تمضي ألفا روميو خطوة جديدة على طريق إستعادة صورتها الحيوية بإطلاق الجيل الجديد من موديلها الذي سينزل تحت تسمية "166"، خلفاً لموديل "164" في قطاع السيارات الكبيرة E segment، أو المصنّفة أيضاً "تنفيذية" Executive. وخلافاً ل"164" الذي أطلق في 1987 وكان مصمماً لدى بنينفارينا، أوكلت فيات مالكة ألف روميو مهمة تصميم "166" الى مركز التصميم لدى ألفا روميو نفسها بقيادة والتر دا سيلفا، مثلما فعلت مع موديل "156" الذي نزل العام الماضي في قطاع السيارات المتوسطة-الكبيرة D segment. وبسبب تردي مبيعات ألفا روميو في السنوات الماضية وتصميم فيات على إنعاشها قبل المباشرة بإنعاش لانسيا المتلاشية المبيعات أيضاً، تأخّر إطلاق "166" سنة كاملة على الرغم من جهوزها تماماً، تحاشياً لتقريب موعدَي إطلاق موديلَي "156" و"166". لذلك تقرر أولاً إطلاق موديل "156" المنتمي الى قطاع أوسع إنتشاراً من قطاع "166". لكن بعض المصادر يضيف سبباً آخر هو أن التصميم الذي كان جاهزاً ل"166" لم يلقَ إعجاباً "مفرطاً" من العيّنات الإستهلاكية التي إستُشيرت، فاضطر الصانع الى الإسراع في إجراء تغييرات تصميمية كثيرة. وعلى غرار جيل "164" الذي كان مبنياً على قاعدة مشتركة بين فيات وساب، فإعتمدتها فيات في موديلات "كروما" 1986-1993 ولانسيا "ثيما" 1984-1995، وألفاروميو "164" 1987-1998، بينما "إستقرت" لدى ساب في موديل "9000" منذ 1984 الذي خلفه موديل "5-9" المبني على قاعدة معدّلة من أوبل "فيكترا" تملك جنرال موتورز كلاً من أوبل، و50 في المئة من ساب، لا يعتمد موديل "166" قاعدة خاصة به، بل واحدة معروفة لدى فيات بتسمية "تيبو دي"، والتي نزلت في موديل لانسيا "كابا" الذي ورث سلفه "ثيما" في 1995، إنما مع تعديلات شملت نظام التعليق والمحورين. وعلى الرغم من القواسم المشتركة مع موديلات أخرى، تماشياً مع تنامي هذا التيار لدى معظم صانعي السيارات في العالم، حظي تصميم "166" بهوية تميّز شخصيته تماماً، ومع خيارات محرّكات وعلب سرعات من شأنها المساهمة في تنشيط صورة الماركة التي إشترتها مجموعة فيات قبل 12 عاماً من الحكومية الإيطالية التي أممتها 1933 قُبيل الحرب العالمية الثانية. وسيتوافر الموديل الجديد حسب الأسواق بأربعة خيارات بنزينية ليس بينها إلا خيار واحد بأربع أسطوانات 0.2 ليتر وبالإشعال المزدوج والمعروف لدى الماركة منذ سنوات، وقوته 155 حصاناً، بينما تأتي المحرّكات البنزينية الثلاثة الأخرى بست أسطوانات V تبدأ سعاتها من 0.2 ليتر أيضاً لكن مع شاحن توربيني 205 أحصنة ثم 5.2 ليتر 190 حصاناً و0.3 ليتر 226 حصاناً. أما خيار الديزل الوحيد فسيتوافر مع تقنية البخ المباشر في صيغة تتسع أسطواناتها الأربع ل4.2 ليتر 136 حصاناً. وستتوافر عُلب السرعات، حسب الفئات، في خيارات ثلاثة، إثنان منها عاديان بخمس نسب أمامية مع محرّكات ال155 و190 والتوربو ديزل ب136 حصاناً أو ست منها مع ال205 وال226... والتوربو ديزل ب136 حصاناً والثالث أوتوماتيكي متطور ويسمح بتشغيل العلبة بطريقة أوتوماتيكية كلياً أو شبه يدوياً. وعلى الرغم من تمتّع الموديل الجديد بعدد وافر من التجهيزات العصرية، ومنها مثلاً النظام المدمّج لوظائف الملاحة الإلكترونية والتلفون والتكييف والنظام السمعي، إضافة الى جهاز تشغيل المسّاحات فور تبلل الزجاج وهو تجهيز معروف منذ خريف 1995 في بيجو "406" ثم في مرسيدس-بنز "إي" وغيرهما منذ ذاك الوقت، تعرّضت السيارة لإنتقادات تركزت خصوصاً على المقعد الخلفي الذي لا يتيح مساحة واسعة فوق رؤوس ركاب السيارة... "التنفيذية" ! التي يتمنّى الصانع الإيطالي أن ينافس بها موديلات عريقة في هذا القطاع، مثل مرسيدس-بنز "إي" وبي إم ف فئة "5" وآودي "آي 6"، عدا عن جاغوار "إس تايب" الجديدة في الربيع المقبل. وشملت الإنتقادات الأخرى تعذّر طي ظهر المقعد الخلفي لتوسيع مساحة الصندوق الخلفي... ذي حافة التحميل العالية نسبياً. كذلك، لا يمنح وسط المقعد الخلفي مستوى مقبولاً من الراحة لمن يوصله حظه الى الجلوس عليه، لأن المقعد الخلفي مصمم لراحة شخصين أساساً، وإجلاس ثالث عند الضرورة. وهي نقاط ضعف جدّية في سيارة، إن صُنّفَت "تنفيذية" فهي تنتمي أيضاً الى حجم السيارات العائلية الكبيرة. وإذا كانت دوافع الشهوة الإنفعالية، قبل الحسابات العقلانية، ركيزة مبيعات ألفا روميو في الماضي، قد تكون تلك أيضاً أسباب تردي "صحة" مبيعاتها بعدما أتقنت الماركات الأخرى التوفيق بين إلحاح الرغبة وبرودة الحسابات. فهل لا يزال يحق لألفا روميو ما لا يحق لسواها... من الهفوات؟