بنزول موديل "5-9" حديثاً في أوروبا، لم تطرح ساب مجرد موديل جديد بل دخلت عملياً قطاعاً يعلو موديلها المعروف "9000" في صيغتي الأبواب الأربعة أو الخمسة. وإن صُنِّفَ موديل "9000" حتى الآن بين السيارات النخبوية الطابع، فهو عانى نقطة ضعف أساسية كمنت في تواضع حجمه بعض الشيء قياساً بسيارات منافسة له مثل بي إم ف "5" ومرسيدس-بنز "إي" وغيرهما. ف"9000" التي نزلت أساساً في 1984، مبنية على قاعدة إنتجت شراكة مع مجموعة فيات، وإستُخدمت في موديلات فيات "كروما" ولانسيا "تيما" السابقَين وألفا روميو "164" الذي شارف على نهاية خدمته. لذلك لم يكن هناك بد من إعتماد قاعدة أكبر، فجاءت هذه المرة في صيغة ممدودة من قاعدة أوبل "فيكترا". فجنرال موتورز التي تملك أوبل منذ 1929، تملك أيضاً نصف ساب أوتوموبيل منذ آذار مارس 1990. وتتمتّع "5-9" فعلاً بمقصورة واسعة ومريحة جداً في المقدّم والمؤخّر. تحل "5-9" أولاً محل "9000 سي دي" أربعة أبواب، لتبقى الى جانبها "9000 سي إس" خمسة أبواب في إنتظار ظهور صيغة الصندوق الممدود واغن، وتعرف الآن برمز "641" من "5-9" السنة المقبلة. من الناحية التصميمية، تتميّز "5-9" بصورة نخبوية خاصة بها وتُغنيها العناصر الكرومية اللماعية في المقدّم، وجودة المواد المستخدمة في المقصورة، إضافة الى خصائص التصميم المعروفة لدى ساب، كلوحة القيادة الغنية المضمون والنحيفة الشكل في آن. من ناحية المحرّكات، تتوافر السيارة أولاً بمحرّكين ذوَي أربع أسطوانات تعلوها 16 صماماً مع شاحن توربيني محدود الضغط. سعتهما 0.2 ليتر 150 حصاناً و3.2 ليتر 170 حصاناً، وسيلتحق بهما في شباط فبراير المقبل خيار ثالث بست أسطوانات V مع 24 صماماً، سعته 0.3 ليتر 200 حصان. والمحرّك الأخير مطوّر عن محرك جنرال موتورز المستخدم في موديل أوبل "أوميغا" وكاديلاك "كاتيرا"، إنما مع تعديل برمجته الإلكترونية، لا سيما أن ساب جهّزته بشاحن توربيني خاص تشغّل توربينَه الغازاتُ الخارجة من صف الأسطوانات الثلاث الأمامية، لكن الروتور يشحن صفَّي الأسطوانات الست بالهواء. طبعاً، الغاية الرئيسية من التوربو في هذا القطاع هي المرونة والتلبية أكثر من الرياضية العدائية. لذلك يبقى ضغط الشحن محدوداً في معظم موديلات ساب بإستثناء فئات "آيرو Aero" الواضحة الرياضية. من التجهيزات الأساسية في مختلف الفئات تُذكر الوسادات الهوائية المواجهة والجانبية للسائق والراكب الأمامي، والتكييف مع إمكان تباين درجة الحرارة بين السائق والراكب الأمامي، وأزرار التحكم بالراديو والتلفون إن كان مركّباً من المقود، وراديو/كاسيت/كومباكت ديسك، ومساحتان ورذّاذتان للمصباحين الأماميين، وعلبة قفازات قابلة للتبريد، ومقعد خلفي قابل للطي كلياً أو جزئياً. ويمكن إختيار تجهيزات إضافية أخرى كالتلبيس الخشبي لبعض عناصر لوحة القيادة، والمقاعد الجلدية، ونظام كومبيوتر لمعرفة معدّلات السرعة والإستهلاك والمسافة و/أو الوقت المتبقيين قبل الوصول.... وتعقد ساب آمالاً كبيرة على "5-9"، لا سيما في الولاياتالمتحدة التي سيصل إليها الموديل في آذار مارس المقبل. وينوي الصانع تسويقها هناك بأسعار "تنافسية جداً" حسب قول جويل مامبي، رئيس فرع ساب الأميركي مع الموديلات المنافسة المستوردة... لا سيما الألمانية منها، لبيع نحو عشرة آلاف وحدة "5-9" هناك في 1998. وتسعى ساب الى بيع 40 ألف سيارة في الولاياتالمتحدة في سنة 2000، صعوداً من 28253 وحدة في 1996 تقدر بنحو 31800 وحدة للسنة الحالية، علماً بأن الشركة سجّلت أفضل مبيعاتها في الولاياتالمتحدة في 1986 44 ألف سيارة. ولتحقيق هذا النمو، رفعت ساب موازنة إعلاناتها هناك قبل سنتين الى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، لتصل الى 55 مليون دولار .