نقل الفرقاء في جنوب السودان نزاعاتهم الى شوارع العاصمة الكينية نيروبي، فقد تبادل مؤيدو كل من العقيد جون قرنق زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" والكوماندور كاربينو كوانيين بول مؤسس "الجيش الشعبي" اطلاق النار في ما وصفه متحدث باسم قرنق بأنه محاولة فاشلة لاغتيال زعيم التمرد الجنوبي. وتضاربت تصريحات الطرفين في شأن ما حصل. فقد ذكر مساعدو قرنق أن مجموعة من أعوان كاربينو شنت هجوماً على منزل قرنق. غير أن كاربينو قال إنه تعرض لهجوم ومضايقات وإطلاق نار داخل أحد مراكز الشرطة. واتهم، خصمه ب "شراء" عدد من ضباط الشرطة الكينيين. وإزاء هذا التضارب، غيرت الصحف الكينية الطريقة التي تناولت فبها الحادث لتبدي قدراً من التعاطف مع كاربينو الذي يقيم في نيروبي مع ثلاث من زوجاته و42 طفلاً. وأكد القيادي الجنوبي الذي ازاحه قرنق من قيادة "الجيش الشعبي" بعد فترة وجيزة من تأسيس التنظيم أنه لا يريد مزيداً من التمزيق للصف الجنوبي، واعتبر أن المضايقات التي تعرض لها تهدف الى منعه من العودة الى نحو 12 ألفاً من المقاتلين الموالين له في منطقة بحر الغزال. ويرى أن قرنق يريد ضم هذه القوات الى فصيله. وفي المقابل رأى الموالون لقرنق أن كاربينو بدأ يشعر بالاحباط بعد أن أهمله قرنق منذ انسلاخه عن الحكومة السودانية مطلع هذه السنة، في الاحداث التي عرفت بمحاولة احتلال مدينة واو، عاصمة ولاية بحر الغزال. وينتمي كاربينو وقرنق الى قبيلة الدينكا التي تعد كبرى قبائل الجنوب السوداني، غير أن الأخير من دينكا منطقة بور. ويعتقد أن هذا الشقاق نفسه يزيد عمق الانقسام بين الجنوبيين على أساس الخلفية القبلية. واتهم انصار قرنق كاربينو بأنه خطط لقتل قرنق بناء على اتصالات أجراها مع السلطات السودانية عبر سفارتها في نيروبي. وهو أمر نفته الخرطوم، وسارعت الى نزع سلاح الميليشيات الجنوبية التي ترابط في الخرطوم منذ توقيع اتفاقية السلام التي توصلت اليها حكومة الفريق عمر البشير مع الفصائل المنشقة عن قرنق. وكانت قد وقعت هجمات عدة، خصوصاً في ضاحية الكلاكلة جنوبالخرطوم، بين فئات متنافسة في قيادة "قوات دفاع جنوب السودان" التي تضم الفصائل المتصالحة مع الخرطوم. وأشار مراقبون في نيروبي الى أن من شأن تفاقم النزاع بين قرنق ورئيسه السابق أن يعطل نشاط "الجيش الشعبي" الذي يقاتل الحكومة السودانية منذ العام 1983 للحصول على حكم ذاتي واسع الصلاحيات في الجنوب. ويدور قتال عشائري مدمر في منطقة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان، بين مقاتلين موالين للدكتور رياك مشار رئيس مجلس التنسيق بين الولاياتالجنوبية مؤسسة حكومية وحليفه السابق فاولينو ماتيب. غير أن الحكومة في الخرطوم قالت إن آدم الطاهر حمدون مستشار الفريق البشير لشؤون السلام قام بوساطة ناجحة أدت الى وقف القتال هناك.