بعد مضي أقل من خمسة أعوام على إطلاق موديل "155"، تُعدُّ ألفا روميو العدّة لإطلاق خليفته موديل "156" الخريف المقبل. وكعادته، حافظ الصانع الإيطالي الذي ضمّته فيات الى مجموعتها تضم أيضاً لانسيا وفيراري العام 1986، على تميّزه التصميمي بلمسات يتآلف فيها التجديد مع هويته المألوفة. صمّم السيارة مركز التصميم لدى ألفا روميو بينما صمَّم جيورجيتو جيوجيارو موديل "155"، ومن ميّزاته إخفاء مقبضي فتح البابين الخلفيين في الزاوية السوداء من النافذة الخلفية على غرار فتحتَي بابَي فيات كوبيه. وفي المقدّم، ستُركّب لوحة التسجيل في الجانب الأيسر من عارضة الصد، وليس في وسطها المشقوق تصميمياً. ويُلاحظ في التصميم العام حسن تزاوج الإستدارات مع الخطوط المستقيمة التي تحفظ للشكل العام عدائية ضرورية لصورة ألفا روميو الرياضية، مع تميّز إضافي في ذوبان الخطّين الجانبيين نسبياً عند إقترابهما من مقبض الباب الأمامي، ثم نفورهما من جديد فوق أقواس العجلات ليذوبان مرة أخرى عند إرتمائهما قرب المصباحين الأماميين. كذلك يُلاحظ إلتقاء عارضتَي الصد الأمامية والخلفية بدقة عالية مع الرفاريف المُستقبلة لهما، وهو إتجاه آخذ في التزايد في التصاميم الجديدة يُلاحظ مثلاً في آودي "آي 6" الجديدة، والتي تنتمي الى القطاع الأعلى مباشرة من "156". قبل خروج "156" الى الملأ، راهن كثيرون داخل الشركة على منح النموذج الذي عُرِفَ برمز "مشروع 932"، تسمية "جوليا 2" أو "جولييتا" عند تسويقه. لكن الشركة الأم فضّلت المحافظة على التسمية الرقمية لدى ألفاروميو، وعلى الحروف اليونانية لدى لانسيا. تعتمد "156" قاعدة معدّلة من فيات "ماريا" طول الأخيرة 39.4 متر وقاعدة عجلاتها 54.2 متر مع نظام تعليق جديد، شوكي مزدوج في المقدّم وماكفرسون مقتبس عن لانسيا "كابا" في المؤخّر. من حيث المقاييس طولها 43.4 متر وقاعدة عجلاتها 54.2 متر، وإرتفاعها 41.1 متر، تتوجه السيارة الجديدة الى القطاع المتوسط-الكبير ذاته D segment، وبهيكل ذي أربعة أبواب أيضاً. وعلى غرار "155"، ستحظى "156" بالدفع الأمامي، علماً بأن الفئة الرباعية الدفع التي تضمّنها المشروع الأولي لن تُبصر النور في نهاية المطاف بعدما خبِرَ أكثر من صانع فشل هذه التركيبة في سيارات الصالون، لا سيما بعد تكاثر الموديلات الرباعية الدفع من النوع الترفيهي، وبأسعار تغطي معظم شرائح الدخل. ستُنتج "156" في مصنع بوميغليانو داركو Pomigliano D'Arco قرب نابولي، وبمعدّل 150 ألف وحدة سنوياً. من الناحية الميكانيكية ستحظى "156" بستة خيارات محرّكات، أربعة منها بنزينية والآخران توربو ديزل. وفي الخيارات البنزينية ثلاثة محرّكات بأسطوانات أربع مع ستة عشر صماماً، سعاتها 6.1 ليتر 120 حصاناً و8.1 ليتر 144 حصاناً و0.2 ليتر 155 حصاناً، والرابع بست أسطوانات V مع 24 صماماً 5.2 ليتر وقوته 190 ترافقه علبة سرعات يدوية جديدة إنتاج فيات بنسب أمامية ست. أما محرّكا التوربو ديزل فأولهما بأربع أسطوانات سعتها 9.1 ليتر، والثاني بخمس منها 4.2 ليتر. ويمتاز الشاحن التوربيني في المحرّك الأكبر بتوربين ذات شفيرات متبدّلة الإنفتاح، لتكتفي بقليل من غازات العادم في الدوران المنخفض بينما يحول إنفتاح شفيراتها تدريجاً دون الهوَس المؤذي في الدوران العالي، كما يحول خصوصاً دون إرتفاع القوة والعزم فجأة عند تدخّل التوربو مع ما يرافق ذلك من شرود وشد دفعي جانبي للمقود في يد السائق