، المطيري، العتيبي، المفرج يساندهم بعض لاعبي الخبرة أبو اثنين، المسعري، الموينع في سد النقص الهلالي. واستطاع الهلال ان يسير بهذه التوليفة في الدوري بكل أمان وكان نواف التمياط 22 عاماً الجوهرة في العقد الهلالي. وعندما عاد لاعبو المنتخب الى انديتهم أيقن الجميع ان السياسة الهلالية قد نجحت فلم يعد بحاجة الى مزيد من الجهد، فالمربع الذهبي قد أصبح في متناولهم. خيبة النصر وتألق النجمة ولئن كان النجاح حليف الهلاليين، فان جاره اللدود فريق النصر مرَّ بأزمات متعددة، وقدم الفريق مستويات متواضعة ولم تجدِ كل محاولات ضخ الأموال الطائلة التي تعدت الثلاثة ملايين ريال في تحسين الوضع وتخيل النصراويون ان الحل يكمن باقالة المدرب البلغاري العالمي بانييف لكن الامور لم تعد الى نصابها بعد الاستعانة بالفرنسي فيرنانديز الذي لقي تعاقده معارضة شديدة من النصراويين. الا ان رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن أصر على التعاقد معه وقال "لا يمكننا ان نتعاقد مع مدرب جديد، فيرنانديز هو الخيار الأنسب فهو يعرف الفرق السعودية حق المعرفة". ولم يستطع فيرنانديز ان يعزز موقف رئيس النادي وفشل في وضع فريقه في المربع الذهبي. وسجل فريق النجمة حضوراً قوياً وحل في المركز الثاني مسجلاً مفاجأة لم تكن في الحسبان، الا ان مدرب الفريق البلغاري خريستوف ينفي ان تكون الانتصارات التي حققها من باب المفاجأة مؤكداً ان "المفاجأة لا تأتي بتسجيل 13 فوزاً". ويؤكد بعض النقاد ان فريق النجمة استفاد من التحاق اللاعبين بالمنتخب السعودي وبالتالي فقدان بعض الفرق عدداً من نجومها، فاستغل النجماويون الوضع وحصدوا العديد من النقاط. ويمكن ان نطلق على الأهلي فريق الدور الثاني بعد ان سجل تسعة انتصارات متتالية أهلته لبلوغ المربع الذهبي، يقول مدرب الفريق البرازيلي زاناتا عن الثورة التي حدثت لفريقه "في الدور الأول افتقدنا ستة لاعبين مؤثرين كانوا ملتحقين بالمنتخب السعودي، فاعتمدنا على بعض الوجوه الجديدة لكنها لم تكن في مكانة اللاعبين الدوليين، في الدور الثاني عاد اللاعبون فاستعاد الفريق توازنه وهذا ما جعلنا نحقق العديد من الانتصارات". حرب السقوط ومثلما شهدت معركة بلوغ المربع الذهبي أحداثاً مثيرة كان فريق النصر وفريق الاتحاد من ضحاياها، نشبت حرب ضروس للافلات من الهبوط الى الدرجة الأولى، دارت رحاها بين الطائي، والرياض، والوحدة، والشعلة، والتعاون، وكانت نتيجتها هبوط الاخيرين. ويرى النقاد ان فريق الشعلة لا يستحق الهبوط قياساً بما قدمه طوال الموسم فهو الوحيد الذي ألحق بالاتحاد بطل الدوري هزيمتين، ويعزو مدرب الفريق التونسي عمر الذيب ذلك الى قلة خبرة لاعبي فريقه، والى سوء الحظ الذي لازم الفريق في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عمر الدوري. وكاد فريق الوحدة ان يودع الدوري الممتاز لولا الجهود الجبارة التي بذلها ابناء مكة لانقاذ فريقهم، ونجحت ادارة الرياض عندما استعانت بالمدرب الوطني خالد القروني في تفادي الهبوط، ومكافأة له جددت عقده للموسم القادم براتب شهري مقداره 15 ألف ريال. وتصدر اللاعب سليمان الحديثي مهاجم النجمة قائمة الهدافين برصيد 15 هدفاً متساوياً مع مهاجم الرياض فهد الحمدان، وهذه ظاهرة لم يشهدها الدوري السعودي منذ زمن. وتمت مكافأة الحديثي باختياره للمنتخب السعودي، وتبدو فرصته سانحة لزيادة غلته في المربع الذهبي، وهذا ما لا ينطبق على الحمدان الذي فشل فريقه في بلوغ المربع الذهبي. وجرياً على العادة السنوية في كل دوري تحمل المدربون تبعات فشل فرقهم فتعرضوا للاقالة، ولم ينج من هذه المقصلة الا أربعة مدربين بلاتشي "الهلال"، زاناتا "الأهلي"، خريستوف "النجمة"، الذيب "الشعلة" وكاد جولياتو مدرب الشباب ان يكون ضمن الناجين الا ان الشبابيين لم يمهلوه طويلاً اذ ألحقوه بالضحايا وتعاقدوا مع مواطنه أوسكار قبل بداية المربع الذهبي. وفشل اللاعبون الاجانب في تقديم مستويات مقنعة تتلاءم مع ما يدفع لهم من آلاف الدولارات، وأقدمت الاندية على الغاء عقود العديد منهم، وبرزت فضيحة زينهو جيت في الأفق، وذلك عندما غش السماسرة البرازيليين مندوب الهلال صالح النعيمة ولفقوا له لاعباً غير الذي ذهب النعيمة في طلبه ولم يكتشف الهلاليون أمره الا عند وصوله الرياض وأخذ الذين كانوا يحذرون الهلاليين من الوقوع في حبائل السماسرة البرازيليين يرددون قول الشاعر ولم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد وقدم نجوم أمثال البهجا، دصو، ولويس انطونيو، الذين تألقوا في الموسم الماضي مستويات باهتة وفي المقابل برز العديد من اللاعبين الشباب الذين يتوقع لهم مستقبل باهر كالمطيري والناصر والمفرج والتمياط من الهلال، الحلوي، الحقباني من النصر، الزهراني من الاهلي، والحارس شاس من الاتحاد، والمولد من الاتفاق، والعتيبي من الشباب. وشهد الدوري استحداث جائزة أفضل لاعب في المباراة وجاء لاعب الهلال احمد الدوخي على رأس قائمة افضل اللاعبين بعد ان حصل على الجائزة أربع مرات ينافسه البرازيلي سيرجيو مهاجم الأهلي، والسنغالي فاين مهاجم الرياض، لكن الكفة تميل للدوخي بحكم مشاركته في مباريات أقل من سيرجيو وفاين. وبعد ان استقرت الامور وعرف كل طرف من اطراف المربع الذهبي الفريق الذي سيقابله بدأ التسخين في صفوف الفرق، ووضع الهلاليون اللائمة على القرعة التي جعلتهم يقابلون الأهلي في مباراة اعتبرها الجميع بطولة مبكرة، وأفصح مؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد عن امنيته بفوز فريقه بالبطولة، واذا لم يحالفهم الحظ فانه يتمناها للأهلي. أسماء وأرقام - الهلال أكثر الفرق تحقيقاً للفوز برصيد 14 مباراة. - الشباب أقل الفرق تعرضاً للخسارة، برصيد ثلاث مباريات. - يملك الشباب أقوى خط هجوم برصيد 46 هدفاً، بينما يعتبر خط دفاع الهلال الأقوى اذ تلقت شباكه 24 هدفاً. - الطائي والشباب يعتبران أكثر الفرق تعادلاً بواقع تسعة تعادلات لكل فريق. - أسندت قيادة المباريات إلى 18 حكماً رفعوا 54 بطاقة حمراء و474 بطاقة صفراء واحتسبوا 48 ضربة جزاء أهدر منها عشر ضربات. - سجل 389 هدفاً في 132 مباراة.