يستعد مجلس الأمة الأردني بشقيه مجلسي النواب والاعيان لعقد دورة قصيرة لساعات عدة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، اذ يحتم الدستور الأردني على مجلس الأمة الاجتماع من تلقاء نفسه في حال غياب الملك مدة أربعة اشهر متصلة خارج البلاد لأي سبب كان. لكن الدستور لا يحدد مهمة المجلس ولا موقفه في مثل هذه الحال بل ينص على ان المجلس "ينظر في امر غياب الملك". وحسب رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور فان الدورة غير العادية ستعقد في 14 او 15 تشرين الثاني نوفمبر المقبل اي في اليوم الذي تبلغ فيه مدة غياب الملك حسين للعلاج اربعة اشهر متصلة او في اليوم الذي يليه. وأكدت مصادر برلمانية لپ"الوسط" ان الجلسة ستقتصر على الاستماع الى كلمات عدد من الاعضاء ويتم بعدها صياغة برقية تأييد للملك حسين والدعاء له بالشفاء وانتظار عودته، علماً بأنه من المتوقع ان يعود الملك الى عمان اواخر الشهر المقبل او مطلع كانون الأول ديسمبر على ابعد تقدير حسب البرنامج الطبي للعلاج في مستشفى مايو كلينيك في الولاياتالمتحدة. ويقول رئيس مجلس النواب العائد للتو من واشنطن حيث قابل الملك حسين ان العاهل الأردني يتمتع بمعنويات عالية وانه يتابع ادق التفاصيل في الشؤون اليومية الأردنية. وأضاف متحدثاً لپ"الوسط": "لولا النقص الواضح في وزنه لم يتغير شيء في الملك حسين كما نعرفه منذ عشرات السنين". في غضون ذلك تصاعدت آمال الأردنيين من جديد بعد مشاركة العاهل الأردني في قمة واي بلانتيشين بعد الانباء الاسرائيلية عن تدهور صحته، واعتبروا المشاركة رداً واضحاً من جانب الملك الذي قاد الطائرة بنفسه من ولاية مينيسوتا الى العاصمة واشنطن، ودليلاً جديداً على تحسن وضعه الصحي. ويستعد الملك حسين للخضوع للجولة الخامسة وقبل الاخيرة من العلاج الكيميائي ضد سرطان اللمفوما الاسبوع المقبل، وتشير مصادر طبية الى ان الملك سيبدأ منذ هذه الجولة باستعادة وزنه الذي خسر منه نحو 18 كيلوغراماً طوال الاشهر الأربعة الماضية. وفي هذه الاثناء اغتنمت الحكومة الأردنية فرصة مشاركة الملك في المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية بطلب من الولاياتالمتحدة، لتؤكد اهمية الدور الأردني في المنطقة. وقال فايز الطراونة رئيس الوزراء ان هذه المشاركة تدل على ان "الدور يبحث عنا ولسنا ممن يبحثون عن ادوار".